“أنا حر في القيام بعمل ما إذا كان بإمكاني القيام به بخلاف ذلك إذا كنت قد اخترت ذلك”.
جورج إدوارد مور
فلسفة مور ونقده للمعرفة الأخلاقية:
يوجد مجال يمكن أن تعتبر فيه نظرية جورج إدوارد مورالأخلاقية إشكالية وهو وصفه للمعرفة الأخلاقية، وبسبب عداءه للمذهب الطبيعي الأخلاقي ينكر مور أنّ المعرفة الأخلاقية هي مسألة تحقيق تجريبي، ولكن هو معاد بنفس القدر لأطروحة كانط العقلانية بأنّ الحقائق الأخلاقية الأساسية هي حقائق العقل.
وبدلاً من ذلك يعتقد أنّ المعرفة الأخلاقية تعتمد على القدرة على الفهم الحدسي للحقائق الأخلاقية الأساسية التي لا يمكن للمرء أن يعطي أي سبب لها نظرًا لعدم وجود سبب لتقديمها، وتكمن المشكلة في هذا في أنّه إذا لم يتمكن المرء من قول أي شيء لدعم الادعاء بمثل هذه المعرفة فإنّ أولئك الذين لا يتفقون معها يمكنهم فقط تسجيل خلافهم ونقلهم.
ومن ثم فإنّ الجدل الأخلاقي قد يتحول إلى تعبير عن أحكام متضاربة لا تعترف بأي قرار، وفي ضوء ذلك ليس من المستغرب أن تُعتبر نظرية مور الأخلاقية على أنّها تقوض الحالة المعرفية للأخلاق، وبالتالي أدت بشكل مباشر إلى تطوير اللامعرفية الأخلاقية من قبل أولئك الذين تأثروا بمور مثل الفيلسوف ألفريد جول آير وكذلك الفيلسوف تشارلز ليزلي ستيفنسون.
نقد مور للنظرية الفلسفية المتعة:
بالإضافة إلى نقد مور لعدة جوانب فلسفية في الأمور الأخلاقية فإنّ هناك جانب آخر لمناقشة مور لهذه القضايا الأخلاقية، حيث وجد نفسه يجادل ضد نظرية المتعة القائلة بأنّ المتعة هي الشيء الوحيد ذو القيمة الجوهرية الإيجابية، وعلى الرغم من حقيقة أنّه اعتبر رسميًا أنّه لا يمكن تقديم مثل هذه الحجج.
وعند الانخراط في هذا النوع من أسلوب الجدل غير المباشر يرى مور نفسه على أنّه يسعى للحصول على اتفاق بدلاً من إثبات الحقيقة، وعلى الرغم من أنّه يقر أيضًا أنّه من وجهة نظر الشخص الأول لا يوجد فرق كبير هنا.
ونظرًا لأنّ هذه الطريقة غير المباشرة لم يتم دمجها في طريقته الرسمية للتحقيق الأخلاقي فإنّه لا يقول الكثير عن افتراضاتها المسبقة، ولكن يبدو لي أنّه يمكن للمرء أن يجد هنا بدايات منهج الفطرة السليمة للأخلاق والذي يفضل بشكل واضح على الاستئناف الرسمي للأحكام البديهية المتعلقة بالقيمة الجوهرية النسبية لحالات التعقيد التعسفي.