نيكسي من مطحنة البركة (The Nixie of the Mill-Pond )هي قصة خيالية ألمانية تحكي قصة رجل تم أسره من قبل لا شيء (روح مائية) وجهود زوجته لإنقاذه. جمع الأخوان جريم الحكاية في حكاياتهم الخيالية عام (1857) كرقم 181. أشارت ملاحظة في المجلد إلى أنها كانت موجودة في (Upper Lusatia)عندما تم جمع القصة، ضم (Andrew Lang) نسخة في (The Yellow Fairy Book )، نقلاً عن مصدره هيرمان كليتيك وألقابه.
تم تصنيفها على أنها (The Nix of the Mill-Pond) هذا النوع من القصص الخيالية التي تندرج تحت فئة “أعداء خارقون” وتتميز بوعد والدي البطل بالثروة أو الهدايا مقابل طفلهم. هذا النوع من الحكايات هو الأكثر شيوعًا في شمال أوروبا وقد تم تسجيل بعض المتغيرات في أسكتلندا.
الشخصيات:
- الطحان.
- ابن الطحان.
- زوجة الشاب.
- نيكسي.
قصة نيكسي من مطحنة البركة:
كان هناك رجل يعمل طحان كان يعيش مع زوجته في رضى كبير وكان لديهم المال والأرض، وزاد ازدهارهم عامًا بعد عام أكثر فأكثر، ولكن سوء الحظ يأتي مثل اللصوص في الليل، حيث ازدادت ثروتهم وتناقصت مرة أخرى عامًا بعد عام، وأخيرًا، لم يستطع الطحان أن يحتفظ بالطاحونة التي عاش فيها لأنّه كان في ضائقة شديدة، وعندما استلقى بعد يوم عمله، لم يكن يجد الراحة، بل كان مليئًا بالهموم وهو ملقى في سريره.
وفي صباح أحد الأيام، قام قبل الفجر وخرج في الهواء الطلق، معتقدًا أنه ربما مع الهواء النقي يصبح قلبه مرتاحاً ويبتهج قليلاً وبينما كان يخطو فوق سد الطاحونة، كان شعاع الشمس الأول يندلع للتو، وسمع صوتًا متموجًا في البركة وحين استدار ورأى امرأة جميلة تنهض ببطء خارج الماء حيث سقط شعرها الطويل الذي كان يمتد على كتفيها وغطى جسدها الأبيض، وفي خوفه لم يعرف ما إذا كان يجب أن يهرب أو يبقى في مكانه.
لقد رأى أنها كانت لا شيء من بركة الطاحونة، وفي خوفه لم يعرف ما إذا كان يجب أن يهرب أو يبقى في مكانه، لكن نيكس جعل صوتها الحلو مسموعًا، ثمّ ونادته باسمه، وسألته لماذا كان حزينًا جدًا؟ كان الطحان غبيًا في البداية، ولكن عندما سمعها تتحدث بلطف شديد، تشجّع وأخبرها كيف عاش سابقًا في الثروة والسعادة، لكنه الآن أصبح فقيرًا لدرجة أنه لا يعرف ماذا يفعل.
أجابت نيكس: هذا سهلاً للغاية، سأجعلك أكثر ثراءً وسعادة مما كنت عليه من قبل، فقط يجب أن تتعهد بإعطائي الشيء الذي ولد للتو في منزلك، فكر الطحان: ماذا يمكن أن يكون، هل هو جرو صغير أو قطة صغيرة؟ ثمّ وعدها بما تريد، نزلت نيكس إلى الماء مرة أخرى، وسارع الطحان عائداً إلى طاحونته ومعنوياته جيدة، ولم يكن قد بلغها بعد حين خرجت الخادمة من البيت وصرخت إليه فرحاً، لأن زوجته رزقت بصبي، عندها وقف الطحان كما لو ضربه البرق، لقد رأى جيدًا أن نيكس الماكرة كان على علم بذلك وقد خدعته.
وبعدما صعد إلى سرير زوجته حزيناً، فقالت له: لماذا لا تفرح بالولد الطيب؟ أخبرها بما حل به، وما نوع الوعد الذي قدمه لنيكس، قائلاً: ما فائدة الثراء والازدهار بالنسبة لي؟ وأضاف: إذا كنت سأفقد طفلي، لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ حتى الأقارب، الذين جاءوا إلى هناك ليتمنوا السعادة للزوجان حيث لم يعرف الزوجان ماذا يقولان، وفي غضون ذلك، عاد الازدهار مرة أخرى إلى منزل الطحان.
حيث كان الأمر كما لو أن المطابع والخزائن تملأ نفسها من تلقاء نفسها، وكأن الأموال تتكاثر كل ليلة في الخزائن، ولم يمض وقت طويل قبل أن تصبح ثروته أكبر مما كانت عليه من قبل لكنه لم يستطع أن يفرح بسبب ذلك دون مشاكل، فالصفقة التي أبرمها مع نيكس عذبته، وكان كلما مر في البركة، كان يخشى أن تصعد وتذكره بوعده ولم يترك الرجل ابنه يقترب من الماء، فقال له أبوه: إياك إن لم تلمس الماء حينها ترفع يدها وتقبض عليك وتسحبك.
ولكن مع مرور عام بعد عام، ولم تظهر نيكس مرة أخرى، بدأ الطحان يشعر بالراحة ثمّ نشأ الولد ليصبح شابًا وتم تدريبه على الصيد، وعندما تعلم كل شيء، وأصبح صيادًا ممتازًا أخذه سيد القرية إلى خدمته حيث عاشت في القرية فتاة جميلة وصادقة القلب وقد أسعدت رؤيتها الصياد ووقع بحبها، وعندما أدرك سيده ذلك، أعطاه منزلًا صغيرًا وتزوج الاثنان وعاشا بسلام وسعادة، وأحب كل منهما الآخر من كل قلبه.
ذات يوم، كان الصياد يطارد الغزلان وعندما ابتعد الحيوان عن الغابة إلى أرض مفتوحة، تبعه وأطلق عليه النار أخيرًا، لم يلاحظ أنه موجود، وذهب بعد أن نزع أحشاء الأيل حي البركة الخطرة، ثمّ انطلق إلى الماء لغسل يديه الملطختين بالدماء، وما إن قام بتغطيس يديه حتى صعدت نيكس وجرحت ذراعيه المتقطرتين من حوله بابتسامة، وجذبته بسرعة إلى أسفل تحت الأمواج، التي أغلقت فوقه.
وعندما حلّ المساء ولم يعد الصياد إلى المنزل، شعرت زوجته بالقلق ثمّ خرجت للبحث عنه، ولأنه كثيرًا ما أخبرها أنه يجب أن يكون على أهبة الاستعداد من أفخاخ نيكس، ولم يجرؤ على المجازفة بالدخول إلى منطقة البركة بجانب المطحنة، فقد شكّت بسرعة أنّه ربما حدث له شئ قريباً من البركة، ثمّ أسرعت إلى الماء وعندما وجدت حقيبته ملقاة على الشاطئ، لم يعد لديها أدنى شك في سوء الحظ الذي رافق زوجها.
فجلست تندب حزنها وتفرك يديها، وتنادي باسم زوجها ولكن دون جدوى حيث أسرعت إلى الجانب الآخر من البركة ونادته من جديد وكانت تشتم نيكس بكلمات قاسية، ولكن لم يتبعها إجابة حيث ظل سطح الماء هادئًا، ولم يحدق في وجهها سوى الهلال وبقيت المرأة المسكينة ولم تغادر البركة، وبخطوات متسرعة كانت تسير وتدور حولها مراراً وتكراراً ، دون أن تستريح لحظة وأحيانًا في صمت وتنفث أحيانًا بصوت عالٍ، وأحيانًا تبكي بهدوء، و في النهاية انتهت قوتها، وغرقت على الأرض وسقطت في نوم ثقيل.
في تلك الأثناء سيطر عليها حلم حيث كانت تتسلق بفارغ الصبر بين كتل ضخمة من الصخور حيث اصطدمت الأشواك بقدميها، وكان المطر يدق على وجهها والرياح تقذف شعرها الطويل، وعندما وصلت إلى القمة، ظهر لها مشهد مختلف تمامًا حيث كانت السماء زرقاء، والهواء رقيقًا والأرض منحدرة بلطف إلى الأسفل، وعلى مرج أخضر مع أزهار من كل لون، كان هناك كوخ جميل فصعدت إليه وفتحت الباب، لست هناك امرأة عجوز ذات شعر أبيض تكلمها بلطف.
وفي تلك اللحظة استيقظت المرأة المسكينة، وكان النهار قد بزغ بالفعل وقررت على الفور التصرف وفقًا لحلمها حيث صعدت الجبل بجد وكان كل شيء كما رأته في الليل بالضبط حيث استقبلتها السيدة العجوز بلطف، وأشارت إلى كرسي يمكن أن تجلس عليه، ثمّ قالت: لا بد أنك واجهت مصيبة، لأنك بحثت عن كوخي الوحيد، فروت المرأة بالدموع ما حل بها.
قالت المرأة العجوز: لا تخافي، سأساعدك، إليك مشطي الذهبي لك ، ثم اذهبي إلى بركة الطاحونة حين اكتمال القمر، واجلس على الشاطئ وقومي بتمشيط شعرك الأسود الطويل بهذا المشط وعندما تنتهي من ذلك، ضعيه على الحافة، وسترين ما سيحدث، ثمّ عادت المرأة إلى المنزل، لكن الوقت حتى اكتمال القمر يمر ببطء. أخيرًا ظهر القرص اللامع في السماء ، ثم خرجت إلى بركة الطاحونة، وجلست ومشطت شعرها الأسود الطويل بالمشط الذهبي، عندما انتهت، وضعته على حافة الماء.
ولم يمض وقت طويل ثمّ بدأ حدوث حركة في الأعماق، وارتفعت الموجة وتدحرجت إلى الشاطئ، وحملت المشط بعيدًا عنها، وبعد غوص المشط إلى القاع، انفصل سطح الماء وخرج رأس زوجها الصياد، لم يتكلم بل نظر إلى زوجته بنظرات حزينة وفي نفس اللحظة جاءت موجة ثانية مسرعة وغطت رأس الرجل ثمّ اختفى كل شيء، وظلّت بركة الطاحونة هادئة كما كانت من قبل ولم يلمع عليها سوى وجه البدر.
عادت المرأة مليئة بالحزن، لكن الحلم أظهر لها مرة أخرى كوخ المرأة العجوز وفي صباح اليوم التالي، خرجت مرة أخرى واشتكت من ويلاتها للمرأة الحكيمة، ثمّ أعطتها العجوز مزماراً ذهبي، وقالت: انتظري حتى اكتمال القمر مرة أخرى، ثم خذي هذا المزمار وقومي بنفخ هواء جميل عليه، وعندما تنتهي ضعيه على الرمال، ثم سترين ما سيحدث.
فعلت الزوجة كما قالت لها العجوز، ولم يكد المزمار ملقى على الرمال حتى كان هناك اهتزاز في الأعماق، واندفعت موجة وحملت المزمار بعيدًا معها، وبعد ذلك مباشرة، انفصل الماء ولم يظهر رأس الرجل فقط، بل ظهر نصف جسده أيضًا حيث مد ذراعيه نحوها بشوق، لكن موجة ثانية ظهرت وغطته وجذبته مرة أخرى.
قالت المرأة التعيسة: للأسف، ما الذي يربحني أن أرى حبيبي ثمّ أفقده مرة أخرى؟ ملأ اليأس قلبها من جديد، لكن الحلم قادها للمرة الثالثة إلى منزل المرأة العجوزالتي جلست حيث أعطتها المرأة الحكيمة عجلة غزل ذهبية، ولمواساتها، وقالت: لم يتم الوفاء بكل شيء، انتظري حتى وقت اكتمال القمر، ثم خذي عجلة الغزل واجلسي على الشاطئ وقومي بتدوير البكرة بالكامل وعندما تنتهي من ذلك، ضعي عجلة الغزل بالقرب من الماء، وسترين ما سيحدث.
أطاعت المرأة كل ما قلته بالضبط وبمجرد أن أظهر البدر نفسه، حملت عجلة الغزل الذهبية إلى الشاطئ ودارت بجد حتى انتهى غزل الكتان، وامتلأت البكرة بالخيوط، ولم تكد العجلة تقف على الشاطئ حتى كانت هناك حركة أكثر عنفًا من ذي قبل في أعماق البركة، واندفعت موجة قوية وحملت العجلة بعيدًا معها، وعلى الفور ارتفع رأس الرجل وجسده كله في الهواء، في صنبور ماء ثمّ قفز بسرعة إلى الشاطئ، وأمسك يد زوجته وهرب.
لكنهم لم يقطعوا مسافة قصيرة جدًا، عندما ارتفعت البركة بأكملها مع هدير مخيف وتدفقت فوق المناطق المفتوحة، لقد رأى الزوجان الهاربان الموت بالفعل أمام أعينهم، عندما طلبت المرأة في رعبها مساعدة المرأة العجوز وفي لحظة تحولوا إلى ضفادع، ولم يستطع الطوفان الذي اجتاحهم تدميرهم، لكنه مزقهم وحملهم بعيدًا.
وعندما تشتت المياه ولمس كلاهما الأرض الجافة مرة أخرى، استعادوا شكلهم البشري لكن لم يعرف أي منهما مكان الآخر حيث وجدوا أنفسهم بين أناس غرباء لا يعرفون موطنهم وكانت تقع الجبال العالية والوديان العميقة بينهما و من أجل البقاء على قيد الحياة، كان كلاهما مضطراً لرعاية الأغنام، ولسنوات عديدة، كانوا يقودون قطعانهم عبر الحقول والغابات وكانوا مليئين بالحزن والشوق.
عندما اندلع الربيع مرة أخرى على الأرض، ذات يوم خرج كلاهما مع قطعانهما، ولحسن الحظ اقتربا من بعضهما البعض حيث التقيا في واد، لكن لم يتعرف كل منهما على الآخر، ومع ذلك فقد ابتهجوا لأنهم أصبحوا أصدقاء، ومن الآن فصاعدا كانوا يسوقون كل يوم قطعانهم إلى نفس المكان ولم يتكلموا كثيرًا، لكنهم شعروا بالراحة تجاه بعضهم.
وفي إحدى الأمسيات، عندما كان البدر يضيء في السماء وكانت الخراف قد استقرت بالفعل، أخرج الراعي المزمار من جيبه ، وعزف عليه بأجواء جميلة ولكن حزينة، ولما انتهى رأى الراعية تبكي بمرارة وعندما سألها: لماذا تبكي؟أجابت: للأسف، هكذا أشرق البدر عندما عزفت هذا الهواء على المزمار للمرة الأخيرة، وارتفع رأس حبيبي من الماء.
نظر إليها، وبدا كما لو أن حجاب سقط من عينيه، وتعرف على زوجته العزيزة، وعندما نظرت إليه وأشرق القمر في وجهه، عرفته أيضًا، ثمّ عانقوا بعضهم البعض، وعاد الأثنان لبيتهما سعيدين.