إشكالية الوعي والثقافة في الإعلام الإلكتروني:
بدايةً عندما ننظر إلى الأفراد في الجماعة الواحدة نرى أنَّ مستوى الوعي والثقافة مختلف من فرد إلى آخر؛ حيث يرجع السبب وراء ذلك إلى العديد من العوامل البيئية التي تحيط بالفرد.
وبالتالي فإنَّ الوعي لدى الأفراد يساهم في تشكيل الثقافة له بشكل عام، وذلك باختلاف الأنواع المتعددة للثقافة ومنها: الثقافة الاجتماعية والسياسية بشكل خاص، وبالتالي فإنَّ الثقافة والوعي بها عبارة عن عملية متداخلة فيما بينها، كما أنَّ وسائل الإعلام الجديدة تعمل على تغيير الكثير من المستويات النفسية أو الاجتماعية أو الفروق العمرية لدى الأفراد.
وفي ذات الوقت يتجه الكثير من الأفراد إلى استخدام المواد الاتصالية التي تتناسب وتتوافق مع معتقداته أو فكره أو اتجاهاته، كما تعتبر الوسائل التي تساهم في تكوين وخلق الوعي لدى الأفراد، متعددة ومتنوعة، حيث يكون للإعلام الإلكتروني عبر المواقع الإلكترونية السلطة والدور الكبير في التأثير؛ ويرجع ذلك إلى تميزه بالعديد من السمات أو الخصائص، وهو ما يساهم في تفوقه عن الإعلام التقليدي.
كما تعتبر قدرة وسائل الإعلام الجديدة في تشكيل الآراء العامة للأفراد التي يكونوا في الجماعة الواحدة أو الجماعات المتعددة، وهو ما يساهم في توضيح النقاط غير المفهومة لهم، وبالتالي تظهر إشكالية المعلومات غير الصحيحة والتي تقوم الوسائل الإعلام الإلكترونية بنشرها، وذلك عبر مواقعها الخاصة وذلك من خلال الشبكة العنكبوتية.
كما ونجد أنَّ الإعلام الإلكتروني يعيبه عدم مصداقية المصادر لديها، كما توجد بها حرية مطلقة للممارسات، كما ساهم الإعلام الإلكتروني الجديد في تشكيل العديد من الثقافات وتشعبها وهو ما جعلها في حيّز وأزمة لا تستطيع الوقوف عليها وتحديدها، بمعنى هل يكون الإغراق المعلوماتي وكثرة المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما أدّى إلى اختلاف الوعي المتكون لدى الأفراد وتناقضها.
كما يكون الوعي المتشكل عند الأفراد والمعتدقات الأيدولوجية المقننة، مقنعة للأفراد كما أنَّها تساهم في توجيههم وذلك من أجل اعتقاد تفكيري محدد، وبالتالي تجعله أكثر مشاركة في الوسائل الاتصالية والمواد المحددة.
حيث تعتبر الآراء المتعددة والمتنوعة تعمل على خلق العديد من الاختلافات الفكرية وفي نفس الوقت تعمل على إثراء الحوار داخل المجتمع، وخاصة الحوار الذي يستند إلى الحقائق والمعلومات.