الحلي في مصر

اقرأ في هذا المقال


كان المصريون منذ أوائل العصر الحجري الحديث يصنعون الحلي وخاصةً ما كان منها من الخرز، واستمروا في ذلك حتى وصلوا إلى القمة في صناعتهم، فقد تميزوا بالمهارة الفائقة والبراعة الكبيرة في تنسيق ألوان الخرز معاً ودقة نظمه.

غرض صناعة المصريون للحلي:

  1. تزيين صدورهم ومعاصمهم.
  2. يتعوذون بها من الشر.
  3. جلب المنفعة أو منع المضرة.

حلي العصر الحجري الحديث:

كان المصريون في العصر الحجري الحديث يصنعون الحِلي من الخرز والعظم أو العاج أو المحار أو الفلسبار الأخضر، أما في عهد البداري فقد استخدموا أحجاراً مختلفةً أهمها: العقيق الأحمر، اليشب الأحمر والأخضر والكلسيت الأبيض أو الأخضر وحجر الدهن والحجر الجيري، كما واستخدموا العاج أو النحاس.
كما كانوا يصنعون الأساور من العاج أو القرن وكانت الأساور من العاج عريضةً لها رفرف أو رفرفان بارزان في وسطها بجانبين محدبين، أو مقعرين وكان يُحلى بعضها بأزراراً بارزةً أو يُرصع بخرز من حجر الدهن، كما كانت النساء تُحلي شعورهن بأمشاطٍ من عاج ذات أسان طويلة عليها طائراً أو زرافةً.

حلي عهد الأسرات:

في بداية عهد الأسرات صنع المصريون الخواتم من الذهب، وكانت عبارة عن مجرد حلق بسيط، وقد كانت الخواتم قليلةً طوال العصور القديمة الأولى، ولكنها ظهرت في الدولة الوسطى.

كان المصريون يصنعون في هذا العصر الأساور من المحار والعاج والقرن والرخام، كما صنعوا بعضها من النحاس والذهب، وكانت تُصنع العقود وبعض الأساور من الخرز وكانوا يستخدمون العقيق الأحمر، العظم، الودع، اللازورد، السربنتين، وكان الصائغ في عهد الأسرات له قدرة مُدهشة على إيداع الحبات والشذوذ على أنماط وصيغ جميلة، كما وكانوا الصاغة في هذا العصر يتميزون بحسن الذوق والإحساس الدقيق وكان دليلاً على ذلك أساور الملكة الأربعة التي عُثر عليها والتي تعود لعهد الأسرات.

حلي عصر الدولة الحديثة:

ظهرت في هذا العصر الأساور والخلاخيل لما فيها من قوة سحرية، فالأساور تُحيط بالمعصم أو تُلبس على الذراع والخلخال يُلبس عند نهاية القدم، فكانت هذه الأساور والخلاخيل تُعرف في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ، وكانت تُصنع من العظم والحجر والخشب والجلد، بينما صُنعت في العصر الحديث من المعدن وكانت تُرصع بالأحجار الكريمة أو الزجاج، وكانت تستخدم كحلي في الحياة اليومية كحِلي للتزيين أو للحماية أو توضع للمتوفي في حجرة الدفن.

كما وكانت الحلي في هذا الوقت ذات معانٍ فاللون الأزرق، كان يُمثل الحماية من النظرة الشريرة، واللون الأخضر يمنح الرخاء، وبعضها الآخر يرمز إلى رب الشمس، كما كانت النساء في العصر الحديث تتحلى بحِلي الرأس كأكاليل أغصان الشعر أو أعواد الزهور وربائط القماش، وبعد ذلك أصبحت تُصنع من الذهب الخالص أو النحاس.

الخامات المستخدمة بالحلي المصرية:

النحاس:

من أقدم المعادن التي استخدمت في مصر وكان يُستخرج من الصحراء الشرقية وسيناء خاصةً من مناطق سرابيط الخادم والمغارة.

الذهب:

كان يُستخرج من الصحراء الشرقية خاصةً من وادي الحمامات، وفيما بعد أصبح يُجلب الذهب من السودان وغرب آسيا.

الفضة:

لم تكن موجودةً بكمياتٍ كبيرةٍ في مصر، فكانت تُستخلص من شوائب الذهب أو تُجلب من بلاد غرب آسيا وكانت الفضة تُعتبر أغلى من الذهب.

الإلكتروم (الذهب الأبيض):

هو عبارةً عن خليط مكون من 75% ذهب و22% فضة و3% نحاس، وكان يُستخرج من مصر وكان يُستورد بكميات كبيرة من بلاد الصومال، والذهب الأبيض أكثر صلابةً من الذهب الأصفر وكان يُستخدم في صناعة الحلي بشكل كبير.

الحديد:

كان يُستخدم معدن الحديد في عمل الحزوز والتمائم ولكن لاحظ المصريون أنه يصدأ بسرعة لذلك لم يستعملوه كثيراً.

أحجار تطعيم الحِلي:

وجدت معظم الأحجار في الصحراء المصرية وبعضها استورد من بلاد أُخرى، ومن هذه الأحجار:

  • الفيروز( الأزرق الفاتح): كان يُستخرج من سيناء إلا أنه لم يُستخدم على نطاق واسع في الحلي المصرية القديمة.
  • اللازورد( الأرزق الغامق): كان موجود في مصر إلا أنه لم يُستعمل على نطاق واسع.
  • العقيق ( البني والأحمر): يوجد بكميات كبيرة في صحاري مصر بأنواعاً وألواناً متعددةً.
  • الأماثيست (ذو اللون البنفسجي): استخدم منذ عهد الأسرة الأولى في حلي الملك، ووجد أغلبه بالصحراء الشرقية بالقرب من أسوان وفي الصحراء الغربية بالقرب من أبو سمبل.
  • أليشب أو العقيق اليماني: وجد في مصر بكميات كبيرة خاصةً في الصحراء الشرقية.
  • الفلسبار: هو حجر أزرق فاتح كان يُستخدم عادةً في الحلي خاصةً في عصر الدولة الوسطى.
  • البلور الصخري: كان يُستخرج من محاجر أبو سمبل وأسوان، والزجاج الملون كان يُستخرج من الصحراء الغربية وكان يقلَد ويحل محل الأحجار الكريمة في صناعة الخرز والتطعيم لإنسان العين في التماثيل.

أهمية وجود الألوان في الحلي:

  1. الأزرق: يرمز للخصوبة والحماية من العين الشريرة (الحسد).
  2. الأخضر: كان يُستخدم لضمان الخصوبة والرفاهية وتجديد الشباب والحظ السعيد والحماية.
  3. البني: كان لون الدم والحياة.
  4. الأسود: يُرمز إلى لون الخصوبة كما وكان جسد أوزير رب البعث والعالم الآخر يُمثَل باللون الأسود.

الطرق اليدوية لتصنيع الحلي:

  • التفريغ: كان هذا الأسلوب المُستخدم على نطاق واسع في صناعة محابس الأحزمة والصدريات، فقد عُثر في مقبرة الملك توت عنخ آمون على حلي مُستخدم فيها هذا الأسلوب وكانت طريقة صناعتها دقيقةً جداً.
  • الطلاء بالمينا: كان يُستخدم هذا الأسلوب في مصر القديمة.
  • التكفيت: كان يُستخدم في الصدريات والدلايات والأساور، وهو عبارة عن استخدام رقائق من الذهب يُصاغ عليها أشكالاً دقيقةً بواسطة تثبيت أسلاك الذهب وتطعم بأحجار شبه كريمة أو بزجاج ملون.
  • التحبيب: ما زال أُسلوب التحبيب يطرح العديد من الأسئلة عن كيفية هذه الكرات الصغيرة جداً من الذهب، وكيف يتم لحامها على أسطح من الرقائق الذهبية؛ لتكوين أشكالاً إنسانيةً وحيوانيةً وزخارف مختلفةً.

أشهر أنواع الحلي المصرية:

  • قلائد تُصنع من صفوف متعددةً من الخرز أو القيشاني ولها نهايةً على شكل نصف دائرة، وكانت تُغطي أعلى الصدر.
  • قلائد تُصنع من خرزات تُصف في صفوف وفي مجموعات منفصلةً كل مجموعة عن الأُخرى ويفصلها عن بعضها البعض شرائط مختلفةً.
  • قلائد تنتهي من الجانبين بحلية على هيئة رأس الصقر بدلاً من النهاية نصف الدائرية من المعدن.
  • قلائد جنائزية تُنقش على جدران المقابر أو على أوراق البُردى، وكانت التعويذة الخاصة بالقلائد تُتلى بواسطة الكاهن أثناء وضع القلادة على الجثة، وهنا يطلب الكاهن من إيزس حماية المتوفى منذ يوم دفنه.
  • قلائد صنعت من ذهب رقيق كقلائد الملك توت عنخ آمون والتي كانت على هيئة الصقر أو النسر أو على هيئة الإثنين معاً لحماية الملك.
  • قلائد من الذهب قابلة للثني مصنوعةً من قطع صغيرةً منظومة في خيوط أو أسلاك من الذهب، وكانت تُرصع بأحجار شبه كريمة أو بالزجاج الملون.
  • الصدريات: وهي عبارةً عن حلي تُلبس على الصدر، وهي مربعةً أو مُستطيلة الشكل أو على هيئة شبه المنحرف، وكانت تُعلق بواسطة خيط أو خيط نظوم به خرزات، وكان بعضها يُصنع من الذهب المرصع بالأحجار شبه الكريمة.

المصدر: الحلي وأدوات الزينة في عصور مصر الأولى. تأليف:د. محمد أنور شكريفن صناعة الحلي. تأليف: ساندي اليسون.الحلي في التاريخ. تأليف: الدكتور عبد الرحمن زكي.فنون الاكسسوارات النسائية. تأليف: ليند بتيرسن


شارك المقالة: