تاريخ صناعة الدمى

اقرأ في هذا المقال


تُصنع الدمى من مجموعة من المواد المختلفة،كالخشب، البلاستيك، القماش، والمطاط، فصنعت الدمى الأولى من مواد مثل الحجر أو الطين أو العظام أو الشمع أو الجلد أو العاج أو الفرو ومن وثم تطور فن صناعة الدمى من عناصر بسيطة محلية الصنع إلى سلع تُصنع بالمصانع المنتجة بكميات كبيرة جداً.

الدمى في العصر القديم:

تم العثور على دمى بدائية قديمةً مصنوعةً من مواد مثل الخشب والطين في المقابر المصرية التي يعود تاريخها إلى 1600 قبل الميلاد، وتم الاستمتاع بمثل هذه الأشكال كألعاب في اليونان القديمة وروما، ومن ثم شهدت العصور الوسطى إنتاج الدمى في أوروبا، ومع تقدم القرون، حدث أيضًا تنوع المواد المستخدمة لصنع الدمى والألعاب بشكل عام.

الدمى في العصور الوسطى:

في العصور الوسطى كانت الفتيات ما زلن يلعبن بالدمى التي تُظهر النقوش الخشبية الألمانية، وفي القرن السادس عشر كانت الدمى الخشبية ذات الملابس المصغرة لا تزال شائعة أيضاً، ومن ثم نشأت بيوت الدمى في ألمانيا عام 1558 فكانت بيوت الدمى عبارةً ألعاباً شهيرةً للأطفال الأثرياء في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ومع ذلك تم استخدام الدمى في هذا الوقت للعرض ولم يتم استخدامها للعب.

الدمى في القرن التاسع عشر:

كانت تُنتج الدمى من الخزف المصقول، أو الخشب أو الشمع،أو الطين، وكانت الدمى المصنوعة من البورسلين تتمتع بمظهر لامع، مما أدى إلى تشطيب ممتع للغاية، كما تم إنتاج معظمها في ألمانيا وفرنسا فكانت الدمى المصنوعة من البسكويت (الخزف غير المطلي) شائعة في كلا البلدين منذ حوالي ستينيات القرن التاسع عشر، والتي تتميز بوجوه مطلية بدقة ولون بشرة أكثر جاذبية بينما كانت الرؤوس من الطين، وكانت أجسام الدمى تميل إلى الجلد أو الخشب.
تاريخياً كانت معظم الدمى عبارة عن تمثيلات لنساء راشدات، وانتجت الدمية الفرنسية المشهورة “بيبي” في ثمانينيات القرن التاسع عشر وهي تمثل فتاة أصغر سناً لأول مرة، وقد كان القرن التاسع عشر حقاً حقبةً ذهبيةً لإنتاج الدمى، سواء من الخشب أو الشمع أو الطين فتم صنع معظمها في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا ولاحقاً في الولايات المتحدة.
كانت تُباع الدمى في هذه الفترة بالمعارض والأسواق المتنقلة، وبحلول القرن التاسع عشر تم افتتاح المزيد من متاجر الألعاب الدائمة لبيع البضائع على أساس منتظم، وكان غالباً ما يتم شراء الدمى غير الملبوسة، وبعد ذلك تقوم الأمهات أو بناتهن بخياطة ملابسهن الخاصة، إما باتباع تصميماتهن الخاصة أو بأنماط الشراء من المتجر، وتُعد خياطة الجسم مؤشراً جيداً على تاريخ الدمية، لأن آلات الخياطة لم تكن تستخدم عموماً حتى حوالي عام 1870 وبحلول هذا الوقت أصبحت الدمى عموماً أقل رفاهية وبأسعار معقولة لجمهور أكبر.

الدمى خلال القرن العشرين:

في منتصف القرن العشرين، كان لدى عدد قليل من العائلات المال لإنفاقه على أي شيء ينقذ ضروريات الحياة، وهو ما يعني عادةً إنشاء أشكال الترفيه والتسلية الخاصة بالفرد وتم صنع الدمى بواسطة حرفيين محليين وكانت تُصنع من الخشب أو القماش، وبالتالي لم تكن متطورةً إلى حد ما.

الدمى الحديثة:

تحولت صناعة الألعاب في بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية بسبب أساليب الإنتاج الجديدة وبسبب ظهور مواد جديدة أرخص مثل البلاستيك، حيث انخفضت الأسعار بحيث أصبحت الألعاب والدمى متاحةً لجميع الأطفال، كما تم تصنيع الدمى البلاستيكية الصلبة لأول مرة في الأربعينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين أدت هذه الإبداعات الجديدة ذات الألوان الزاهية والعصرية إلى زوال العناصر المصنوعة منزلياً، ومن ثم ظهرت دمية باربي الناجحة دولياً لأول مرة على الرفوف من أمريكا في عام 1959، وفي الوقت الحاضر تخزن متاجر الألعاب الكبيرة مجموعة كبيرة بشكل مذهل من الدمى التي يعتمد الكثير منها على شخصيات نسائية من أفلام وبرامج تلفزيونية شهيرة.

الدمى الأفريقية:

خدمت الدمى الأفريقية غرضين فكانت تُستخدم للعب وكانت أيضاً تُستخدم للسحر لدعم الخصوبة وفقاً للتقاليد، كما كانت الأم تعطي دميتها لابنتها إما بسبب الطقوس أو بسبب كإرثة، كما تم تقديرها في الثقافة الأفريقية.

الدمى الرومانية:

في اليونان كانت الدمى تصنع من العظام والقماش والعاج والجواهر والفضة والذهب ومعادن أخرى، وكان هناك أشياء تم إنشاؤها من البرونز، وقد كرست فتيات صغيرات في روما الدمى والكرات والأطواق للإلاهات، بما في ذلك ديانا التي كانت تُعرف باسم النسخة الرومانية من أرتميس.


شارك المقالة: