عملية العقد والغمر: هي إحدى الطرق المعروفة في الصباغة والتي تزخرف بها المنسوجات، وتعني إزالة إجزاء من القماش عن محلول الصباغة، وذلك عن طريق الثني بطرق متعددة والعقد بإحكام وبشدة خيوط مختلفة السمك معزولة بالشمع لمنع تسرب محاليل الصبغ إلى أماكن الربط، وغمرها في الصبغة، فتبقى الأجزاء المعزولة بالخيوط غير مصبوغة، ثم تنزع الأربطة فيتكون التصميم المطلوب حسب طريقة الطي والعقد، حيث تظهر خطوط حلزونية وهلامية.
مفهوم العقد والغمر تاريخيا:
وعرف فن العقد والغمر في الملايو باسم بلانجي أي النقطة كثيرة الألوان أو النقطة الاحتياطية، وفي الهند يطلق عليه اسم باندهانا أي يعقد، وفي اليابان يعرف باسم شيبوري، ويقابلها في اللغة العربية المربوط أو المعقود، وقد أطلق عليها قديماً لفظ يوهاتا أي القماش المربوط.
تاريخ زخرفة المنسوجات بالعقد والغمر:
نشأت عملية العقد والغمر قديماً في آسيا، ثم انتقلت إلى شبه القارة الهندية وإلى أرخبيل الملايو ومنها إلى إفريقيا، ثم انتشرت على طول امتداد طريق القوافل القديم ووجدت بقايا من هذا القماش في مقابر الآستانة وخوتان على امتداد طريق الحرير القديم الذي كان يمتد خلال بلاد الفرس، وقد جاء عن طريق التجار الذين يحملون أثواب الحرير المطوية في لفات من قطر إلى آخر، وهي معروفة في جميع أنحاء العالم باستثتاء أوقيانيا وأستراليا.
وفي بادئ الأمر كان استعمال الأقمشة المزحرفة بالعقد والغمر مقصوراً على طبقة النبلاء والكهنة، وكانت من الحرير الغالي الثمن واستخدامه يخضع لقيود، بحيث لم يستطع عامة الناس ارتداء غير الأقمشة المصنوعة من الأقل جودة، وسرعان ما زُخرفت الأقمشة القطنية به، وأيضاً الأقمشة الحريرية ومع تقدم الحضارات زاد عدد الألوان المستخدمة في زخرفة الأقمشة بها.
كما أنّ زخارف عملية العقد والغمر المكتشفة على الأقمشة القديمة قد يكون تحويراً لتنقية الإيكات القديمة التي تقسم فيها خيوط السدى واللحمة وتربط، ثم تصبغ قبل عملية النسيج، حيث يكون أدوات خاصة لعملية العقد والغمر منها أحواض مختلفة الأحجام، أقمشة، مقص، منضدة، خيوط، أصباغ، وطرق هذه العملية تكون مأخوذة من الطي، والربط والعقد بأشكال مختلفة، التجعيد أو التجزيع، ومناعات المشابك وهذه الطرق تكون خاصة لعملية العقد والغمر عند البدء العمل بها بالطريقة الصحيحة.