يعتمد الجسم على فيتامين سي للتطور والنمو، كما يحتاج إليه أيضًا لإصلاح الأنسجة. ويساعد هذا الفيتامين في إنتاج الكولاجين وشفاء الجروح والحفاظ على الأسنان والعظام. كما أنه يعمل كمضاد للأكسدة؛ ممّا يساعد على منع الضرر الذي يمكن أن تسببه الجذور الحرة في الخلايا، وبالتالي قد يساعد في منع بعض أنواع السرطان والأمراض.
ما هي العلاقة بين زيادة تناول فيتامين سي والكبد؟
فيتامين سي فيتامين قابل للذوبان في الماء، وهذا يعني أن الجسم يتخلص ممّا لا يستخدمه. لهذا السبب، من النادر أن تظهر آثار جانبية خطيرة بسبب الإفراط في تناول فيتامين سي. ويمكن أن يؤدي تناول كمية زائدة منه إلى اضطراب المعدة، ولكن من غير المعروف أن فيتامين سي يؤذي الكبد. ومن ناحية أخرى، قد توجد أيضًا آثار سلبية محتملة لأخذ كميات كبيرة من فيتامين سي. ويؤدي الجمع بين الإجهاد النفسي المزمن وفيتامين سي إلى إصابة الكبد التي ترتبط بوجود آفات نسيجية.
وتعتمد تأثيرات الإجهاد المزمن وفيتامين سي على الكبد على مستوى الجرعات من فيتامين سي، حيث يتم تناول جرعة عالية فقط. وترتبط كمية فيتامين سي (500 ملجم / كجم / يوم) حسب المجلة الأردنية للعلوم الصيدلاني بإصابة الكبد أثناء حالات الإجهاد المزمن. ويعتقد أن انخفاض تدفق الدم إلى الكبد الناجم عن المستويات المبالغ فيها لهرمونات التوتر فيما يتعلق بالإجهاد المزمن والجرعات العالية من فيتامين سي هو آلية محتملة.
كما وجد أن تناول كميات كبيرة من فيتامين سي (500 ملغ / يوم) من قبل البشر والجرذان يظهر نشاط مؤكسد مرتبط بإنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) أو نظام مثبط لمضادات الأكسدة. وتم الإبلاغ عن أن جرعة مقدارها جرام واحد من فيتامين سي في اليوم أو أكثر تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى، وتقلل من مستويات سيرولوبلازمين في البلازما مماثلة لتلك التي يسببها نقص النحاس، وتسبب أعراض الجهاز الهضمي مثل المعدة، واضطراب وإسهال.
وفيتامين سي هو عنصر غذائي أساسي يحتاجه الإنسان بكمية صغيرة، لكن الأدلة الطبية القاطعة لاستخدام جرعة ضخمة من فيتامين سي وسلامتها في علاج حالات معينة لا تزال محل جدل. ولا تظهر الجرعة الدوائية لفيتامين سي (حوالي 0.25-0.5 مجم / جم من وزن الجسم) أي آثار ضارة واضحة عندما يتم فحص المرضى بشكل صحيح من أجل وظائف الكلى الطبيعية وغياب نقص هيدروجيناز الجلوكوز 6 فوسفات وزيادة الحديد واعتلال الكلية المؤكسد.
ومع ذلك، أظهرت دراسات أخرى أن جرعة كبيرة (جرعة تتجاوز بكثير DRI الحالي) من الفيتامينات المضادة للأكسدة تضعف نضح عضلة القلب ووظيفة البطانة التاجية حيث تتحول الفيتامينات من مضادات الأكسدة إلى نشاط مؤكسد. ومع ذلك، يجب التكلم مع الطبيب قبل إضافة هذا الفيتامين أو أي فيتامين إلى النظام الغذائي أو نظام المكملات.
تأثير تناول الكثير من فيتامين سي على الجسم:
عندما يكون فيتامين قابل للذوبان في الماء، فهذا يعني أن الجسم يتخلص من ما لا يستخدمه من خلال البول، وبالتالي لا يتم تخزين الفائض. ونظرًا لأن الجسم لا يستطيع تخزين فيتامين سي، فمن المستحيل تقريبًا تناول جرعة زائدة منه، وليس من المحتمل أن يؤذي الكبد أو الأعضاء الأخرى. وتم تحديد الحد الأقصى المسموح به لفيتامين سي عند 2000 ملغ يوميًا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الجرعات العالية يمكن أن تسبب الإسهال أو أنواع أخرى من اضطرابات الجهاز الهضمي.
نقص فيتامين سي:
نظرًا لأن فيتامين سي قابل للذوبان في الماء، فهذا يعني أيضًا أن الشخص بحاجة إلى تزويد الجسم باستمرار بتناول فيتامين سي لتجنب النقص. وقد يعاني الكثير من الأشخاص من نقص خفيف في هذا الفيتامين، وتشمل بعض الأعراض ضعف الجهاز المناعي ونزيف اللثة ونزيف الأنف وزيادة الوزن غير المتعمدة والجلد الخشن وتورم المفاصل والشعر الجاف. وإذا كان الشخص يعاني من نقص حاد في فيتامين سي، فقد يصاب بحالة تعرف باسم الاسقربوط، على الرغم من أن هذا نادر في العالم المتقدم.
أهم مصادر فيتامين سي:
تشمل المصادر الجيدة البرتقال والفلفل والبطيخ والجريب فروت والطماطم والبطاطا والتوت والأناناس.
فإذا اختار الشخص تناول مكملات فيتامين سي يجب التكلم مع الطبيب قبل القيام بذلك، لأنه قد يتفاعل مع بعض الحالات والأدوية. ونظرًا لأن فيتامين سي يعزز قدرة الجسم على امتصاص الحديد، فلا يجب أن أخذ مكملات إذا كان الشخص مصابًا بداء ترسب الأصبغة الدموية، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى مناقشة استخدامهم لفيتامين سي مع مقدم الرعاية الصحية أيضًا.
وفيتامين سي له تأثير مدر للبول، وبالتالي من الضروري شرب كمية كافية من الماء أثناء تناوله لمنع الجفاف. وإذا كان الشخص يعاني من أي آثار جانبية لفيتامين سي أو تشتبه في وجود مشكلة في عمل الكبد، فيجب التكلم مع الطبيب.