كيف يكون توزيع الأراضي الجافة؟

اقرأ في هذا المقال


توزيع الأراضي الجافة:

تبلغ مساحة الصحاري (المناطق الجافة والسهب الشبة جافة) بالعالم حوالي 48 مليون كيلومتر مربع؛ أي ما يقارب ثلث مساحة سطح الكرة الأرضية. ولا يضاهيها في ذلك أي تقسيم مناخي آخر. وبالنظر إلى التوزيع الجغرافي للصحاري والسهب نجد أنها ترتكز في المناطق المتوسطة وشبه الاستوائية. وتقع المناطق الجافة غير البعيده من خط الاستواء بجوار مدار الجدي والسرطان.
حيث تم توضيح نطاقاً صحراوياً ممتداً عبر الشمال الأفريقي إلى شمال غربي الهند، بالاضافة إلى هذه المساحة الصحراوية هناك صحاري في مناطق شبه استوائية أخرى تشمل شمال المكسيك وجنوب أمريكا والساحل الغربي لأمريكا الجنوبية وجزءاً كبيراً من أستراليا ورجع وجود المناطق شبه الاستوائية الجافة إلى انتظام ضغط الهواء الجوي حول الكرة الأرضية، حيث يوجد نطاق من الضغط المنخفض بالمناطق الجافة غير البعيدة من خط الاستواء.
وتتميز هذه التشكيلات من الضغط الشبه دائمة بالجفاف والهدوء الذي غالباً ما يمنع من تكوّن السحب، وبالتالي من هطول الأمطار. أمّا الصحاري والسهب الأبعد قليلاً من خط الاستواء، فهي لا تتميز بكتل هوائية هادئة من الضغط المرتفع بل إن جفافها راجع إلى وقوعها في عمق الكتل القارية بعيداً عن المحيطات. وبالإضافة إلى ذلك فإن سلاسل الجبال العالية الواقعه في مسار الرياح تعمل على منع وصول الجبهات الهوائية المحملة بالماء.
ففي أمريكا الشمالية تعمل سلسلة جال الهمالايا رياح الصيف الموسمية المحملة بالرياح الرطب، من المحيط الهندي من الوصول بعيداً داخل القارة. ولضيق رقعة الأرض بالمناطق المتوسطة البعد من خط الاستواء بنصف الكرة الجنوبي، فإن الصحاري والسهب غير منتشرة في هذه المناطق عدى الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية، التي تقع في ظل المطر لجبال الأنديز الشاهقة.
ويُعرف الجفاف برقم لقياس مقادير هطول الأمطار، غير أن الجفاف كلمة نسبية تشير إلى وضع تفتقد فيه كميات المياه اللازمة للاستهلاك. وقد عرَّف علماء المُناخ الجفاف بالحالة التي تنقص فيها كميات الأمطار عمّا تفقده الأرض عن طريق البخر. وعليه فإن الجفاف لا يقتصر على كمية الأمطار الهاطلة، لكنه أيضاً يرتبط بكمية البخر التي بدورها تعتمد على درجة الحرارة وبزيادة درجة الحرارة تزداد كميات البخر.

المصدر: رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.محمد صبري/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/2007.


شارك المقالة: