مدينة إيفورا في البرتغال

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة إيفورا:

تم تشكيل المركز التاريخي لإيفورا عاصمة مقاطعة ألينتيخو البرتغال على مدار أكثر من عشرين قرناً من التاريخ ويعود تاريخها إلى العصور السلتية. كما سقطت تحت السيطرة الرومانية وما زالت تحتفظ بالأثار الرومانية، خلال فترة القوط الغربيين احتلت المدينة المسيحية المساحة المحيطة بالجدار الروماني ثم أعيدت صياغته. أما في ظل السيطرة المغاربية التي انتهت في عام 1165 تم إجراء مزيد من التحسينات على النظام الدفاعي الأصلي كما يتضح من البوابة المحصنة وبقايا القصبة القديمة.

كما يوجد عدد من المباني من العصور الوسطى، وأشهرها الكاتدرائية التي اكتملت في القرن الثالث عشر. ولكن في القرن الخامس عشر عندما بدأ الملوك البرتغاليون يعيشون في إيفورا على أساس منتظم بشكل متزايد بدأ العصر الذهبي لإيفورا. في ذلك الوقت انتشرت الأديرة والقصور الملكية في كل مكان.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة إيفورا:

كاتدرائية إيفورا:

تم بناء كاتدرائية إيفورا بين عامي 1186 و1250. وهي نصب تذكاري رائع ومثير للإعجاب مصنوعة بالكامل من الجرانيت، ويتحدد أسلوبه من خلال الانتقال من الرومانسية إلى العمارة القوطية، وتم تحسين هذه الكنيسة الرائعة في إيفورا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، خلال هذه الفترة تم إنشاء العديد من الأجزاء الرئيسية مثل الجوقة العلوية والمعمودية وقوس كنيسة سيدة الشفقة، هذه الكنيسة الصغيرة في كاتدرائية إيفورا هي شهادة غير عادية على العمارة الهجينة البلاتيرية.

أما في القرن الثامن عشر أصبحت الكاتدرائية أكثر ثراءً مع بناء الكنيسة الرئيسية برعاية الملك جواو الخامس، التي تتميز بوجود صليباً جميلاً يُدعى أبو المسيح أعلى لوحة سيدة الافتراض وتمثال نصفي للقديس بطرس وسانت بول وعضو أنبوبي مذهل من عصر النهضة، كما يوجد على كل جانب من واجهة كاتدرائية إيفورا برجان من العصور الوسطى الجانب الجنوبي الأول هو برج الجرس وهو المسؤول عن معرفة الوقت في جميع أنحاء المدينة.

على جوانب بوابة الكنيسة نجد منحوتات رائعة للرسل من القرن الرابع عشر، صنعها السيد بيرو. ومع ذلك في الجزء الخارجي من كاتدرائية إيفورا تعد القبة أكثر المعالم المعمارية المدهشة، كما إن برج الفانوس من الملك دينيس هو في الواقع برج سابق لهذا النصب، بالإضافة إلى أقواس على الطراز القوطي وبورتا نورتي الباب الشمالي أعيد بناؤها خلال فترة الباروك.

المعبد الروماني:

يعد المعبد الروماني في إيفورا أحد أعظم وأفضل المعابد الرومانية المحفوظة في شبه الجزيرة الأيبيرية، هذا هو سبب اعتباره من التراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 1986، وبالطبع أهم ممثل للأثار الإمبراطورية الرومانية في إيفورا، كما تم بناءه على الطراز الكورنثي في ​​أوائل القرن الأول الميلادي ويقع في المركز التاريخي المعروف أيضاً باسم معبد ديانا.

حتى اليوم لا يزال هذا النصب يُعرف باسم معبد ديانا من قبل العديد من البرتغاليين وحتى أشخاص من إيفورا، ويمكن تفسير الالتباس بسبب أسطورة تم إنشاؤها في القرن السابع عشر، والتي ارتبطت ببناء معبد ديانا في إيفورا تكريماً للإلهة الرومانية للصيد، سيكشف التاريخ أنه في الواقع تم تشييد معبد إيفورا الروماني كجزء من المنتدى الروماني لتكريم الإمبراطور أوغسطس الذي يُعبد كإله.

تم تعديل المعبد في القرنين التاليين (الثاني والثالث) ودُمر جزئياً في القرن الخامس عندما غزت الشعوب البربرية المنطقة. على مر القرون عانى المعبد من العديد من التدمير والتغييرات، أما في القرن الرابع عشر على سبيل المثال تم استخدامه كمنزل آمن وهو نوع من قبو قلعة مدينة إيفورا، وفي وقت لاحق تم تعديله ليكون بمثابة مسلخ. على الرغم من جميع التعديلات والتدمير يحتفظ معبد إيفورا الروماني بمخططه الأصلي اليوم.

الحمامات الرومانية:

من المعالم الأثرية الهامة الأخرى التي تعود إلى الإمبراطورية الرومانية، تم في عام 1987 اكتشاف الحمامات الرومانية تحت مبنى البلدية وهي بلدية كامارا، حيث يعود تاريخ الحمامات الرومانية إلى القرن الأول الميلادي، وتشمل البقايا مدخلاً قوساً من الطوب، وهو مدخل غرفة غارقة مذهلة مليئة بحمام بخار دائري محفوظ جيداً التي يبلغ قطرها تسعة أمتار، بالإضافة إلى أثار الفرن وهو نظام تدفئة مركزي وناتشيو وهو مسبح في الهواء الطلق.

قصر دوقات كادافال:

يشتمل قصر دوقات كادافال الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر على بقايا قلعة المدينة المفقودة منذ فترة طويلة، وتعتبر الجدران المحصنة المحيطة بالممتلكات مرجعاً واضحاً، كما لا يزال القصر مسكناً خاصاً، لكن المالكين اختاروا عدداً من الغرف لعرض الموروثات العائلية القيمة، وهي مجموعة رائعة تتضمن مخطوطات قيمة مضاءة من القرن الخامس عشر وبدلات دروع عتيقة من القرن السادس عشر وأسلحة عتيقة متنوعة، وكذلك الرسم والنحت من القرنين السابع عشر والثامن عشر. كما هناك مفاجأة مخيفة في شكل خماسي القصر توري داس سينكو كويناس برج الدروع الخمسة يقال أنه مسكون هذا هو أشباح القرون الوسطى في أفضل حالاتها.

إيغريجا ساو جواو إيفانجليستا:

يتناقض المظهر الخارجي المتواضع لكنيسة القديس يوحنا الإنجيلي الذي يشبه الصندوق من الداخل، وهو عبارة عن انفجار نجمي ممتد من الأرض إلى السقف من ألواح أزوليجو الرائعة التي تعود إلى أوائل القرن الثامن عشر، ومع ذلك فإن الكنيسة التي تعود للقرن الخامس عشر تستضيف عرضاً جانبياً مروعاً، وهي عبارة عن صندوق عظام مليء بالعظام من المقابر المجاورة، حيث أثناء السير على رؤوس الأصابع نحو الصحن سنشاهد غرابة المبنى والخزان المغربي المخفي تحت باب سحري بين المقاعد.

كونفينتو دوس لويوس:

هذا الدير السابق الذي يعود إلى القرن الخامس عشر. معظم المبنى الآن جزء من بوسادا فاخر وهو فندق بوسادا كونفينتو دي إيفورا، وهو فندق ذو طابع تاريخي استثنائي. أما غير المقيمين مدعوون للدخول تحت شرفة مانويل لإلقاء نظرة خاطفة على الداخل، في الواقع هناك بوابة تاريخية تعود إلى عام 1485، وهي أحد الأثار الباقية للدير الأساسي الذي تم تدمره زلزال عام 1755 إلى حد كبير. الزوار محدودون في الأماكن التي يمكنهم التجول فيها، ولكن يمكن الوصول إلى دار الفصل وكذلك الأديرة وصالات العرض المقوسة والمضاءة.

جامعة إيفورا:

تُمنح قاعات جامعة إيفورا القديمة علامات كاملة للمظهر. الدير الرائع من عصر النهضة يقطر بالرخام المنحوت ومزين بالبلاط الأزرق السماوي، لكن تجربة التعلم الحقيقية تبدأ في الفصول الدراسية، وقد تم تزيين جدرانها بألواح من البلاط تمثل كل مادة من المواد التي يتم تدريسها، كما تأسست الجامعة عام 1559، وتم إحياء أجواء مقدسة من خلال استخدام البلاط لتصوير مواضيع مثمرة مثل تعليم أرسطو للإسكندر وإلقاء محاضرات أفلاطون على التلاميذ، بعض اللوحات ضخمة وأعمال فنية كاملة لا تزال تلمع بعد 200 عام من رسمها.

كرومليش المندرس:

يقع كرومليش المندرس على بعد حوالي 15 كيلومتراً إلى الغرب من إيفورا، وهو عبارة عن بيضاوي غامض مكون من 95 حجراً من الجرانيت المغطى بالحزاز يعود تاريخه إلى ما بين 4000 و2000 قبل الميلاد، كما يُعتقد أن هذه القطعة الغامضة من عقارات العصر الحجري الحديث كانت معبداً مخصصاً لعبادة الشمس، وفي الواقع يؤكد بعض علماء الآثار أن الدائرة تعمل كنوع من المرصد الفلكي البدائي. والجولات المصحوبة بمرشدين بقيادة علماء الأثار المحليين متاحة لأولئك الذين يهتمون في عصور ما قبل التاريخ ولا شك أن العقول الناضجة ستتأثر بهذه الوجهة القديمة والمقدسة.


شارك المقالة: