مدينة الحديدة:
هي قسم من محافظة الحديدة، وهي في الترتيب الرابع ضمن أكبر المحافظات في دولة اليمن وتعتبر الميناء الأساسي على البحر الأحمر.
موقع مدينة الحديدة:
تقع مدينة الحديدة على بعد مسافة ما يقارب 226 كيلومتر عن العاصمة صنعاء، وحيث توجد في القسم الغربي من دولة اليمن على سهل تهامة الساحلي اليمني، والذي يقع على امتداد من ميدي شمالاً إلى باب المندب جنوباً، وتقع المدينة ضمن العديد من الحدود منها كل من مدن إب وذمار وصنعاء وريم والمحويت وحجة من الجهة الشمالية الشرقية ومدينة تعز من الجهة الجنوبية والبحر الأحمر من الجهة الغربية، يعتبر مناخ مدينة الحديدة مناخاً استوائياً، حيث ترتفع درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى نحو 54 درجة مئوية، بحيث يصل متوسط هطول الأمطار السنوي إلى نحو 130 ملم وتتعرض المدينة إلى العديد عواصف غزيرة غير منتظمة.
تطور مدينة الحديدة:
في ظل القيادة العثمانية حتى عام 1918 ميلادي كانت الحديدة موقع الهبوط للمحاولات العثمانية المتتالية للحصول على السيطرة الكاملة على حكم اليمن في ذلك الوقت من حكامها التقليديين، بعد الحرب العالمية الأولى قام البريطانيون بتسليم مدينة الحديدة وسهل تهامة للحكام الإدرسيين في عسير شمالاً، أدت ثورة أثارها اليمنيون في عسير (التي كانت جزءًا من المملكة العربية السعودية آنذاك) في عام 1934 إلى الاحتلال السعودي للحديدة، وفي نفس العام تم التوقيع على معاهدة الطائف التي أرجعت المدينة وسهل تهامة إلى دولة اليمن، التي قامت بالاعتراف بحكم المملكة العربية السعودية لعسير.
في سنة 1961 ميلادي عمل الاتحاد السوفيتي باستكمال أعمال بناء في ميناء المياه العميقة الوحيد في البلاد في الطرف الجنوبي من خور الخطيب وشمال الحديدة، كان البناء جزءًا من جهد أوسع لتأمين الشحن الدولي بما في ذلك على طول البحر الأحمر ومدخل قناة السويس، تم افتتاح ميناء مدينة الحديدة والذي أطلق عليه اسم ميناء أحمد في شهر يونيو من عام 1962، مما مكن المدينة من تطوير نفسها وتأكيد التأثير الاقتصادي الوطني، التنمية الطرق الجديدة في الستينيات (التي تربط صنعاء وتعز والحديدة) جعلت سهل تهامة موفراً للإنتاج الزراعي الذي كان يتم تداوله في المدينة وتصديره، في السبعينيات أدى الازدهار الاقتصادي والدخل الكبير من التحويلات وتنفيذ برامج المساعدة الفنية إلى تسريع التنمية الحضرية في الحديدة.
في التسعينيات ارتفع عدد سكان المدينة بشكل كبير بسبب حرب الخليج (ما يقرب من مليون يمني عاد من دول الخليج)، توحيد اليمن على الرغم من أن ميناء عدن استحوذ على حصة سوقية كبيرة بعد بناء محطة عدن للحاويات في سنة 1999، إلا أن الحديدة ظلت أهم نقطة لعبور للواردات إلى اليمن قبل اندلاع الصراع كان أكثر من 70 في المائة من واردات اليمن من الغذاء والوقود تأتي من الحديدة، وهو ما يمثل أكثر من 40 في المائة من الدخل الجمركي للبلاد، المطار الدولي يقع جنوب الميناء على بعد 10 كيلومترات وهو من أهم المطارات المدنية في اليمن، علاوة على ذلك فهي بمثابة مطار عسكري.
تسلسل التاريخ في مدينة الحديدة:
- في عام 1848 ميلادي صارت مدينة الحديدة عبارة عن قاعدة للعثمانيين، وسرعان ما أصبحت مركز إداري مهم، في عام 1923 تم منحها لمحمد الإدريسي من قبل البريطانيين ثم استطاع الإمام يحيى بن حميد الدين من الحصول عليها في ذات العام.
- في 3 مايو من عام 1924 ميلادي وصل جيش الإمام يحيى لقتال الإدريسي في مدينة الحديدة، كان سهل تهامة هو عبارة عن ساحة للمعركة، حيث هُزِمَت العدسة واستولى اليمنيون على الميناء وموانئ ومدن تهامة الأخرى.
- في 23 أبريل من عام 2018 قتلت غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية صالح الصمد القائد المدني الأعلى في حركة الحوثيين في اليمن، وشغل منصب رئيس الحركة السياسية المدعومة من الحوثيين، والتي تدير معظم شمال اليمن.
- 13 حزيران / يونيو 2018 أطلقت قوات العمليات الخاصة عملية النصر الذهبي إيذانا بانطلاق الهجوم على مدينة الحديدة في محاولة لتغيير ميزان القوى على الأرض وإنهاء الإمداد المزعوم بالأموال والأسلحة والصواريخ البالستية للحوثيين من خلال، ميناء الحديدة فيما رد الحوثيون بالقول إنهم يدافعون عن اليمن من غزو تدعمه الولايات المتحدة.
- في 19 يونيو من عام 2018 ميلادي تشير التقارير إلى انقطاع إمدادات المياه في عدة مناطق، وأن الناس يعتمدون على المياه من آبار المساجد بحسب التقارير، تضررت قريتان قريبتان من مطار الحديدة بشدة وفر السكان إلى مدينة الحديدة إنهم يصلون إلى المناطق المعرضة للإصابة بالكوليرا، مما يثير مخاوف بشأن قدرتهم على الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والمساعدات الإنسانية الأخرى، قام الشركاء في المجال الإنساني بتوفير مستلزمات النظافة والصحة والمأوى مسبقًا للاستجابة للاحتياجات الطارئة لما يصل إلى 75000 أسرة إذا كان الوصول ممكنًا.
- في 23 يونيو من عام 2018 ميلادي استمر القتال البري المتذبذب والضربات الجوية القوية والقصف حتى قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بالإعلان عن وقف العمليات العسكرية، لدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي، يستمر القتال ولكنه توقف نسبيًا، بينما يُمنح المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الوقت للتوسط بين الأطراف في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام.
- في 25 يوليو من عام 2018 المملكة العربية السعودية “توقف مؤقتًا” جميع شحنات النفط عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر بعد أن هاجم الحوثيون ناقلتي نفط في الممر المائي الاستراتيجي، وبحسب ما ورد أصيبت إحدى ناقلات النفط الخام بأضرار طفيفة.
- في 2 آب أغسطس من عام 2018 أصيب مدخل مستشفى الثورة العام والمواقع المجاورة (بما في ذلك سوق السمك الشعبي) بغارات جوية كبيرة أسفرت عن إصابة ما لا يقل عن 40 مدنيًا بينهم أطفال وإصابات متعددة، يقع مستشفى الثورة على شارع جمال بالقرب من ميناء الصيد والجامعة في وسط المدينة (حي الحواك) وهو المستشفى العام الوحيد في الحديدة ويخدم المدينة وأربع أحياء نائية.
- في 11 سبتمبر من عام2018 انهارت محادثات السلام للأمم المتحدة واستؤنف الهجوم ذكرت وكالات الإغاثة أن الوضع “هو الأسوأ إلى حد بعيد منذ بدء حملة [البحر الأحمر] في أوائل يونيو”، تقدمت قوات SLC شرق المدينة وقطع الطرق البرية الرئيسية من الحديدة إلى صنعاء بما في ذلك الكيلو 10 وكيلو 16 نقطة، تتضخم أسعار السلع الأساسية، حيث يضطر الغذاء والوقود إلى السفر مسافات أطول، واستمرت الاشتباكات البرية العنيفة في أحياء جنوب وشرق مدينة الحديدة، ذكرت تقارير مفتوحة المصدر أن مدينة الحديدة قد أفرغت من عشرات الآلاف من الأشخاص ، لكن مئات الآلاف لا يزالون داخل المدينة مع اقتراب القتال.
- في 14 يونيو من عام 2018 ميلادي أفادت وسائل الإعلام الدولية بضربات جوية لا هوادة فيها وطائرات نفاثة منخفضة التحليق ومروحيات أباتشي وقذائف هاون وصواريخ على أطراف مدينة الحديدة وعلى بعد 5 كيلومترات من مينائها.