نبذة عن مدينة بودابست:
تعود أثار المستوطنات الأولى في منطقة مدينة بودابست اليوم إلى العصر الحجري، لكن العديد من الدول تناوبت عبر التاريخ في فترات أطول أو أقصر، ومع ذلك يبدأ التاريخ المعروف لبودابست مع بلدة أكوينكوم الرومانية التي تأسست حوالي عام 89 بعد الميلاد في موقع مستوطنة سلتيك القديمة.
تم إنشاء مدينة بودابست رسمياً في عام 1873 من اندماج ثلاث مدن مجاورة هي بيست و بودا و أبودا، كما تم دمج المدن الصغيرة في ضواحي المدينة الأصلية في بودابست الكبرى في عام 1950، ويمكن إرجاع أصول بودابست إلى السلتيين الذين احتلوا سهول المجر في القرن الرابع قبل الميلاد، حيث تم غزو المنطقة لاحقاً من قبل الإمبراطورية الرومانية، التي أنشأت قلعة وبلدة موقع بودابست اليوم حوالي 100 بعد الميلاد.
بعد الحروب البلغارية المجرية بدأت بودا وبيست في التطور اقتصادياً في القرن الثاني عشر، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المستوطنين الفرنسيين والوالونيين والألمان الذين هاجروا هناك وعملوا وتاجروا تحت الحماية الملكية على طول ضفاف نهر الدانوب، كما دمرت كلتا المدينتين خلال الغزو المغولي لأوروبا في 1241-1242 ثم أعاد بناءها المستعمرون من ألمانيا.
على الرغم من أن جذور المدينة تعود إلى العصر الروماني وحتى قبل ذلك، فإن بودابست الحديثة هي في الأساس ثمرة لإمبراطورية القرن التاسع عشر للنمسا المجر، عندما كانت المجر أكبر بثلاث مرات من الدولة الحالية، لم يمنع تقليص حجم المجر بعد الحرب العالمية الأولى بودابست من أن تصبح بعد برلين ثاني أكبر مدينة في وسط أوروبا.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة بودابست:
قلعة بودا هيل:
هي عبارة عن قصر ضخم من 200 غرفة حل محل قلعة من القرن الثالث عشر تم بناؤها لحماية المعقل من هجمات المغول والتتار، وعلى الرغم من تعرضه لأضرار بالغة في الحرب العالمية الثانية، فقد تم ترميم جزء كبير من الجزء الخارجي إلى جانب أقسام من الداخل.
كما يقف تمثال من البرونز للفروسية للأمير يوجين من سافوي بطل الهجمات التركية على المدينة، وتستحق القلعة الاستكشاف لممراتها التي تعود للقرون الوسطى والهندسة المعمارية الرومانية والعمارة القوطية والباروكية، هذا المجمع التاريخي بأكمله هو أحد مواقع التراث العالمي في اليونسكو، مثل معظم أنحاء المدينة فإن قلعة بودا مضاءة بشكل مذهل في الليل، وتظل ساحات فناء القلعة مفتوحة على مدار 24 ساعة في اليوم، حيث يمكننا الوصول إلى القلعة عن طريق سكة الحديد التاريخية التي تم ترميمها والتي تنطلق من نهاية بودا لجسر تشين.
كاتدرائية القديس ستيفن:
هي من أبرز المعالم في المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1851، كما أنها تتميز بمعمارها الرائع وجمالها الداخلي والمناظر البانورامية من قبتها، وتم تكريس الكاتدرائية إلى ملك المجر المقدس ومؤسس الدولة المجرية القديس ستيفن، ولكن بعد عدة نكسات في البناء بما في ذلك انهيار قبة غير مكتملة لم يتم تكريسها حتى عام 1905، وتضرر السقف والأبراج والجدران الخارجية بشدة في الحرب العالمية الثانية، وسقطت الفسيفساء الثمينة من الجدران.
ومع ذلك، فقد تم ترميمها بنجاح إلى مكانها الأصلي، وهي أهم ما يميز الديكور الداخلي الغني، والأكثر إثارة للإعجاب من بين هؤلاء فسيفساء البندقية المكونة من خمسة أجزاء موجودة في الحرم وتمثل رموز الكتلة، أما أثمن بقايا الكاتدرائية المقدسة اليد اليمنى المحنطة لقديس الكنيسة الملك الأول للمجر معروضة تحت الزجاج في الكنيسة الصغيرة على يسار المذبح العالي.
حصن الصيادين:
تطل على نهر الدانوب في المكان الذي شيدت فيه نقابة الصيادين في المدينة جدرانها الدفاعية في العصور الوسطى، كما يقف فيشرمانز باشن وهو ما يطلق على الحصن، وتم بناء هذه المجموعة الرائعة من الأبراج والساحات والأعمدة والجدران ذات الطراز الروماني الحديث بين عامي 1895 و1902.
كنيسة ماتياس:
تعتبر كنيسة ماتياس المعروفة أيضاً باسم كنيسة السيدة العذراء، معلماً بارزاً في المدينة التي تم الانتهاء من بناءها في عام 1269، وأضيف مدخلها الجنوبي الرائع مع نقوشه التي تصور موت مريم في القرن الثالث عشر الميلادي. كما يقع متحف الفن الكنسي في سرداب الكنيسة الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، ويضم مجموعة من الأثار المقدسة والمنحوتات الحجرية والنسخ المقلدة من جواهر التاج المجري.
كنيسة الجامعة:
تعتبر كنيسة الجامعة أجمل كنيسة باروكية في المدينة التي بنيت عام 1725، التي تشمل المعالم البارزة اللوحات الجدارية على الأسقف المقببة الأسطوانية التي تصور مشاهد من حياة ماري عام 1776، وأكشاك الجوقة ومنحوتات القديس بول وسانت أنتوني على المذبح العالي عام1746، وأيضاً دير بولين بالقرب من الكنيسة، حيث لم يكتمل البرجان العظيمان حتى عام 1771، كما تضم الواجهة الرئيسية طبلة مثلثة مع تمثيلات للقديس بولس وسانت أنتوني، بالإضافة إلى أذرع أمر بولين وهو كف بين أسدين والغراب، للكنيسة صحن واحد به أعمدة وكنائس جانبية مغلقة، وجدرانها مكسوة بالرخام الاصطناعي.
أسوار المدينة القديمة:
إنها أحد أفضل المعالم الأثرية في مدينة بودابست، أما اليوم فهي تقدم لمحة عن تاريخ بودابست الغني الرائع في العصور الوسطى، ولا يزال عدد من الامتدادات قائماً حول المدينة، وعندما هاجم المغول منذ سنوات عديدة لم تخدم أسوار المدينة القديمة غرضها للأسف.
الكنيس العملاق:
تم بناء الكنيس بين عامي 1854 و1859، وقد قام المهندس المعماري النمساوي لودفيج فورستر ببنائه، حيث إنه سائد في الطراز المغربي، على الرغم من حقيقة أنه يحتوي أيضاً على أنماط بيزنطية وقوطية ورومانية، كما يبلغ ارتفاعه 53 متراً وعرضها 26 متراً، ويمكن أن يستوعب ما يصل إلى 2964 فرداً، منهم 1492 من الرجال و1472 من السيدات، ويطلق على الكنيس أيضاً اسم معبد طبقجاسي أو المعبد الكبير أو كنيس شارع دوهاني في العبرية دوهاني تعني التبغ.
أكوينكوم:
كانت أكوينكوم مدينة رومانية مهمة تقع في إقليم بانونيا داخل قلعة بودابست، كما تم تأسيسها بعد أن انتصر الرومان على أرض عشيرة سلتيك كانت تعيش في الإقليم منذ 400 قبل الميلاد، وتم العثور على بقايا المدينة الرومانية القديمة في أواخر القرن التاسع عشر، وهي حالياً واحدة من أعظم الوجهات الأثرية وأحد التماثيل والمعالم الأثرية في بودابست.
متاهة القلعة:
تم استخدام المتاهة مباشرة من الخفافيش كمأوى من قبل الرجال القدامى منذ جزء كبير من مليون سنة مضت، في تلك المرحلة تم استخدامها كقبو للنبيذ وزنزانة وسجن وخزنة خلال العصور الوسطى، كما تم استخدام هذا المعلم التاريخي في بودابست أيضاً كعيادة طبية عسكرية وتحصين ومكتب غامض خلال القرن العشرين، أما في عام 1980 تم إعادة تشكيل متاهة قلعة بودا لمنحها استخداماً اجتماعياً بشكل متزايد.