مدينة بومبي في إيطاليا

اقرأ في هذا المقال


مدينة بومبي:

مدينة بومبي هي مدينة إيطالية من المدن الرومانية التي لا يزال منها إلا الأثار والمعالم القديمة وتم دفنها تحت الحجارة والحمم البركانية وبقيت مدفونة تحت الركام البركاني لمدة 1600 عام إلى أن تم اكتشافها عام 1748 في القرن السابع عشر، حيث أن كان يسكنها حوالي عشرون ألف نسمة، أربعون بالمئة منهم عبيد، وهي من الأماكن التي يصعب العيش فيها بسبب وجود البراكين فيها.

أين تقع مدينة بومبي؟

مدينة بومبي التي يعود تاريخها إلى القرن السابع الميلادي تقع في جنوب إيطاليا بالقرب من مدينة نابولي وبجانب مدينة هيرمولانيوم في إقليم كامبانيا التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، حيث أنها تقع على سفح جبل بركان فيزوف.

تاريخ مدينة بومبي:

مدينة بومبي قبل انفجار البركان كانت من المدن المزدهرة وسكانها أغلبهم من الأغنياء، حيث أنها كانت تمتاز بالحمامات العامة والمياه التي تصل إلى جميع البيوت، بالإضافة إلى الشوارع الملئية بالحجارة ووجود الأسواق والمسارح والميناء البحري المميز وكانت على مستوى عالي من الفن من خلال النقوش والرسوم المختلفة المرسومة على الجدران.

مدينة بومبي بعد إنفجار البركان عام 79م الأنفجار الأول وفي عام 1944م الأنفجار الثاني، ولكن في المرة الأولى كان أقوى بأضعاف من المرة الثانية، حيث أنه استمر لمدة 19 ساعة متواصلة حتى أصبحت المدينة مدمرة بشكل كامل وأصبحت غايبة لمدة 1600 عام.

حتى تمّ اكتشافها على يد أحد المهندسين في القرن الثامن عشر، وذلك عن طريق حفر قناة واكتشاف المدينة التي كان يغطّيها الرماد بالكامل، وقد تمّ العثور على الجثث على سطح الأرض وهم على نفس حالتهم، ونستنتج من ذلك أنّ البركان حدث في أقل من ثانية، و أنّ الناس ماتوا بسرعة كبيرة، ولم تكن لهم الفرصة لحماية أنفسهم  استناداً لرأي خبير الآثار باولوا بيثرون، وعالم البراكين جو سيفي، أنّه قبل انفجار البركان، تمّت إحاطة أهل القرية بموجة حارة من الرماد الملتهب والتي بلغت درجة حرارتها 500 سيليزية، والتي انتشرت بطريقة سريعة جداً حتى قامت بتغطية 7 أميال باتجاه الشاطيء.

ويقول العلماء أنّ الرماد الناتج عن البركان قد وصل إلى تسعة أمتار باتجاه السماء، وقام بإخراج كمية هائلة من الحمم، وأنّ شدّة البركان كانت أقوى من انفجار قنبلة نووية، وبعد ذلك تساقطت كمية هائلة من الرماد حتى دفنت المدينة بكاملها لمسافة 75 قدماً.

بعد القيام بعمليات الحفريات الأثرية تم اكتشاف حفر من الرواسب المختلطة وأعمق جزء من المدينة يدل ذلك على أن المدينة قبل إنجار البركان من الأحداث الزلزالية، وتم إيجاد ثلاث طبقات من الستاتي فوق الحمم البركانية التي غطت المدينة، كما وجد علماء الآثار على أجزاء من عظام الحيوانات وشظايا فخار ونباتات، وقد أثبتت تحاليل الكربون أوضحت أن تاريخ أقدم الطبقات يرجع إلى الفترة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد أي وقت تأسيس المدينة، ويتم فصل إثنين من الطبقات الأخرى عن طريق طبقات التربة المتطورة أو الرصيف الروماني وكانت قد وضعت في الفترة بين القرنين الرابع والثاني قبل الميلاد، وهناك نظرية أن تم إنشاؤها في طبقات مختلفة من الرواسب بسبب الإنهيارت الأرضية الكبيرة وربما نجمت عن هطول الأمطار الممتد.

بين القرن السابع والقرن السادس قبل الميلاد تم تأسيس المدينة على يد الأوسكانز وهم سكان وسط إيطاليا في مكان ما كان قديماً مفترق طرق هام بين كوماي ونولا وستابيا، وإذا تم إستخدامه كميناء آمن من قِبل البحارة اليونانيين والفينيقيين، ووفقًا لسترابو وقعت بومبي في يد الأتروسكان كما ان عمليات الحفر والإستكشاف الأخيرة أظهرت وجود نقوش أترورية وكذلك مقبرة ترجع إلى القرن السادس قبل الميلاد، ثم وقعت بومبي تحت سيطرة مستعمرة يونانية من كوماي كانت متحالفة مع سيراكيوز في الفترة بين عامي 525 و 474 قبل الميلاد.

مدينة بومبي الإيطالية حالياً:

مدينة بومبي التي كانت مدينة الكوارث لحوالي ألفين عام أصبحت في الوقت الحالي عرض أثري فريد من نوعه منذ 19 قرن وتعود الحياة في شوارعها المخيفة، حيث قام عشرات المهندسين المعماريين وفرق من عمال البناء بالبحث والحفر في أنقاضها، ودعم الواجهات المتآكلة وتركيب مواسير الصرف، والهدف كما يقول البروفيسور ماسيمو أوسانا عالم الآثار الإيطالي الذي يشرف على بومبي، هو بناء صورة مفصلة وبيانية ومتعددة الأوجه لإيطاليا الرومانية كما قال اوسانا  لقد واجهت بومبي أزمة حادة على كل مستوى مشاكل حرجة يتعين حلها في هياكل الموقع، في الحفاظ على أعمالها الفنية والتحفية، والحفاظ على رفات ضحاياها، وأوضح أن الحل الوحيد الذي سيقلب الأمور هو إعادة الهيكلة الكاملة وإعادة التنظيم.

الأماكن الأثرية في مدينة بومبي:

1- منزل فاون:

منزل فاون هون من أكثر المنازل مثيرة للإعجاب في المدينة تم بناءه في القرن الثاني قبل الميلاد في فترة السامنيت، حيث يحتوي على الكثير من القطع العظيمة الفنية وهو من أرقى المنازل في الجمهورية الرومانية، وبعد الزلزال العظيم في عام 62 ميلادي أعيد بناء منزل فاون أو إصلاحه، وكان المنزل يستخدم كبيت فقط منذ القرن الثاني قبل الميلاد وحتى عام 79 ميلادي، وفي نهاية المطاف أصبح غير صالح للاستعمال بسبب ثوران بركان جبل فيزوف، وقد كان ثوران البركان مدمرًا وغطت طبقات من الرماد المدينة المهجورة وحفظت الأعمال الفنية مثل الفسيفساء من منزل فاون والذي كان لولا ذلك لدمرت أو إندثرت نتيجة مرور الوقت.

تم تسميته اسم فاون على إسم التمثال البرونز لإله الغابة الراقص، والفاونات هي أرواح الغابة الجامحة والذي كان غالبًا ما يربطها القراء والكتاب الرومان والمتأثرين باليونانية ببان أو أتباع البرية للإله النبيذ والزراعة اليوناني ديونيسوس، ويوجد نحت ديكور على مستوى رفيع يقول “وقفة خفيفة ورشيقة”، واكتشف علماء الآثار نقشًا يحمل لقب ساتورنينوس ويُعتقد أن هذا المسكن كان مملوك لعشيرة مهمة أو عشيرة ساتريا، كما تم العثور على خاتم يحمل اسم عائلة كاسيوس أيضًا.

منزل فاون تم بناءه على مساحة 3000 متر وينقسم إلى خمسة أقسام أساسية وهم أذين توسكان وأذين به معمد وغرف الخدمات والممرات وأولاً الأيونية بهو معمد وثانيًا دوريك بهو معمد وغرف منفصلة مثل كثير من المنازل الرومانية القديمة، وكان يوجد محلات بواجهة المنزل وخطة بناء متطورة للغاية، ويزين المدخل الرسالة اللاتينية “هاف” وهي تحية للقاء والفراق، ومثلهم مثل كل الأثرياء الأرستقراطيين في الجمهورية الرومانية فقد قام أصحاب منزل فاون بعمل نظام حمام خاص في المنزل، وتقع غرفة الاستحمام في الجناح المحلي والذي كان على يمين المدخل إلى جانب المطبخ الذي كان دائمًا ساخن بسبب الفرن الواسع، وكانت الأجزاء الخاصة بالخدم من المنزل مظلمة وضيقة ولم يكن بها الكثير من الأثاث، ويحتوي المنزل على حدائق بهو معمد جميلة، بالإضافة إلى ذلك كان المنزل يحتوي على ممر مدخل وعدد من غرف النوم وغرف الطعام للصيف والشتاء، إلى جانب غرفة استقبال ومكتب.

2- فيلا العجائب:

فيلا العجائب التي كانت مدفونة في انفجار بركان جبل فيزوف عام 79 ميلادي، حيث تم اكتشافها بعد مدة طويلة عام 1909. فيلا العجائب هي فيلا غاية في الروعة موجودة في الضواحي الرومانية لضواحي بومبي وتشتهر بسلسلة من الرسوم الجدارية في غرفة واحدة والتي يُعتقد أنها توضح دخول إمرأة شابة يونانية رومانية في عبادة عجيبة، وتعتبر هذه واحدة من أشهر اللوحات الرومانية القديمة التي نجت من الدمار ولا تزال محفوظة.

3- معبد أبولو:

معبد أبولو من أهم المعابد الدينية في المدينة وله أصول قديمة جداً، حيث أن العبادة فيه عبادة مجلوبة من اليونان ومنتشرة في كامبانيا، معبد أبولو هو معبد روماني مخصص للإله أبولو الإله اليوناني والروماني في المدينة الرومانية القديمة لبومبي، عند الجانب الشمالي من المدينة واتضح من الحفريات المحيطة أنها بمدينة بومبي منذ القرن السادس قبل الميلاد، وقد حصل الحرم على أهميته الحالية بدءًا من القرن الثاني قبل الميلاد، وقد تم إصلاحه وإعادة بناؤه بعد زلزال عام 62 ميلادي.

4- منزل فيتي:

منزل فيتي سمي بهذا الاسم على اسم مالكيه وهم أولوس فيتيوس كونفيفا وأولوس فيتيوس ريستستوتوس، منزل فيتي هو واحد من أشهر المساكن الفاخرة في بومبي وتم حفظه مثل بقية المدينة الرومانية عن طريق ثوران بركان فيزوف عام 79 ميلادي، وقد تم حفظ كل جدارياتها الرائعة تقريبًا والتي تم الانتهاء منها بعد الزلزال الذي وقع في عام 62 ميلادي، ويقع منزل فيتي في الشارع الخلفي مقابل القضبان، ومركز المبنى مفتوح من للسماء.

5- بيت الشاعر الدرامي:

بيت الشاعر الدرامي تم العثور عليه في نوفمبر 1824 من قبل عالم الآثار أنطونيو بونوتشي، وليس فقط حجم البيت نفسه اللافت للنظر إلا أن المنزل من الداخل رائع مع ديكورات على أعلى مستوى من الجودة بين اللوحات الجدارية والفسيفساء الأخرى، بيت الشاعر الدرامي أو البيت الهومري هو منزل روماني من القرن الثاني قبل الميلاد بمدينة بومبي، ويشتهر المنزل أو الفيلا بأرضيات الفسيفساء المعقدة واللوحات الجدراية التي تصور مشاهد من الأساطير اليونانية القديمة.

6- بيت ميناندر:

بيت ميناندر تم بناؤه في القرن الثالث قبل الميلاد، ولكن بسبب حجم البيت الكبير والعدد الهائل للوحات الجدارية وكان قريباً من وسط المدينة فإنه يُعتقد أنه كان ملك تاجر قرب وقت اندلاع البركان، بيت ميناندر هو عبارة عن مبنى في مدينة بومبيويقع في النصف الجنوبي من البلدة إلى الشمال الشرقي من المسارح الكبيرة والصغيرة وكذلك بيت المصارعين، وبيت ميناندر يصل حجمه تقريًبا إلى مساحة حي بأكمله. واسم مالك المنزل كان كوينتس بوبيوس.

7- معبد جوبيتر:

معبد جوبيتر تم بناؤه في القرن الثاني قبل الميلاد، وقد كان جوبيتر حاكم وحامي لآلهة المدينة في روما حيث كان معبده هو المركز الديني الروماني والعبادة بالدولة كما أنه أهم الآلهه في روما القديمة، وكان قد قام الرومان ببناؤه. وكان يطلق عليه اسم الكابيتول الثالوثي وهو معبد روماني في بومبي في الطرف الشمالي من محافلها، وهو مكرس لكوكب المشترى (جوبيتر).

8- بيت لوريوس تيبورتينوس:

بيت لوريوس تيبورتينوس هو بيت موجود في مدينة بومبي ويمتاز بالذوق الفني الرفيع وبقي محافظ على وضعه نتيجة ثورة بركان جبل فيزوف وكذلك الحدائق الواسعة، وقد تم إكتشاف بيت لوريوس تيبورتينوس من قِبل سبيناتسولا بين عامي 1916 و 1921، وهناك جدال واسع حول تسمية البيت بهذا الاسم حيث يُقال أن سبب تسمية الفيلا بهذا الاسم هو الإعلانات الانتخابية على أسورها والتي مكتوب على بعضها “صوت للوريوس” والبعض الآخر “صوت لتيبورتينوس” ويطلق عليه اسم بيت أوكتافيوس كوارتيو.

9- المدرج الروماني:

المدرج الروماني تم دفنه مثل البقية تحت الحمم البركانية والحجارة، المدرج الروماني في بومبي هو من المدرجات القديمة لا يزال موجود لغاية الآن. وكان قد تم بناؤه في عام 70 قبل الميلاد، وهو من أوائل المدرجات الرومانية التي تم بناءها من الحجر وكان قد تم بناؤه سابقًا من الخشب، والمدرج الروماني المبني من الحجر الذي تم بناؤه بعد هذا المدرج هو الكولسيوم في روما والذي تلا ذلك بحوالي أكثر من قرن.


شارك المقالة: