مدينة سينترا في البرتغال

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة سينترا:

تم اكتشاف أقدم بقايا الاحتلال البشري في هذه المدينة، حيث إن هذه الأثار تشهد على احتلال يرجع تاريخه إلى العصر الحجري القديم المبكر، وتم اكتشاف بقايا مماثلة في موقع في الهواء الطلق في ساو بيدرو دي كانافريم بجانب كنيسة كاستيلو دوس موروس قلعة موريش، التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، وتشمل الخزف المزخرف وأواني الصوان الدقيقة من القرن الخامس قبل الميلاد.

إلى جانب ذلك فقد وجدت شظايا خزفية، بما في ذلك العديد من المزهريات النحاسية المتأخرة من جبال سينترا، والتي تشير إلى أنه بين الألفي الرابع والثالث قبل الميلاد احتلت المنطقة المجاورة لقرية سينترا الحالية مستوطنة من العصر الحجري الحديث والعصر الحجري النحاسي بخصائص مماثلة للمستوطنات المحصنة في لشبونة، كما تم اكتشاف أثار العديد من بقايا العصر البرونزي أيضاً في العديد من الأماكن في جبال سينترا، بما في ذلك بجانب المدينة في منطقة مونتي دو سيرينو، ومستوطنة أواخر العصر البرونزي داخل قلعة مور يعود تاريخها إلى القرنين التاسع والسادس قبل الميلاد.

أكثر الأشياء شهرة في هذه الفترة هو ما يسمى طوق سينترا، وهو عبارة عن حلقة عنق ذهبية من منتصف العصر البرونزي تم العثور عليها بالقرب من المدينة في نهاية القرن التاسع عشر، والتي كانت منذ عام 1900 جزءاً من مجموعة المتحف البريطاني، كما توجد مستوطنة من العصر الحديدي، حيث تم اكتشاف القطع الأثرية من القبائل الأصلية والشعوب من أصول البحر الأبيض المتوسط ​​بشكل أساسي من الفترة البونيقية يعود تاريخها إلى أوائل القرن الرابع.

مما يعني أن منطقة سينترا قد تأثرت بالاستيطان البشري عبر مختلف العصور والثقافات التي تركت بقايا في المنطقة حتى يومنا هذا. اشتق الاسم الجغرافي سينترا من سونتريا في العصور الوسطى، ويشير إلى ارتباط مع الثقافات الهندية الأوروبية الراديكالية وتترجم الكلمة إلى نجم ساطع أو شمس.

أبرز المعالم الاثرية في مدينة سينترا:

قصر سينترا الوطني:

يقع في وسط المدينة التاريخي، وهو جزء من المشهد الثقافي في اليونسكو في سينترا من أصول مغاربية، تم توسيع القصر تدريجياً بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر، مما أدى إلى بناء يجمع بين أنماط العصور الوسطى والعمارة القوطية والمانويلية والرومانسية، كما كان قصراً ملكياً مهماً قبل إعلان الجمهورية البرتغالية في عام 1910 كونه المثال الوحيد في البرتغال، والذي ظل على حاله تقريباً منذ منتصف القرن السادس عشر.

كما يشمل المعالم البارزة قاعة البجع، وهي أكبر غرف القصر مع سقف يتميز بلوحات جدارية من 27 بجعة مطلية بالذهب، وغرفة طائر العقعق مزينة بأزوليخوس وهو بلاط برتغالي مطلي يدوياً، أما غرفة معطف الأسلحة، وهي أهم غرفة شعارات في أوروبا تحمل دروع 72 من أهم العائلات البرتغالية النبيلة، وهي كنيسة بالاتين التي تعد أرضيتها المكسوة بالبلاط وسقفها الخشبي من بين أقدم الأمثلة على الحرف اليدوية المدجنة في البرتغال، وأخيراً المطبخ الذي تخرج منه المداخن المميزة كل واحدة بطول 33 متراً.

كاستيلو دوس موروس:

تقع القلعة التي تعود للقرن الثامن فوق البلدة القديمة عبر منحدر صخري، وتضيف طابعاً دراماتيكياً إلى المناظر الطبيعية القاحلة، وتتبع أسوارها البالية بالطقس الخطوط المتعرجة لسينترا، وتعمل كتذكير بمدى الأهمية الاستراتيجية للمعقل وتم أخذها في النهاية من المور في عام 1147 من قبل الملك أفونسو هنريكس، كما يوجد داخل الجدران صهريج مغاربي قديم وأسس مساكن المسلمين.

كما يمكن تسلق أبراج القرفصاء الثلاثة للقلعة الواقعة بين أسوار مكتنزة وإطلالات خلابة على المدينة أدناه والمحيط الأطلسي، وسمي أحدهم برج فرناندو على اسم الملك البرتغالي الذي أعاد ترميم الجدران في القرن التاسع عشر ملك القلعة الحقيقي، وتقع قلعة مور كما يطلق عليها على قمة جرف على ارتفاع 412 متراً فوق مستوى سطح البحر.

دير كابوشوس:

يجسد الدير في سانتا كروز دا لا سيرا المُثل العالمية للأخوة المتأصلة في القيم التي يحملها الكهنة الفرنسيسكان الذين سكنوه، كما كانت آخر أمنيات أحد النبلاء اللامعين الذين يتمتعون بسيرة مهنية رائعة في الشرق هي بناء دير فرنسيسكاني في قلب تلال سينترا على اتصال مباشر بالطبيعة، وبما يتماشى مع فلسفة البساطة المعمارية والزخرفية القصوى.

قصر بينا الوطني:

يقع القصر على بعد كيلومتر واحد فقط من قلعة مور، وهو مليء بالنباتات الاستوائية والأشجار التي يبلغ عمرها قرناً من الزمان، ويقع القصر على قمة حجرية وسط حديقة مشجرة، كما يعتبر من أهم مناطق الجذب في سينترا، ويُعد أحد أكثر الأمثلة إثارة للإعجاب للرومانسية في القرن التاسع عشر في أوروبا، أما السمة المميزة لها فهي مزيج من الأساليب المعمارية مانولين وموريش، والتصميم الداخلي الفخم مذهل بنفس القدر مع أثاث انتقائي من القرن التاسع عشر من الطراز القوطي وعصر النهضة والباروك الجديد.

حصن ساو سيباستياو دا كاباريكا:

هو عبارة عن قلعة تحصينية، يعود تاريخ بناءها إلى العصور الوسطى، وتعتبر من أبرز الأمثلة على العمارة العسكرية في عصر النهضة، أما في القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر كان جزءاً من نظام المدفعيات، كما كان يطلق عليه اسم قلعة البرج القديم.

كنيسة القديس مارتن:

هي من أبرز المعالم في المدينة التي تتميز بالفن المعماري على الطراز القوطي، حيث تم بناءها في القرن الثاني عشر في عهد دوم دينيس، ولكن خضعت للعديد من الترميمات خلال عصر النهضة وفترات النهجية، أما في عام 1755 تعرضت لأضرار بالغة بسبب زلزال ضرب المدينة، وتم إعادة ترميمها مع المحافظة على معالم القرن الثامن عشر.

شارك المقالة: