مدينة فسبي في السويد

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة فيسبي:

فيسبي مدينة وعاصمة مقاطعة جوتلاند، حيث تقع جنوب شرق السويد، كما تقع على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة جوتلاند في بحر البلطيق، وبسبب الأسوار والمباني التي تعود إلى العصور الوسطى، والتي تم الحفاظ عليها جيداً بشكل ملحوظ، تم تصنيف مدينة فيسبي مدينة الورود والأثار كنصب تذكاري محمي في عام 1810 وموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1995.

كما توجد مستوطنة وميناء من العصر الحجري منذ حوالي 2000 قبل الميلاد بالقرب من موقع المدينة المستقبلية، كما في العصر البرونزي كان سكان المدينة يعملون في التجارة مع مجموعات البلطيق الأخرى، حيث اكتسبت لاحقاً أهمية بسبب موقعها على طول طرق الشحن بين روسيا وأوروبا الغربية، كما استقر التجار الأجانب في المدينة في وقت مبكر من القرن التاسع الميلادي.

وبعد ذلك أسس التجار المستعمرون الألمان مدينة فيسبي، حيث أن بحلول عام 1161 تطورت المدينة لتصبح واحدة من المراكز التجارية الرئيسية في شمال أوروبا، وسرعان ما احتلت موقعاً رائداً داخل الرابطة الهانزية، التي كانت تحت سيطرة لوبيك في ألمانيا، كما وصلت إلى ذروتها في القرن الثالث عشر، حيث كسبت لقب ريجينا ماريس (ملكة البحر)، وطورت رمزها البحري الخاص وصاغت أموالها الخاصة.

بدأت المدينة في التدهور، مع ذلك في مواجهة قوة لوبيك المتصاعدة، وفي عام 1299 أزال الدوري امتيازات فيسبي الهانزية، حيث احتفظت المدينة بحصة من تجارة البلطيق، على الرغم من عدم وجود المزايا التي يوفرها وضع الدوري، كما تم توجيه الضربة التالية للمدينة من قبل الموت الأسود حوالي 1349-1350.

في عام 1361 أثناء غزو جوتلاند من قبل الملك الدنماركي فالديمار الرابع أتيرداغ، حاول جيش فلاحين تم تجميعه على عجل لوقف الغزاة بالقرب من مدينة فيسبي، حيث أنه من غير الواضح ما إذا كان مواطنو البلدة قد ساعدوا المدافعين غير المجهزين، لكن المدينة استسلمت بعد فترة وجيزة من ذبح الفلاحين بمن فيهم النساء والأطفال بوحشية، حيث كان اكتشاف مقابرهم الجماعية في أوائل القرن العشرين اكتشافاً أثرياً رئيسياً، كما قام فالديمار الرابع بتكريم جزية ثقيلة لكن فيسبي استمرت في الازدهار من التجارة الإقليمية وتصاعد التنافس القديم مع لوبيك أخيراً إلى حرب وبلغت ذروتها في حرق جزء من المدينة بواسطة أسطول لوبيك في عام 1525.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة فيسبي:

البلدة القديمة:

البلدة القديمة التي تحاكي تراث العصور الوسطى، حيث أنها محاطة بجدار أثري يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، بالإضافة إلى العديد من البوابات التاريخية والأبراج الدفاعية وعددها سبعة وعشرين برجاً، كما أن هناك حوالي 200 مستودع والعديد منها الآن منازل خاصة يعود تاريخها إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر، والعديد من منازل التجار النبيلة.

كاتدرائية القديسة مريم:

هي من أقدم الكاتدرائيات في المدينة، حيث يعود تاريخها إلى عام 1190 ولغاية عام 1225، كما جرت عليها العديد من عمليات الترميم والتوسيع على مر الزمن، التي تتميز بأبراجها الثلاثة، إذ أن واحد مربع واثنان مثمنان، كما يوجد صحن يخدم الاحتياجات الزمنية للمدينة، حيث تضم الكاتدرائية العديد من الأثار القديمة التي تحاكي تاريخ مدينة فيسبي خلال العصور الوسطى.

جدار المدينة:

تعتبر المدينة من أقدم المدن على مر العصور والتي تتميز بتراثها العريق، حيث أن ما زال جزء كبير من الجدار القديم المصنوع من الحجر الجيري والطين يحتفظ بشكله، حيث يعود تاريخ بناءه إلى القرن الثالث عشر، وهو جدار دفاعي من القرون الوسطى يحيط ببلدة فيسبي السويدية في جزيرة جوتلاند، كما أنه بصفته أقوى سور مدينة من العصور الوسطى وأكثرها حماية وأفضلها في الدول الإسكندنافية، حيث يشكل الجدار جزءاً مهماً ومتكاملاً من موقع التراث العالمي في فيسبي.
 كما أنه خلال القرن الثامن عشر تم العمل على دمج بعض من المباني التي توجد خارج الجدار، كما تمت إضافة التحصينات إلى الجدار في عدة أماكن وأعيد بناء بعض الأبراج لاستيعاب المدافع، حيث أن التاريخ الجزء الأقدم من سور المدينة هو برج دفاعي الذي أقيم عند مدخل المرفأ في القرن الثاني عشر، مما يجعله أقدم مبنى غير ديني على قيد الحياة في بلدان الشمال الأوروبي.

بعض من الآثار الأخرى في مدينة فيسبي:

هذه المدينة التاريخية الرائعة يوجد فيها العديد من الأماكن الأثرية المحفوظة، حيث أن هناك 10 أطلال للكنائس و27 قلعة محفورة في العصور الوسطى من 29 موقعاً دفاعياً عسكرياً أصلياً تم إنشاؤها لحمايتها، كما أن لديها العديد من الكنائس داخل أسوارها أكثر من أي مدينة أخرى في السويد، حيث بدأت أعمال البناء في بعض أماكن العبادة هذه خلال القرن الثاني عشر، وتم بناؤها من قبل عائلات ثرية حققت ثروتها من خلال التجارة عندما أصبحت فيسبي عضواً في الرابطة الهانزية.

بالإضافة إلى الكاتدرائية القوطية التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1233 على يد الفرنسيسكان، وأيضاً كنيسة سانت نيكولاي كيركا التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1230 على يد الرهبان الدومينيكان، كما يوجد حوالي 200 مبنى حجري محفوظ بعضها يتميز بواجهات مستوحاة من الطراز القوطي، كما يوجد أكواخ خشبية بأبوابها المميزة مطلية باللون الأخضر وكلها متصلة بأزقة ضيقة مرصوفة بالحصى وأقواس حجرية.


شارك المقالة: