أنواع ضربات الإرسال في التنس الأرضي:
لم يكن للإرسال قديماً له أهمية سواء أنه وسيلة لبدء اللعب، ولذلك كان اهتمام اللاعب عند أدائه أن يكون مطابقاً لقانون اللعبة فقط؛ أي بمعنى أنه كان يرسل بطريقة الضربة المدفوعة بهدف تعديتها من فوق الشبكة وسقوطها في المربع الخاص بها، ولكن مع نمو وتطور اللعبة تقدمت ضربات الإرسال، تنوعت وأصبحت ضربات هجومية الهدف منها كسب نقطة، حيث يمكن تحقيق الفوز وكسب المباراة في حالة كان الإرسال سريعاً ودقيقاً.
حيث عادةً ما يبدو الإرسال سهل الممارسة ولكنه في الحقيقة يلزم اللاعب ساعات طويلة من التمرن والتدريب حتى يصل اللاعب إلى مستوى جيد في الأداء، كما يحتاج الإرسال تقريباً إلى توافق عضلي وعصبي، بالإضافة إلى سرعة الحركة حتى يكون إرسالاً ناجحاً.
كما يجب على اللاعب الأخذ بعين الاعتبار أهم نقطة في أداء الإرسال وهي طريقة قذف الكرة صحيحة، ولذلك يجب ملاحظة أن حركة قذف الكرة دائماً ما تؤدي في نهاية مرحلة التمهيد للحركة، ويكون قذف الكرة لأعلى إلى الارتفاع المناسب الذي يجب أن تضرب منها، كما يختلف اتجاه قذف الكرة بالنسبة لكل نوع من أنواع الإرسال، وأهم تلك الأنواع:
ضربة الإرسال المستقيمة:
حيث تتكون هذه الضربة من ثلاثة مراحل، وهي:
- مرحلة التمهيد للحركة: حيث يجب أن تكون ذراع اللاعب الضاربة مثنية بنسبة بسيطة وتتمرجح خلفاً حتى ارتفاع الكتف، ففي نفس الوقت يرفع اللاعب الذراع الأخرى الممسكة بالكرة لأعلى مع ثني مفصل الكوع حتى زاوية قائمة بشكل تقريبي، على أن يقع ثقل الجسم على قدم اللاعب الخلفية، وتكون ركبتين اللاعب مثنيتين قليلاً.
- مرحلة الضرب وملاقاة الكرة: حيث خلال هذه المرحلة تترك الكرة اليد وهي عند ارتفاع الرأس تقريباً، ففي ذات الوقت تتحرك ذراع اللاعب الضاربة لأعلى بزاوية مع ثني الجسم باتجاه الخلف قليلاً، مع ضغط خفيف من رجل اللاعب يفرد الجسم وينقل ثقل الجسم للأمام على مشط الرجل الأخرى، وفي نفس الوقت يمتد ذراع اللاعب لأعلى؛ وذلك لملاقاة الكرة في أعلى نقطة ممكنة، وبعد ذلك يرفع اللاعب قدمه قليلاً من الأرض.
- مرحلة المتابعة: حيث تتحرك ذراع اللاعب الضاربة مائلة بخفة أمام الجسم، مع نقل قدم اللاعب الخلفية إلى الأمام مع إيقاف حركة الجسم مع الاندفاع أماماً امتداداً للحركة.
ضربة الإرسال بالدوران الخلفي:
حيث تتكون هذه الضربة من عدة مراحل، وهي:
- مرحلة التمهيد للحركة: حيث خلال هذه المرحلة يتحرك المضرب باتجاه الخلف ولليمين حتى ارتفاع مستوى الكتف، ثم ترفع الذراع الرامية للكرة لأعلى.
- مرحلة الضرب وملاقاة الكرة: حيث خلال هذه المرحلة يتم قذف الكرة لأعلى وللخارج في اتجاه يمين الرأس وللأمام بحوالي 30سم، ثم بعد ذلك يقابل المضرب الكرة والذراع في شكل انحناء بسيط لأعلى ولليمين، وينقل ثقل الجسم على القدم الأمامية لحظة ملامسة الكرة.
- مرحلة المتابعة: حيث تنتهي مرحلة الذراع الضاربة بشكل مائل أمام الجسم حتى الطرف الأيسر منه وأسفل فخذ اللاعب، حيث يتوقف امتداد حركة الجسم بانتقال قدم اللاعب الخلفية أماماً داخل الملعب، كما يكون خط سير الكرة في هذه الضربة أطول منه في الضربة المستقيمة، وتسير الكرة لليمين بعيداً عن الجسم ثم مائلة يساراً لأسفل.
وتدور الكرة في حركة دوران أيسر ولأسفل ممّا يؤدي إلى اتجاه الكرة لليسار أثناء طيرانها، كما يزيد من زاوية ارتداد الكرة لليسار، أما عملية الارتداد تكون مسطحة وقصيرة.
ضربة الإرسال البرّيمة:
حيث تتكون هذه الضربة من ثلاثة مراحل، وهي:
- مرحلة التمهيد للحركة: حيث خلال هذه المرحلة تتجه ذراع اللاعب الضاربة بشكل زاوية، وفي نفس الوقت يتقوَّس الجسم بحِدّة للخلف من على مستوى ارتفاع الكتفين.
- مرحلة الضرب وملاقاة الكرة: حيث خلال هذه المرحلة يتم قذف الكرة لأعلى فوق كتف اللاعب الأيسر، إمّا أنها تكون عمودية أو مائلة للخلف قليلاً، حيث من خلال التقوس الخلفي يفرد الجسم جيداً لأعلى، وفي نفس الوقت يفرد اللاعب ذراعه لأعلى ويقابل المضرب الكرة من الأسفل، وعن طريق لف مفصل رسغ يد اللاعب يتجه المضرب فوق الكرة ليدفعها في خط سيرها المطلوب، وفي أثناء حركة الضرب تتحرك قدم اللاعب لأعلى أمام الجسم؛ بسبب شدة التقوس للخلف للمحافظة على توزان الجسم.
- مرحلة المتابعة: حيث تنتهي حركة الضرب باتجاه المضرب بجانب الجانب الأيمن للجسم اللاعب، وتوقف متابعة حركة الجسم بواسطة تثبين القدم على الأرض.
ويحدث للكرة في هذا النوع من الإرسال دوران من اتجاه اليسار إلى اتجاه اليمين أثناء اتجاهها أماماً، حيث يكون مسارها لأعلى أولاً ثم تسقط فجأة في قوس بسيط باتجاه المين، وتكون زاوية ارتدادها اليمنى كبيرة، حيث عادةً ما يكون ضرب الكرة بلفة وبقوة كبيرة ممّا يزيد من قوة وسرعة ارتدادها من الأرض لأعلى، ونسبةً إلى هذه الأسباب يكون الصعب على اللاعب تقدير زاوية ارتداد الكرة التي دائماً ما تختلف حسب قوة دفع الكرة ودورانها، ونسبةً إلى ذلك تعتبر ضربة الإرسال البرّيمة من الضربات الصعبة.
كما تعتبر ضربة الإرسال المستقيمة أفضل أنواع الإرسال في التنس الأرضي، وذلك في حالة حقق اللاعب لها القوة والسرعة في أدائها وممارستها من حيث ضمان تحقيق وصولها، أما ضربة الإرسال الخلفي وضربة الإرسال البرّيمة تتميزان بصعوبة ردهما؛ وذلك لعدم سهولة تقدير مكان سقوط الكرة الصحيح.
وفي حالة وجود الزمن الكافي لأداء ضربة الإرسال، فإن ذلك يعطي للاعب فرصة كافية للملاحظة، وفي حالة أخطأ اللاعب في أدائه الإرسال الأول فالمعروف أن له فرصة ثانية للإعادة؛ ممّا يستجوب الاستمرار في قوة ملاحظته للعب طوال الوقت، ونسبةً إلى ذلك يجب على اللاعب أن يتجنب سرعة أداء الضربة الثانية، ويجب عليه أن يتنفس بعمق مرتين قبل البدء في عملية الإرسال، حيث أن هذا التمرين يساعد على تهدئة اللاعب على المستوى النفسي وزيادة القدرة على التركيز وقوة الملاحظة في اللعب.
الأخطاء الشائعة في ضربات الإرسال:
- وقوف اللاعب مواجهاً باتجاه الأمام.
- وجود خطأ في قذف الكرة من حيث الاتجاه أو الارتفاع.
- حركة الذراع الضاربة تكون قريبة من الجسم عند مرجحتها لأعلى في أثناء مرحلة التمهيد.
- عدم تحريك الذراع لمسافة كافية عند التمهيد للحركة.
- عدم فرد اللاعب جسمه لأعلى؛ أي بمعنى وجود انثناء في مفصل الفخذ.
- توقف حركة المتابعة أو تصلبها بمجرد لمس الكرة.
حيث يجب على اللاعب أن يتجنّب الأخطاء الشائعة داخل ملاعب التنس الأرضي؛ وذلك لكي يحقق اللاعب النجاح والتفوق الحركي بأقل وقت وأقل جهد ممكن، وأيضاً ليصل إلى منصات التتويج والحصول على الألقاب بكل سهولة.