دور لياقة الجسم في ممارسة الأنشطة الرياضية

اقرأ في هذا المقال


لا تقل أهمية تركيب الجسم عن باقي مكونات اللياقة البدنية من أجل الصحة، أو اللياقة البدنية من أجل العمل على تطوير وتحسين مستوى الأداء الرياضي.

دور لياقة الجسم في ممارسة الأنشطة الرياضية

1. ارتباط الحالة الصحية بتركيب الجسم

يرتبط تركيب الجسم بالصحة العامة لجميع الأفراد، فزيادة السمنة أو زيادة النحافة تعبر عن المزيد من المشكلات الصحية للفرد، وبالتالي يكون عنده تدني واضح في مستوى لياقته البدنية، والسمنة تعد مصدراً أساسياً للكثر من الأمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، كما أنها تعمل على التسبب بحمل زائد على مفاصل الجسم، والنحافة الزائدة لها أضرارها على صحة الجسم بالكامل.

حيث أن النحافة يتبعها حصول ضعف عام في الجسم وضعف في العضلات بشكل لا يسمح للرياضي بإمكانية ممارسة النشاطات الرياضية، والواجبات اليومية التي تحتاج منه قدراً من القوة أو التحمل العضلي، ومن الناحية النفسية تعتبر زيادة الوزن أو زيادة النحافة حملاً نفسياً يقع على الفرد ويجعله غير مقتنع عن نفسه، ولهذا الشيء يسعى جميع الرياضيين إلى الوصول إلى تركيب الجسم المثالي واللائق بدنياً، وذلك من خلال برامج التدريب الرياضي التي تعمل على التخلص من السمنة الزائدة أو النحافة.

2. ارتباط الأداء الرياضي بتركيب الجسم

يرتبط مستوى الأداء في مختلف الأنشطة البدنية بمستوى عالي بنوعية تركيب الجسم، كما تختلف طبيعة الأجسام ونسبة الدهن والعضلات بها وفقاً لنوعية النشاط الرياضي الممارس، فمن الممكن أن تحتاج طبيعة الأداء في بعض النشاطات الرياضية ارتفاع كتلة الجسم بما في ذلك النسيج العضلي، مثل رياضات التي تستعمل فيها الأوزان الثقيلة والقرص ودفع القلة، كما تحتاج بعض الأنشطة الرياضية زيادة واضحة في النسيج العضلي كرفع الأثقال والجمباز.

وقد تقل نسبة الدهن بشكل واضح في بعض الأنشطة الأخرى مثل جري المسافات الطويلة، وتعود هذه الاختلافات إلى طبيعة تركيب الجسم تبعاً للفروق الفردية بين الأفراد في والوزن وطول العظام، وتتأثر هذه الأمور بالعوامل الوراثية وتأثير البيئة بما في ذلك طبيعة التدريب الرياضي وطبيعة حالة الفرد والحالة الغذائية.

3. تركيب الجسم والوقاية من الإصابات

يمثل تركيب الجسم دوراً أساسياً في الوقاية من الإصابات، وعلى سبيل المثال فإن زيادة السمنة تعبر عن صعوبة الحركة وفقدان لصفة الرشاقة والمرونة؛ وذلك لصعوبة تحريك أطراف الجسم على المدى الكامل للمفصل، وكل هذه العوامل تساعد على حصول الإصابات، كما يتعرض الأشخاص المصابون بالنحافة أيضاً للإصابات نظراً للتقلص الكبير في نسبة الدهون في أجسامهم، حيث تعمل الدهون على حماية الجسم وتخفيف الصدمات الخارجية على أجزائه المختلفة مما يقلل من فرص الإصابة.

كما أن الدهون الداخلية تعمل كوقاية لأعضاء أجهزة الجسم الداخلية، ونقصها بشكل واضح يعمل على تعريض هذه الأعضاء إلى خطورة الارتجاج، وأحياناً قد تتحرك هذه الأعضاء عن موقعها نتيجة نقص الدهون أو نتيجة الإفراط في عمليات إنقاص الوزن بطريقة غير مقننة.

4. تركيب الجسم وعملية النمو

يظهر استعداد الفرد للسمنة خلال مراحل النمو الأولى، فعند عمر 16 عاماً تكون سمنة الفرد على حساب ارتفاع عدد الخلايا الدهنية من جهته وارتفاع حجم كل خلية من جهة أخرى، ثم بعد ذلك تكون السمنة على حساب حجم الخلايا فقط دون عددها، ولذلك فإن المحافظة على جسم الطفل خلال مراحل نموه الأولى تعتبر أمراً مهماً لحمايته من السمنة، وذلك نظراً لتأثير ذلك على نسبة الزيادة في عدد الخلايا الدهنية وخاصة قبل سن 16 سنة؛ مما يقلل من احتمالات السمنة خلال سنوات العمر التالية.

وللمحافظة على شكل وتركيب جسم الطفل يتم ذلك من خلال العناية بتوجيهه لممارسة الرياضة بشكل منتظم منذ مراحل نموه الابتدائية، ومساعدته على أن تتكون لديه الاهتمام العالي بتركيب الجسم؛ وذلك من أجل تكوين اتجاه سليم لديه للوقاية من السمنة.

5. الانتقاء وتركيب الجسم

حيث أن تركيب الجسم يسهم بشكل جيد في عملية انتقاء الأفراد لأداء الرياضة المناسبة، كما يمكن أن يعمل أيضاً في الانتقاء للمهن المتنوعة التي تحتاج إلى مواصفات بدنية معينة، واستعمال معيار تركيب الجسم في تلك الحالات يكون أفضل بكثير من الاعتماد على قوائم الطول والوزن، حيث أن التركيب بشكل عام يساعد على متابعة التغيرات الجسمية لهؤلاء الأشخاص، والتعرف على قوة تأثير ممارسة التدريب الرياضي عليهم بشكل دقيق وموضوعي.


شارك المقالة: