التغيرات التي تحدث في الجسم أثناء التكيف الخاص في المجال الرياضي

اقرأ في هذا المقال


إن التغيرات التكيفية الخاصة في الجسم التي تتنامى تحت تأثير التدريب تظهر بوضوح في المؤثر التدريبي التراكمي والسريع، وتتابع في جميع المستويات بدءاً من الخلية وانتهاء بعموم الجسم.

ما هو التكيف الخاص

تبعاً للوسائل والطرق المستعملة في التدريب تلعب الخصائص الوظيفية والمواصفات الجسمية دوراً حاسماً في العمل على تحديد مستوى الإنجاز في هذا النوع من الرياضة، وتعطي أرجحية في النمو فمثلاً عند عدائي المسافات القصيرة مقارنة بعدائي المسافات الطويلة، يتضاعف بصورة كبيرة حجم منظومة الفسفوكرياتين (Phosphocreatine) وثلاثي فوسفات الأدينوزين وهي اختصار لـ “Adenosine triphosphate”، إضافة إلى تحسين القابلة اللاهوائية لتحلل السكر، بمعنى آخر القابلية لمواجهة تراكم الكميات القصوى لحامض اللبنيك أثناء العمل.

وفي الوقت نفسه تتضاعف عند عدائي المسافات الطويلة مؤشرات القدرة الهوائية والفاعلية الهوائية، أي كلما كان استعمال تمارين القوة والسرعة أكبر كلما كانت الظروف التي تخلق لنمو التغيرات البيولوجية والتضخم، وسرعة تقلص الألياف البيضاء أفضل وإن استعمال حجم كبير للتمارين الطويلة ذات الطبيعة الهوائية تشكل ظروفاً مثالية لنمو التغيرات البيولوجية، وتحسن قدرة الألياف الحمراء ذات التقلص البطيء.

التغيرات التي تحصل أثناء التكيف الخاص

إن تنامي التكيف أثناء عملية التدريب يعد خصوصية بالمسبة لقيمة الأحمال التي تكون أعلى استعمالاً لنظام التدريب المختار، وعادة ما تتخذ علاقة مستوى استهلاك الأكسجين بقدرة التمرين المحدد ضمن مجال واسع لسرعة الركض، وتتضاعف كتلة العضلات وسمك الألياف بصورة كبيرة تحت تأثير تمارين السرعة، وبهذا الشيء يتضاعف إمكانية إعادة تكوين اللاهوائي (ATP)، وأما بالنسبة لإمكانية التكوين الهوائي (ATP)،  فعلى الرغم من زيادتها ولكن بصورة أقل مما هي عليه الحال في تدريب التحمل.

ويحدث الشيء المقارب نفسه بالنسبة لطبية التغير تحت تأثير تمارين القوة، ففي التدريب باستعمال تمارين القوة تكون مضاعفة الكتلة العضلية وسمك الألياف، كما أن خصوصية التكيف البيو كيميائي المتنامي أثناء التدريب يستند إضافة إلى كل الأمور التي تم ذكرها إلى واجبات لكل من القيم المحددة لمواصفات الأحمال البدنية، واعتماداً على التمازج المختار في المواصفات الأساسية للأحمال البدنية والتي تشكل مؤثراً تدريبياً سريعاً يحدد قيمة واتجاه التغيرات البيو كيميائية في الجسم.

ويظهر في الجسم عند التكرار الكافي للأحمال التدريبية المصحوبة بمؤثر تدريبي سريع، وتلك التغيرات التكيفية التي من شأنها أن تقود إلى مؤثرات تدريبية تراكمية مختلفة عن ما تم وصفها سابقاً.

التغيرات التي تحصل للاعب نتيجة ممارسة أحمال بدنية متنوعة الشدة والكثافة

وهي التغيرات التي تظهر على اللاعب نتيجة ممارسة الأحمال البدنية متنوعة الشدة والكثافة، كما أن طبيعة التغيرات التكيفية التي تحدث في الجسم كاستجابة على الأحمال المستعملة، تظهر بوضوح في فترة الاستعادة السريعة والمتأخرة وتعد المؤشرات البيو كيميائية المتغيرة تحت تأثير الأحمال التي تنفذ لمرة واحدة إلى المستوى الأول وتمر عبر مرحلة فوق التعويض، ويمكن العمل على بلوغ المؤثر التدريبي الإيجابي في حال تواجدت الأحمال في هذه الفترة نفسها، وعند الفواصل القصيرة بين تكرار الأحمال التي لا تكفي لظهور مرحلة فوق التعويض.

وهو لا يعد ضمن حدود تدريس تدريبية انفرادية أو دورات تدريبية قصيرة إلزامية، ففي مثل هذه الظروف يكمن الواجب الأساسي في السعي لتحميل الوظيفة السائدة بصورة أكمل، ومن خلال ذلك يمكن العمل على توجيه التأثير للانتشار اللاحق لعمليات التكيف في الجسم مصحوباً بمرحلة أكثر تعبيراً لفوق التعويض.

وتظهر التغيرات خاصة بصورة واضحة للتغيرات التكيفية التي تحدث في الجسم؛ كاستجابة للاستعمال المنظم للحمولات البدنية في العمل التدريبي التراكمي، ويفقد التحسن الملحوظ في المؤشرات البيو كيميائية التي يتم بلوغها خلال العملية التدريبية بعد توقفها بالسرعة نفسها التي تم بلوغ التحسن في فترة الإعداد النشط للأحمال، ومن أجل بلوغ تحسين معبر لغالبية المؤشرات البيو كيميائية يتطلب الأمر لفترة زمنية تتراوح بين 4 إلى 8 أسابيع.

كما يحدث هبوط في القيمة نفسها حتى تصل إلى المستوى الابتدائي بعد توقف التدريب ضمن الفترة الزمنية نفسها، ويعكس النمو العكسي للتكيف إبطال التدريب وقابلية أنظمة التدريب المستعملة، وفي التدريبات الخاصة التي يصاحبها تصعيد كبير في الأحمال من وحدة لأخرى، تحدث زيادة سريعة في القوة العضلية في زمن التدريب، ولكن بالسرعة نفسها تفقد هذه الزيادة بعد انتهاء التدريب وبعد التصعيد التدريجي والطويل في زيادة القوة، فإن هبوطها يحدث بصورة طبيعية.

ومن أجل المحافظة على مستوى الوظائف القيادية التي يتم التوصل إليها نتيجة التدريب العنيف، بعد تغير مواصفاتها يكفي المحافظة على هذا النوع من التدريب بمعدل وحدة أو وحدتين أسبوعياً، ويقود استئناف التدريب من جديد إلى بعد فترة انقطاع طويلة لاستعادة مستوى الوظيفة التدريبية بالسرعة نفسها تقريباً، التي كانت عليها في فترة التدريب السابقة، ولكن إذا كان الهبوط في مرحلة التكيف كبيراً جداً، وتحتاج عملية الاستعادة إلى مناورة في الحمال، فعندئذ سيحل انخفاض احتياطي الجسم التكيفي بصورة سريعة جداً، وهذا الشيء يؤدي إلى هبوط في كفاءة الأداء وانخفاض الإنجازات الرياضية.

كما التكيفات الفسيولوجية المزمنة جزءًا حيويًا من قدرة اللاعب على التطور والتحسين بمرور الوقت؛ مما يسمح للاعب بالتعامل مع التغييرات والمطالب التي يتم وضعها على جسمه بأنظمة مختلفة بشكل أكثر كفاءة، على سبيل المثال إذا لم يكن اللاعب لائقًا جدًا وقرر أن يسير لمسافة 5 كيلومترات، فمن المحتمل أن يجد صعوبة في مختلف أنظمة الجسم، حيث يرتفع معدل ضربات القلب بشكل حاد ويزداد التنفس عند اللاعب بشكل كبير، ومن المحتمل أيضًا أن يجد اللاعب أنه خلال اليومين المقبلين ستكون عضلاته مؤلمة قليلاً أيضًا.

الاستجابات الحادة والتكيفات المزمنة واللياقة البدنية

إن قدرة الجسم على الاستجابة للتغييرات والمطالب التي يتم وضعها على الأنظمة المختلفة، هي التي تمكن اللاعب من ممارسة التمارين وتحسين اللياقة البدنية، ولذلك عند العمل في صناعة اللياقة البدنية وخاصة كمدرب شخصي، من الضروري أن تكون على دراية بالاستجابات الحادة النموذجية والتكيف المزمن الذي يجب أن يختبره المدرب كنتيجة لممارسة الرياضة، حيث سيساعد ذلك المدرب هذا على التأكد من أنك تحدد فترات وشدة التمرين الصحيحة لإنتاج التعديلات المرغوبة وكذلك الحفاظ عليها آمنة.

ومع ذلك ففي حال لم تظهر على اللاعبين علامات التحسن أو يبدو أنهم يفقدون لياقتهم، فهذا مؤشر على أنهم إما لا يتدربون بانتظام بما فيه الكفاية أو بجد بما فيه الكفاية، وقد يكون أيضًا علامة على أنهم يعانون من الإفراط في التدريب وأن أجسامهم لا تُمنح الوقت الكافي للتعافي والتكيف، كما أن القاعدة العامة لنجاح اللاعبين ونجاح عملك التدريبي الشخصي هي أنه يجب أن تتوقع دائمًا أن يتكيف اللاعبين بشكل إيجابي مع تدريبهم (أي يجب أن يتقدموا دائمًا بشكل إيجابي نحو أهدافهم)، وإذا لم يكونوا كذلك فهناك خطأ ما في تدريبهم يجب عليك معالجته على الفور.


شارك المقالة: