التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الراحة

اقرأ في هذا المقال


تعتبر عملية الاستشفاء هي عملية استعادة وتجديد مؤشرات الحالة الوظيفية والنفسية لأجهزة الجسم المختلفة، وذلك بعد تعرضها لإجهادات أو تأثيرات التي تحدث عند أداء نشاط معين.

التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الراحة

  • إعادة كمية الأكسجين وتأمين وصوله إلى العضلات.
  • التخلص من الحوامض وخاصة حامض اللاكتيك، والعمل على معادلة البيئة الداخلية للعضلة.
  • إعادة تنظيم شوارد البوتاسيوم في الخلية.
  • إعادة الاحتياطي الغذائي وتجديده من خلال التمثيل الغذائي.

تتحدد فترة الراحة تبعاً لشدة ومدة العمل العضلي، حيث أن العمل العضلي يحتاج إلى فترة أطول من الراحة والاتصال بالعضلة من جديد، وذلك بعد القيام بعمل حركي آخر، كما أن الراحة بعد الجهد يترتب أن تكون ضمن حدود معينة؛ وذلك لأنه بعد الراحة الطويلة تحصل عدة تغييرات في الجسم، والتي بدورها تؤدي إلى التقليل من القابلية الوظيفية، ومثلما تعمل الراحة الطويلة على التأثير على القابلية الوظيفية للجسم كذلك الراحة الغير كاملة تعمل على التأثير بشكل سلبي على القابلية الوظيفية لدى الرياضي.

ولهذا الشيء فإن الفترة المثالية للراحة بين أوقات التمرين يترتب ملاحظتها بدقة، ويترتب أن يكون التجانس بين الجهد يتلاءم مع ازدياد القابلية الوظيفية للرياضي.

مراحل الاستشفاء بعد ممارسة النشاط البدني

تكتسب هذه العملية أهمية عالية بعد تطور الأحجام التدريبية وشدتها، وهذا الشيء ينتج عنه تعب وهبوط في الأداء والذي يؤثر تأثير سلبي على حالة الرياضي الصحية، كما أنه في أثناء التدريب تتحول مصادر الطاقة الكيميائية في عملية التمثيل الغذائي خلال عملية الهدم إلى طاقة ميكانيكية، وعند أداء الجهد العالي يحصل تمزقات في الكثير من الخلايا التي تتطلب إعادة بناء خلال فترة الاستشفاء.

ولذلك فإن فترة الراحة تعتبر جزء رئيسي مكمل لأحداث التكيف الفسيولوجي الذي يعد ضرورياً لرفع مستوى الأداء، كما أنه أثناء فترة الراحة يتم العمل على تجديد الطاقة المستهلكة أثناء الجهد، ويبدأ تجديد مخزون الطاقة في الدم والعضلات، وهذا الشيء يستهلك زمناً طويلاً وفقاً للجهد البدني المبذول أثناء الأداء، كما أن عدم أخذ فترة الراحة يعمل على التسبب بتجمع مخلفات التعب؛ وهذا الشيء يعرقل الإنجاز، ولذلك فإن فترة الاستشفاء تعتبر ذات أهمية عالية بعد الانتهاء من التدريب.

1. المرحلة المبكرة

تحدث هذه المرحلة بشكل مباشر بعد انتهاء الجهد، حيث يتم العمل على استعادة الوظائف الطبيعية لكافة أجهزة الجسم وفقاً لشدة وفترة النشاط المؤدى وطبيعته، كما أن مرحلة التجديد المبكر تحصل بشكل سريع.

2. المرحلة المتأخرة

تحصل هذه المرحلة عندما يحتاج أداء الجهد فترة زمنية طويلة، وهذا الشيء يؤدي إلى التسبب ببطء في العمل على استعادة وظائف الجسم الطبيعية، كما أن المرحلة المتأخرة تستهلك زمناً طويلاً، فمثلاً تعود سرعة القلب في الدقيقة الأولى بعد أداء الجهد وبشكل سريع إلى وضعها الطبيعي الذي كانت عليه قبل بداية النشاط الرياضي، ولكن عندما يستمر النشاط فترة أطول ترجع ببطء إلى الوضع الطبيعي.

طرق تنظيم حالة الاستشفاء

يلعب التنظيم الوظيفي في الجهاز العصبي المركزي دوراً مهماً في عملية الاستشفاء، كما أنه لا يتم التجديد بوقت واحد وإنما يكون بالتدريج، ولهذا الشي تتجدد الوظائف الحركية عند الرياضيين بشكل يختلف عن بعضها البعض وتبعاً لنوع النشاط الممارس، وفي الغالب تعود سرعة التنفس الاعتيادية أولاً ومن ثم يعود النبض إلى وضعه الطبيعي، وأما بالنسبة لقوة الجسم فإنها تبقى لمستوى منخفض لفترة طويلة.

وكذلك الصفات الحركية والوظائف التي تحدث في الجسم، وذلك لأن تجديد القابلية لا يكون بزمن واحد، ومن الأفضل العمل على تقويم فترة التجديد في أجهزة الجسم، وخاصة في أجهزة القلب والجهاز التنفسي، كما يعمل الجهاز العصبي على تنظيم عملية الاستشفاء.

حيث يتجدد ثلاثي فوسفات الأدينوزين ATP في العضلات بشكل سريع، وأما بالنسبة لفوسفات الكرياتين يكون أبطأ منه، كما أن تجديد أيونات الهيدروجين واحتياطي الكربوهيدرات في الدم يتم قبل رجوع كمية من كريات الدم البيضاء والأقراص الدموية في الوضع الطبيعي الذي كانت عليه قبل أداء الجهد، كما يترتب أن تكون فترات الراحة كافية من أجل العمل على استعادة الشفاء التام، كما أن الراحة الغير كافية والطويلة تعمل على التأثير بشكل سلبي على استعادة القابلية الوظيفية.

 طرق تقويم حالة الاستشفاء

بعد الجهد العضلي يتم فقدان الكثير من الطاقة في الجسم، ويتم العمل على الاستشفاء وتجديد القابلية الوظيفية بأشكال متعددة، ففي البداية تتميز الحالة بانخفاض في الجليكوجين ومن ثم تعود النسبة إلى المستوى الأولي، ومن ثم تتغير إلى مرحلة فوق التجديد (التعويض الزائد)، وبعد ذلك يتم تجديد الجليكوجين من جديد ويرجع إلى الوضع الطبيعي الذي كان عليه قبل البدء بالجهد.

وعند استعادة مستوى التمثيل الغذائي ورجوع قوة العضلات وبقية الصفات الحركية والوظيفية، يكون هناك انخفاض في القدرات في الوضع الجديد، ولهذا الشيء بعد انتهاء العمل العضلي وبعد فترة من الزمن، تظهر حالة الاستشفاء في القابلية الوظيفية، وتعود إلى الحالة الأولى ما قبل الجهد، كما أنه عند المقدرة على على تكرار النشاط العضلي بنفس القابلية الوظيفية أو بشكل أفضل، فإن ذلك الشيء يدل على الاستشفاء وفترة الراحة كانت متوافقة مع الجهد العضلي المبذول.

ويمكن الحكم على القابلية الوظيفية من خلال قيم إنجاز الرياضي، وكذلك يتم تقويم الحالة الوظيفية من خلال دراسة رد فعل الجسم بالعمل على إجراء الاختبارات الخاصة التي تؤدى قبل الجهد البدني، كما أنه  يتم اعتماد اختبار القابلية القصوى لاستعمال الأكسجين بعد الجهد البدني المتوسط الشدة الذي ينخفض في الغالب عند الرياضيين بعد الجهد، ويعمل على التسبب في هبوط القابلية البدنية التي من الممكن ترتفع في نهاية التدريب؛ وهذا الشيء يؤدي إلى التسبب في ارتفاع القابلية البدينة والوظيفية.

كما أن هناك اختبارات يتمكن المدرب من استعمالها ميدانياً أثناء التدريب، وذلك من أجل تحديد استعداد جسم الرياضي للعمل مثل قياس عدد ضربات القلب، حيث يقاس النبض قبل الجهد وخلاله وعند انتهائه بوقت معين، وعن طريق سرعة انخفاض النبض يمكن الحكم على مرحلة الاستشفاء واستعداد الجسم للعمل الرياضي القادم.

كما أن استشفاء القابلية الوظيفية بشكل غير كامل يؤدي إلى التسبب للاعب بالتعب الشديد والإجهاد، وخاصة عند العمل على تكرار النشاط البدني عالي الشدة، كما أنه يختلف الرياضي في القابلية من جهة استعادة الوظائف والقابلية على تكرار النشاط الرياضي والجهد، وذلك تبعاً لخصوصية الرياضي والنشاط الممارس، كما أنه عند ارتفاع مستوى التدريب يكون استشفاء الوظائف بشكل أسرع.


شارك المقالة: