أهم التغيرات الفسيولوجية عند ممارسة رياضة التزحلق على الجليد

اقرأ في هذا المقال


يجب على اللاعب عند ممارسة التزحلق على الجليد مراعاة تطبيق كافة الخطوات الفنية الصحيحة؛ وذلك من أجل أن لا يرتكب أخطاء فنية أثناء البدء بالممارسة.

التغيرات الفسيولوجية التي تحصل عند ممارسة رياضة التزحلق على الجليد

إن التمارين المختلفة في رياضة التزحلق على الجليد، وكما هو الحال في ألعاب الساحة والميدان تؤدي إلى اختلاف في درجة التغيرات الفسيولوجية التي تحصل في الأعضاء، تبعاً لنوع التمرين والمسافة التي تقطع عند التزحلق.

أهم التغيرات التي تصاحب كل تمرين من التمارين الشائعة في رياضة التزحلق على الجليد

التزحلق للمسافات الطويلة

من وجهة نظر التغيرات البيوكيماوية، أن هذه التمارين تشمل بالنسبة للرجال التزحلق للمسافات 15، 30،50 كلم، وللنساء 5_ 10 كلم أما الخاصية المميزة للتزحلق للمسافات الطويلة فهي عدم وجود إجهادات الحد الأقصى أو شبه الحد الأقصى، ولو قارنا بين سرعة الركض في ألعاب الساحة والميدان للمسافات المختلفة (يتراوح عادة 9.61م)، مع سرعة حركة تقدم اللاعب للمسافات المختلفة في التزحلق لكانت تختلف في الحالة الأولى اختلافاً كبيراً بين الركض للمسافات القصيرة مثلا والمسافات الطويلة.

بينما في الحالة الثانية أي في التزحلق للمسافات المختلفة فلا يوجد هنالك فرق يذكر في السرعة في التزحلق لهذه المسافة أو تلك ( حيـث يكون عادة 4_ 5م)، وأن عـدم الاختـلاف الكبيـر في شـدة الإجهـاد ونـوع الإنجـاز، أما من ناحية التغيرات للمسافات الطويلة، فتتميز بصورة عامة بما يأتي:

  • تجهيز الطاقة الــلازمــة لإنجــاز هــذا الشغل (لكل المسافات المهمة فــي التزحلق للمسافات الطويلة) بواسطة الطرق الهوائية التأكسدية، أما النقص النسبي للأكسجين فهو منخفض بصورة عامة حيث يبلغ 3_ 15% من حاجة الأعضاء الكلية للأكسجين، وربما تتناقص هذه النسبة أكثر بسبب تأثير التدريب.
  • وكذلك فبالمقابل يكون ارتفاع كمية حامض اللبنيك في الدم هو الآخر ليس كبيراً، حيث يبلغ عند الهدف 25_ 40 ملم %، أما عند الأشخاص غير المدربين تدريباً كافياً، فقد تصل كميته إلى 100 ملغم.
  • وتبعاً لذلك يكون تغير الاحتياطي من القلويات في الدم قليلاً هو الآخر، وبالتالي فإن تبديل (PH) (مقياس الحامضية) لا يكاد يذكر، حيث يكون التبدل ليس بالأعشار وإنما بأجزاء المائة وفي الواقع لا يحصل تبديل في (PH) الدم عند التزحلق لمسافات 30_ 50 كلم؛ نظراً  لأن سباقات التزحلق الحديثة تجرى في الوقت الحاضر في مناطق محددة تحديداً شديداً، ولذلك فإن التغيرات الوظيفية لأعضاء الشخص المتزحلق تكون هي الأخرى أشد وأقوى.
  •  إن التغلب على المرتفعات أثناء عملية التزحلق يــؤدي إلــى نقص كبير في عملية الأكسجين اللازمة، الأمــر الــذي يــؤدي إلى تقوية عمليات التحلل الجليكوجيني بالطرق اللاهوائية، ولهذا السبب فالتزحلق في المناطق غير المستوية يؤدي إلى زيادة كمية حامض اللبنيك (اللاكتيك) في الدم ربما تصل إلى 70ملغم، أو أكثر أو تكون عادة أعلى مما لو كان التزحلق في مناطق مستوية ولنفس المسافة.
  • وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن سباقات التزحلق تجري على الأغلب في المناطق الجبلية وعلى ارتفاعات 1500م_ 2000م حيث تكون كمية الأكسجين أقل مما على سطح البحر، فإن تغطية حاجة الأعضاء من الأكسجين ستكون أكثر صعوبة؛ بسبب الارتفاع إضافة للأسباب السابقة، وستترتب عليها سلسلة من النتائج.
  • إن شدة عملية التحلل الجليكوجيني وبالتالي كمية حامض اللبنيك في الدم عند التزحلق للمسافات الطويلة، تعتمد على عدة عوامل أخرى منها سهولة وصعوبة الانزلاق وشكل المنطقة وتكوينها، وغير ذلك من العوامل.
  • فكلما تكون قابلية الانزلاق رديئة وكلما يكون تكوين أو شكل المنطقة صعباً ومعقداً، كلما يكون مستوى حالة استقرار الأعضاء منخفضاً (إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن المتزحلق يحافظ على نفس السرعة عندما يكون الانزلاق سهلاً أو صعباً).
  • كذلك من الطبيعي أن تكون كمية حامض اللبنيك في الــدم عند الوصول إلى الهدف مرتبطة أو لها علاقة كبيرة بتكنيك التزحلق، ولو أنها أقل مما في ركض الساحة والميدان، حيث هنا تكون زيادة السرعة أثناء الركض ولأسباب تكتيكية هي أكبر من زيادة السرعة عند التزحلق.
  • كذلك فإن كمية حامض اللبنيك (اللاكتيك) في الــدم لا تعتمد على طول مسافة التزحلق بقدر ما تعتمد على نوع الجهد المبذول وبالتالي على نوع السباق، فمثلا تكون الكمية أكبر قليلاً في تزحلق المنحدرات لمسافة قصيرة مما في التزحلق الاعتيادي للمسافات المتوسطة والطويلة حيث تكون في هذه الأخيرة (كمية حامض اللبنيك) في بداية التزحلق أكبر مما في النهاية قرب الهدف.
  • وبسبب الارتفاع القليل نسبيا في حامض اللبنيك في الدم فيكون إفراز هذا الحامض (أو اللاكتيك) مع الإدرار قليل أيضاً، وربما لا يحصل نهائياً.
  • ولكن على الرغم من ذلــك فــإن البروتين مع البول هو ظاهرة كثيرة الحصول وقد تصل نسبة البروتين في الإدرار إلى 4_ 10%، إن هذه المعطيات تؤدي إلى التساؤل عما إذا كانت هنالك علاقة بين ارتفاع كمية حامض اللبنيك في الدم وظهور البروتين في البول.
  • في الحقيقة أن التسليم بوجود علاقة يخضع إلى شك كبير لأن ظهور الزلال في الإدرار يحدث في القفز على الجليد أيضًا كما يحدث عند الهبوط في المظلات، وهي عملية لا تؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في كمية حامض اللبنيك في الدم ولكنها تكون مصحوبة عادة بانفعالات شديدة، أن السبب الحقيقي في إفراز الزلال مع البول عند الرياضيين يكمن قبل كل شيء في التغيرات التي تحصل لتركيب بروتين الدم وفي الخواص الكيمياوية والفيزيائية لمرشحات الكلية، وهذه التغيرات تظهر بشكل أو بآخر كنتيجة للتأثيرات العصبية المركزية.
  • ترتفع كمية الكلوكوز في دم الرياضيين عند التزحلق للمسافات القصيرة وخاصة عند تزحلق المنحدرات، ثم تتناقص هذه الكمية عند مسافات أكثر من 30 كلم، إن ارتفاع كمية الكلوكوز في الدم يمكن أن تظهر أيضا في مسافات 5، 8، 10 كلم عند الأشخاص الغير مدربين تدريباً كافياً،  وعند الأشخاص العاطفيين (ذوي الانفعالات العاطفية) بينما في المسافات الطويلة يبقى الدم محافظًا إذا كان الرياضي مدرباً تدريباً جيداً، كما لا يوجد ما يمنع بل بالعكس ينصح أخذ مغذيات أثناء التزحلق للمسافات أكثر من 30 كلم.
  • إن الخواص المميزة لرياضة التزحلق على الجليد هو كثرة التعرق وما يصاحبه من فقدان الماء والأملاح إن النقص الكبير في كمية الكلوريد من الأعضاء ليس سببه التعرق فقط، وإنما بسبب ذهاب كمية من الكلوريد مع البول، وهذا يحصل ليس فقط يوم التزحلق وإنما في الأيام التي تعقب ذلك أيضًا، كل هذه تؤدي إلى انخفاض في كمية الكلوريد في الدم حيث تبلغ 17% بعد التزحلق لمسافة 50 كلم.

شارك المقالة: