تعتبر رياضة ركوب الدراجات من الأنشطة الرياضية التي تمارس في الهواء الطلق، كما أنها تعمل على تنشيط عضلة القلب والأوعية الدموية.
التغيرات الفسيولوجية التي تحصل للجسم عند ممارسة رياضة ركوب الدراجات
1.سباق الدراجات للمسافات القصيرة
يعتبر سباق الدراجات لمسافة 200 متر مثال للشغل مع الحد الأعلى من الإجهاد، ويتميز بحصول التغيرات الآتية:
- لا يمكن سد حاجة الأعضاء من كمية الأكسجين اللازمة خلال إنجاز مثل هذا الشغل، ولذلك فالطرق اللاهوائية للتفاعلات ستلعب دوراً مهماً لغرض إنجاز هذا العمل، ومن ناحية أخرى ينبغي الانتباه لظروف التنفس بالنسبة لراكب الدراجة فهي على العموم غير ملائمة؛ وذلك بسبب انحناء جسمه الدائم إلى الأمام وبسبب تثبيت حزام عضلات الكتف، أي وضعية جسم الراكب بصورة عامة.
- كما أن أهمية الطرق اللاهوائية تمون ضرورية في سباقات المسافات القصيرة؛ وذلك لأن الرياضي يحاول منذ لحظة البدء أن ينطلق بأقصى سرعة، كما أن التفاعلات اللاهوائية لا يمكن أن تتم بالشكل المطلوب إلا على حساب احتياطي كبير لفوسفات الكرياتين في العضلة، وكذلك بواسطة عملية تحلل الجليكوجين بشكل مرتفع الشدة.
- يحصل ارتفاع كبير في حامض اللبنيك في الدم ويصل من 120_ 200 ملغم، ويقابل ذلك تغير شديد في احتياطي القلويات في الدم، كما يلعب التدريب الجيد دوراً مهماً ويؤدي إلى زيادة أكبر في حامض اللبنيك في الدم وخاصة في سباق الدراجات لمسافة 200 متر، في حال كان اللاعب مدرباً تدريباً جيداً والسبب هو شدة عملية التحلل الجليكوجيني.
- وأما بالنسبة لكمية الجلوكوز في الدم فترتفع عادة بشكل كبير وواضح عند المتسابقين لهذه المسافات القصيرة، وأما بالنسبة لمسافات 1 كلم و 5 كلم فتمثل شغل يتطلب إجهاد دون الحد الأقصى، وأما المسافات الأعلى من 5 كلم ولو أن هناك صعوبة في إعطاء صورة مضبوطة للتغيرات التي تحصل نتيجة لذلك، حيث أن التغيرات التي تحصل هنا تشبه التغيرات التي تحصل عند راكض المسافات المتوسطة.
2. سباقات الدراجات للمسافات الطويلة وفوق الطويلة
المسافات الطويلة في سباق الدراجات هي التي تجري لحد 50 كلم والمسافات فوق الطويلة تجري عادة لمسافة أكثر من 50 كلم، وكلا النوعين يمثلان إجهادات متوسطة الشدة، كما أن التغيرات البيو كيميائية التي تحصل في الأعضاء نتيجة التكيف من هذا النوع تشبه لحد ما تلك التغيرات التي تخص في جسم الرياضي عند ركض المسافات الطويلة، ومن أهم التغيرات التي تحصل للجسم، تتميز بحصول حالة استقرار، حيث أن أداء مثل هذا الشغل يكون عادة مصحوباً بمستوى عالي للاستقرار لحالة الأعضاء، كما أن ارتفاع كمية حامض اللبنيك في الدم تكون قليلة نسبياً.
وتكون عادة أعلى في البداية مما في النهاية، ولكن هذه القاعدة أعلى في الزيادة والتناقص لحامض اللبنيك هي قاعدة مهمة، ويمكن أن تختل بسب تكتيك السباق أكثر من اختلالها في سباقات الركض، ففي سباق الدراجات أي زيادة في السرعة تؤدي إلى هبوط كبير في المستوى العالي لاستقرار حالة الأعضاء، وإذا لم تتوقف زيادة السرعة فتؤدي إلى حالة استقرار جيدة، والسبب في ذلك هو أن ثنائي فوسفات الأدينوزين (Adenosine) المتجمع في الأعضاء خلال تصعيد السرعة وكذلك الكرياتين (فوسفات الكرياتين)، ستسبب تنشيط عمليات الأكسدة وعمليات الفسفرة المصاحبة لها.
وهذا الشيء يقود إلى حالة استقرار جديدة أعلى من حالة الاستقرار الأصلية، وأما إذا توقف التسريع خلال فترة توتر فإن ذلك الشيء يؤدي إلى إصابة الرياضي الذي من الممكن أن يؤدي إلى حصول حالة إزعاج تقود إلى انخفاض في شدة الإنجاز، وهذا يعني بدلاً من التأثيرات الإيجابية ستظهر تأثيرات سلبية، وبسبب هذه الأمور فإن مستوى الاستقرار يمكن أن يتغير تغيرات كبيرة خلال العمل على قطع مسافة السباق، كما أن سباق الدراجات للمسافات الطويلة وفوق الطويلة يؤدي إلى ظهور كمية كبيرة من حامض اللبنيك في إدرار الرياضي المتسابق.
كما تزداد أيضاً النواتج الأخرى غير الكاملة للاحتراق، وفي حالات تبقى كمية الجلوكوز بالمستوى الطبيعي ولكن على الأغلب يحصل انخفاض لهذه الكمية قد يكون كبيراً، والأمر الذي يتطلب تناول المتسابق للمغذيات خلال العمل على قطعه مسافة السباق، وكما هي الحال في كافة الألعاب والتمارين الرياضية التي تحتاج إلى تحمل كبير، فإن سباق الدراجات للمسافات الطويلة يكون عادة مصحوباً باستهلاك كبير للأكسجين، كما أن تجهيز الشحوم يكون قوياً لحد ظهور كمية عالية نسبياً ومنها في الإدرار وقد تصل إلى 17 ملغم.
كما يزداد فقدان الأملاح زيادة كبير، حيث تفرز كمية كبيرة من الفوسفات مع الإدرار وتكون كمية كبيرة مع العرق، وانخفاض الوزن عند متسابقي الدراجات لمثل هذه المسافات هو أقل مما عند الراكضين للمسافات الطويلة، كما أن اختيار حالة أعضاء الرياضي عند قطعه لمسافة السباق على مراحل، تعتبر من الأمور الصعبة وخاصة في ظروف السباق حيث يقطع مسافات تتراوح بين 150_ 200 كلم يومياً ولعدة أيام متتالية، وأحياناً بدون انقطاع وربما في ظروف صعبة في الطرقات.
كما أن الحاجة للطاقة عند سباق الدراجات تبلغ معدل 72% وتعتمد على السرعة، فخلال السرعة 9 كم في الدقيقة يحتاج اللاعب إلى 620 ملليتر من الأكسجين في الدقيقة و 2.54 سعرة من الطاقة لكل كيلو غرام من وزن الجسم في الساعة الواحدة، وعند السرعة 15 كم في الساعة ترتفع الحاجة إلى الأكسجين إلى 100 ملليتر في الدقيقة، وأن الحاجة للطاقة تساوي 4.4 سعرة لكل كيلو غرام في الساعة، وأما إذا كان السباق بسرعة 21 كم في الساعة فسيحتاج المتسابق للأكسجين في حدود 1860 ملليتر في الدقيقة، وإلى 7.7 سعرة من الطاقة في الساعة.
كما أن حمل المسابقات يقاس بمقدار المدة التي يستغرقها السباق من 5 إلى 6 ساعات إلى جانب السرعة وعدد المرتفعات وطول المسافة وتكتيك المنافسة، والإعداد البدني فضلاً عن التغيرات الكيميائية والحاجة للأكسجين بسبب الراحة نفسها، ومن الضروري أن يقوم المدرب بإعداد المتسابق لكي يستطيع التكيف مع التفاعلات الكيميائية والطاقة بشكل تدريجي، وذلك من خلال تدريبات منتظمة في ظروف مختلفة، وبذلك يستطيع اللاعب وصولاً إلى التكيف على السباقات المهمة والتي تحتاج إلى مجهود، كالسباقات التي تستغرق فيها كل مرحلة 6 ساعات.
كما أن راكب الدراجات يجب أن يتميز بطول القامة مع اعتدال في الوزن وأقل نسبة من الشحوم، مع تطور في عضلات الأطراف السفلى بشكل جيد، وكذلك يتميز بصدر عريض وهذا مما يسهل على أجهزة التنفس في عمليات تبادل الغازات، ومع ارتفاع الحمل التدريبي يرتفع الحد الأقصى لنبضات القلب وتبديل الغازات والضغط الدموي.