ما هي الذكاء بالإبداع في علم النفس الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الإبداع الرياضي:

تنوَّعت التعريفات لدى مفهوم الإبداع في مجال علم النفس الرياضي حتى وصلت إلى مجموعة واسعة من التعريفات، والتي وضَّحها العالم تايلور (وهو عالم نفس كندي) في سنة 1985، ويوجد مجموعة من التعريفات للابداع الرياضي بالشكل العام ومنها:
• يعتبر الابداع الرياضي بأنه العملية التي تهدف إلى تحقيق أداء رياضي حازم وملائم في حالات التطويرالرياضي.
• الإبداع الرياضي يعتبر عملية عقلية تقوم على إعطاء الرياضيين الحلول والأفكار والمصطلحات والصور الفنية والنظريات الحديثة والمنفردة.
• يعرف الإبداع الرياضي بأنه العملية التي يواجهها الرياضي عندما يمر بمواقف رياضية تجعله ينفعل بسببها وتؤثر عليه بدرجة كبيرة، ومن ثم يقوم بالاستجابة لها وبالتالي يؤدي هذا الى تطوير أداءه وتحسينه لديه ويبين تفرده كلاعب.
• يعتبر الإبداع الرياضي أنه خليط من السمات الشخصية والقدرات الرياضية والعوامل التي تكون واضحة في سلوك اللاعب المبدع بمستوى رياضي عالي.
• يعرف الإبداع الرياضي بأنه المبادرة التي يبداء بها الرياضي من خلال قدرته على الانقسام من التسلسل الطبيعي في عمليات التفكير.
• وقد تم تعريف الإبداع الرياضي من قبل بعض الباحثين على أنه الحصول في النهاية على محصلة إيجابية ومقبولة من الناحية الاجتماعية والناحية الداخلية؛ وذلك عن طريق لمس المشكلة والبيانات الموجودة والتهيء ووجود عوامل بيئية أساسية، لمحاولة الإنتاج الذي ينتج عن التفاعل ما بين هذه المتغيرات مع بعضها البعض لتكون قاعدة مساهمة في التطوير المستقبلي وقاعدة مساعدة لحل ما يواجه الوضع الحالي.
ويتلخص مفهوم الإبداع الرياضي بأنه مقدرة الرياضيين على تجميع ومشاركة المعلومات بطريقة تولد أفكار جديدة، أو الوصول الى حلول جيدة لمشكلات معينة أو الوصول إلى أفكار حديثة، فيساعد الإبداع الرياضي على النظر إلى الظواهر والأحداث والمشاكل بطريقة جديدة غير معروفة، يقوم فيها بالاستقصاء ومحاولة الربط ما بين الأحداث والمشكلات؛ فهو عبارة عن مقدرة الرياضيين في تكوين وإحداث أشياء جديدة، أو خلط الاراء المتنوعة في شكل جديد او استخدام خيال الرياضيين بهدف تحسين الأراء ليتم إشباع الإحتياجات بطريقة حديثة، ولكن بشرط أن يكون الجانب الإبداعي إيجابي وذات قيمة عالية للمجتمع الرياضي.

علاقة الذكاء بالإبداع الرياضي:

يعتبر الذكاء الرياضي أنه قدرة تكون بصورة عامة وتكون ناتجة عن الخلط ما بين الوراثة وبين البيئة، والتي تساهم في مساعدة الرياضيين على إمكانية التعلم وإيجاد حلول للمشكلات، فالذكاء هو إمكانية التعلم أي استعمال الرياضيين لما يتعلمون في محاولة التكيف مع أوضاع جديدة أو محاولة حل مشاكل جديدة، وبعض العلماء أوضحوا بأن الذكاء الرياضي هو الجانب العقلي الوحيد المسؤول عن الإبداع في المجال الرياضي.
وقد بيّن الكثير من علماء النفس الرياضي أن علاقة الذكاء الرياضي بالابداع الرياضي هي عبارة عن علاقة مثلثية الأبعاد؛ حيث أن الرياضيين ذات القدرات الإبداعية المرتفعة يتميزون دائماً بدرجة عالية من الذكاء الرياضي، في حين أن الرياضيين ذات الذكاء العالي من الممكن أن لا يتمتعون بقدرات ابداعية مرتفعة، ومن الممكن أيضاً أن الرياضيين ذات القدرات الإبداعية القليلة قد يكونون من أصحاب الذكاء الرياضي العالي، أو من أصحاب الذكاء الرياضي المنخفض، وأما الرياضيين ذات الذكاء الرياضي المنخفض قليل ما يتميزون بقدرات ذات ذكاء منخفض،
ويحتوي الذكاء الرياضي على مجموعة من القدرات الرياضية، مثل: التصميم في المجال الرياضي والإبداع الرياضي وإمكانية المحاولة في صياغة الافكار وإمكانية الاستنتاج الرياضي وإمكانية التفسير.

مصادر الإبداع الرياضي:

إن للإبداع الرياضي مصادر متنوعة ومتعددة وذات أهمية، ومن أهم هذه العناصر ما يلي:

  • التفوق في المجال الرياضي والذي يكون من غير المتوقع أو الخسارة غير المتوقعة، وكذلك العوامل الخارجية والتي تكون أيضاً غير متوقعة.
  • عدم تطابق الواقع في المجال الرياضي مع من المفروض أن يكون.
  • الإبداع الرياضي الناتج عن الحاجة الى التغيير ضمن الوسط الرياضي.
  • الحصول على المعارف الحديثة.
  • التغير في طرق الإدراك وتقلب المزاج وتغير المفاهيم، وكذلك التغير في العلاقات ما بين الرياضيين ومصالحهم.
  • التغيير في طبيعة الجغرافيا البشرية لدى الأشخاص الرياضيين.

مكونات الإبداع الرياضي:

  • الطلاقة: وهي عبارة عن إمكانية توقع اكبر عدد ممكن من الاستجابات حول المشاكل أو الجري والسرعة وسهولة تشكيلها، ويعتبر الرياضي المبدع والمتفوق بعدد المهارات التي يقوم بتشكيلها في وقت زمني قليل، بالمقارنة مع غيره من الرياضيين وأنواعها، مثل: (الطلاقة في الكلام، الطلاقة في الأفكار، الطلاقة في التعبير).
  • المرونة: وهي عبارة عن تعدد الاستجابات الرياضية ومرونتها من الجانب الكيفي؛ أي أنها استجابات غير مخطط لها، ويتصف اللاعب المبدع بأنه بعيد كل البعد عن الروتين والمكوث في المكان نفسه لفترة زمنية طويلة، فالمرونة تعتبر نوع من التفكير الذي يرتكز على الفئات على أنها نتائج؛ أي أنها القدرة على التنقل من مهارة معينة إلى نوع آخر من المهارات، وبذلك فهي القدرة في التغير في ناحية التفكير، ومن أنواع المرونة:
    • المرونة التلقائية.
    • المرونة التكيفية.
  • الأصالة: حيث تعتبر المهارة الرياضية أصيلة إذا لم تكون تكراراً لمهارات الآخرين، أو تتجاوز حدود المهارات الموجودة، فالأصالة هي عبارة عن الأداء غير المألوف لمجموعة من المهارات الرياضية خلال وقت زمني محددة وهذا الأداء يعتبر متميزاً.
  • إدراك التفاصيل: يقصد بها القيام بإضافة مكونات للمهارات الرياضية الأولية، وتوسيع الأفكار الموجودة ووضع أكثر عدد من النتائج التي باستطاعة كل لاعب رياضي تخيلها.
  • الحساسية اتجاه المشكلات: وهي القدرة على معرفة نقاط الضعف في المواقف المثيرة، فالرياضي المبدع يمكنه ملاحظة العديد من المشكلات في الموقف الرياضي الواحد؛ فهو يعرف نواحي الضعف فلديه إحساس أكثر بالمشكلة أو الموقف عادةً.
  • المحافظة على الاتجاه: المحافظة على نفس الاتجاه يؤكد المقدرة في استمرار الرياضيين في إمكانية التفكير بالمشكلة لوقت زمني طويل إلى حين الوصول لحلول حديثة.

أساسيات الإبداع الرياضي:

  •  العقل الذي يتميز بالتساءل المبدع .
  • إمكانية القدرة على التحليل والتجميع.
  • إمكانية القدرة على التخيل والتوقع.
  • وجود الثقة بالنفس.
  • التعالي على السلطة.
  • المحاولة في التجريب.
  • النقد الذاتي.

نظريات الإبداع الرياضي:

  • نظرية الإلهام: وهذه النظرية توضح بوجود قدرة غير طبيعية لدى الرياضي المبدع لأخذ ومضات إلهامية تنتج عن عالم الروح، وهذه النظرية مستمدة من الإغريق والذين هم من أول المهتمين بالإبداع الرياضي واعتماده عنصر للإلهام الرباني، وتعود نظرية الإلهام في الأصل إلى العالم أفلاطون الذي راى أن المبدع يستمد إبداعاته من خلال قوة إلهية أو من خلال أي قوة خفية.
  • النظرية السلوكية: تقوم دراسة هذه النظرية من خلال أنها ظاهرة تتم من خلال تشكيل العلاقة ما بين المثيرات الرياضية والاستجابات، ويدخل في هذا النص مفهوم الاشتراط الاجرائي والذي يوضح أنه بإمكان الرياضي أن يصل الى استجابات تتصف بالإبداع، من خلال ايجاد نقاط الربط ما بين المثيرات والاستجابات في المجال الرياضي، مع محاولة منح التعزيز السلوكي وإمكانية تحديد نوعه بهدف المحاولة في تعزيز السلوك.
  • النظرية العقلية: توضح هذه النظرية أن الابداع الرياضي هو عبارة عن نتاج العقل والفكر، فالرياضي المبدع يعرف كيف يتصرف ويقضي وقت كبير في تبادل أفكاره وانتقاءها، ولذلك فالعقل هو مصدر الإبداع الرياضي.
  • النظرية الاجتماعية: يقوم المجتمع والبيئة الاجتماعية بناءً على هذه النظرية بلعب دوراً مهماً في الإبداع الرياضي؛ لأن العوامل الاجتماعية والعوامل الاقتصادية والعوامل الثقافية تؤثر بصورة واضحة على عملية الإبداع الرياضي، فالإبداع الرياضي بناءً على هذه النظرية فهو لا يعتبر خاصية شخصية بل يعتبر شيء متغير يرتفع وينخفض بسبب الظروف والحياة الاجتماعية. 

شارك المقالة: