الترويح الرياضي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الترويح:


إن مصطلح الترويح بلفظها العربي، لم تستخدم إلّا قليلاً في الكتب العربية، بل استُخدمت في مكانها ألفاظ أخرى، مثل الفراغ، اللهو واللعب. وهي في اللغة العربية مشتقّة من فعل “راح” ومعناها السرور والفرح. ومصطلح الترويح (Recreation) يعني إعادة (Re) الخلق (creation). ويفهم أيضاً من مصطلح الترويح على أنّه التجديد أو الانتعاش.
والعالِم بول فولكي (Foulquie.P) يرى أن الترويح هو زمن نكون في غضونه غير مجبرين على عمل مهني محدد. ويستطيع كل واحد منّا أن يقضيه كما يشاء أو كما يرغب. ومن أهم التعاريف المستخدمة كثيرا في الدراسات المختلفة تُعرِّف العالِمة بيتلر (Pettle) أن الترويح يُعدّ نوعاً من أوجه النشاطات التي تمارس في وقت الفراغ الذي يختارهُ الفرد بدافع شخصي لممارستها، التي يكون من نواتجها اكتسابهُ للعديد من القيم البدنية والخلقية والاجتماعية والمعرفية.

مفهوم الترويح الرياضي:

النشاط البدني الرياضي الترويحي في مفهومه الخاص: هو الألعاب أوالرّياضات التي تُمارس في أوقات الفراغ والخالية من المنافسة الشديدة، أو بمعنى آخر هي الرّياضات التي تُمارس خارج الإيطار الفيدرالي، فالنشاط البدني الرّياضي الترفيهي يُمثّل وسيلة من وسائل شَغل أوقات الفراغ. ولهذه الأسباب نرى أن النشاط البدني الرياضي يحتلّ مكانة هامة في حياة الشعوب وخاصة المتطوّرة منها. وهو نشاط بدني رياضي مبني على مبدأ المتعة والمتضمن فلسفة الحياة وهي فلسفة (Heros) في فرنسا، حيث يرى أن هناك نوعين من النشاط، النشاط الرياضي الترفيهي الفدرالي التابع للرأسماليّة، أمّا الثاني فهو النشاط البدني الرياضي الترفيهي التابع للمتعة واللذة وتحقيق السعادة والسرور؛ أي الغبطة بأقصى درجاتها.

الترويح والأسرة:

تتمثّل أهمية دور الأسرة في أنّها العالم الأول الذي يستقبلهُ الطفل. ولقد توصّل علماء النفس إلى أن النموّ في مرحلة الطفولة المبكرة يُعدّ بمثابة الركيزة التي يقوم النموّ في المراحل المتعاقبة. فمن الأسرة ياخذ الطفل البذورالأولى للحياة،. ويتوقف نموّه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي على مدى ما يلقاه من رعاية واهتمام في نطاق أسرته. فالطفل من خلال احتكاكه وعلاقاته الاجتماعية وتفاعله مع من يحيطون به من الكبار يتأثر في أسلوبهم في التفكير. ويكتسب أسلوبهم في التعبير عمّا ينتابهُ من مشاعر ورغبات. ولاسيما فيما يتعلّق باكتساب الاتجاه والميل نحو الترويح، وطريقة قضاء وقت الفراغ.
والأسرة هي التي تتولى غرس الاتجاه وخلق الميول في الطفل نحو الترويح. فالأسرة تقوم بما يُسمَّى التشكيل الاجتماعي والثقافي للطفل؛ وذلك من توجيهه وتعليمه وتدريبه؛ حتى يتعرّف على ما هو مرغوب فيه وما هو غير مرغوب فيه من قيم واتجاهات وسلوك.

الترويح والمجتمع:

تُقدّم المعرفة التكنولوجيّة وتطوّرها في العصر الحديث، يرجع هذا الفضل إلى الإنسان صانع الحضارة، الذي يستخدم عمله في تحقيق حياة أفضل للبشريّة، حيث أن الأنسان في القرن 21 يواجه الكثير من المشاكل مع التقدّم العلمي المتفجر. فالمدينة الحديثة جعلت الإنسان في غير حاجة لكثير من المظاهر الحركيّة نتيجة الاختراعات الحديثة. إذ أصبح الإنسان يكتفي ببذل مجهود قليل لإنجازعملة على خير وجه. وإذا لم يبادر المجتمع إلى معالجة هذه المشكلة فالإنسان سوف يفقد تدريجيّاً الكثير من لياقته البدنية.
ويُشير توفلر (Toffler) إلى أن الأنسان المعاصر بدأ يفقد الكثير من قوّته العضليّة؛ نتيجة ظهور الآلة والاختراعات الحديثة، إذ أن الفرص المتاحة أمام الفرد للقيام بمجهود عضلي، قد قلت بنسبة (50)% عمّا كانت علية في القرن السابق.

من أبرز أدوار المجتمع نحو الترويح:

  • زيادة الميزانية المخصصة للترويح.
  • خلق اتجاهات إيجابية لدى الأفراد نحو الترويح.
  • إعداد وصقل المختصين في المجال الترويحي.
  • بناء وإعداد المتنزهات والملاعب والساحات.
  • توفير المسطحات الخضراء والاهتمام بمشروعات التشجير.
  • التوسّع في إعداد برامج إذاعية وترويحية.
  • التوسّع في دور العرض السينمائية والمسرحية.
  • الاهتمام بإقامة المعارض الفنية والثقافية كمعرض الكتاب.
  • إنشاء مراكز اللعب الخاصة للأطفال.

في مجال نشر الترويح الرياضي:

1ـ توثيق التعاون والتنسيق والتكامل بين أجهزة الرّياضة والشباب، وبين سائر الأجهزة والهيئات المسؤولة عن الرّياضة.
2ـ اعتبار التربية الرياضية مادة أساسية من منهاج الدراسة في المدارس، بطريقة جادة وتوفير الإمكانيات لذلك.
3ـ التشجيع والمطالبة لإنشاء أندية رياضية ومراكز شباب جديدة، تستوعب الجماهير وتوفر لهم فرص ممارسة الرّياضة.
4ـ الاهتمام بالبرامج والانشطة الرياضية داخل الوحدات الانتاجية من مصانع وشركات؛ لإتاحة الفرصة لجموع العاملين للحصول على فُرص مناسبة.

الإسلام يوصي بالترويح الرياضي:

من جماليات دين الإسلام أنّه دين الشمولية. ومن دلائل شموليته إنّه اهتم بالإنسان روحاً وبدناً، فوفّر للروح حاجتها وأسباب سعادتها. وفي ذات الوقت لم يهمل البدن وعوامل قوامه وقوته. فدعا للاهتمام به والأخذ بأسباب قوته وأسس بنائه. ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير“. (رواه مسلم). وقال أيضا: “وإن لجسدك عليك حق“. (رواه مسلم وغيره).


شارك المقالة: