الضربة المقلوبة في التنس الأرضي

اقرأ في هذا المقال


الضربة المقلوبة في التنس الأرضي

يتهيأ لاعب التنس الأرضي المبتدئ أقدامه على تعلم الضربة المقلوبة ويعتقد بأنها ضربة صعبة التحضير وعسيرة في التنفيذ، والسبب في هذا التصور هو أن اللاعب التنس الذي يلعب بيمناه يتعذر عليه في بداية الأمر تنفيذ ضربة مقلوبة، حيث يقصد بالضربة المقلوبة أنها ضربة تأخذ الاتجاه المعاكس للضربة الأمامية وحركاتها الفنية؛ وذلك لأن المضرب يأخذ حركة الدوران من يسار اللاعب إلى يمينه؛ أي بمعنى باتجاه سير عقارب الساعة وهو الاتجاه السالب.

خطوات الضربة المقلوبة في التنس الأرضي

الاستعداد والمسك بالمضرب

خلال هذه الخطوة يقف لاعب التنس وراء خط القاعدة وجسمه منحي انحناء بسيط إلى الامام والقدمان بعيدتان عن بعضهم البعض مسافة تقدر “35 سم”، تقريباً مع وجود ثني الركبتين ويرتكز ثقل الجسم غلى القسم الأمامي للقدمين واللاعب متحفز لرد الكرة.

ثم يمسك اللاعب المضرب بيده واليد الأخرى تمسك ساعد المضرب مسكاً رفيقاً ويكون إطار المضرب عمودياً على سطح أرض الملعب ورأسه إلى الأمام والأعلى، على أن يكون المضرب واليد على استقامة واحدة.

تمحور الجذع تمهيداً لضرب الكرة

إن القاعدة السابقة في الضربة الأمامية في لعبة التنس الأرضي تطبق بشكل عكسي في الضربة المقلوبة، حيث أن مسير الكرة يتم بخط مستقيم قادم من جهة اللاعب الخصم من يمينه إلى يساره، ووراء هذا الخط خط وهمي موازي له ويبعد عنه مسافر تقدر بمتر واحد تقريباً يتكون من تمحور الجذع نحو اليسار بعد أن تتقدم قدم اللاعب اليسرى إلى هذه الجهة.

ويتم دوران الجسم مع اليد الممسكة بالمضرب حتى يصبح إطاره وأوتاره بمواجهة الشبكة وعلى خط مسير الكرة، فتنفلت اليد التي كانت تمسك بمنتصف ساعد المضرب وترتسم الدائرة في الهواء والمضرب يرسمها إلى الأعلى، والخلف والأسفل وعلى يسار حوض اللاعب الأيسر ثم تتقدم قدم اللاعب اليمنى؛ وذلك ليتم نقل ثقل الجسم من القدم اليسرى إلى القدم اليمنى في التوقيت الصحيح عند صدم الكرة لأوتار المضرب، وبدوران الصدر باتجاه الشبكة حيث تضرب الكرة باتجاه من اليسار إلى اليمين وتنتهي على بعد متر تقريباً من جهة الحوض الأيمن.

ولا بد من الإشارة إلى أن جذع اللاعب مع كتفيه يؤلفان مجموعة متكاملة أثناء التحرك بكل مرونة وسهولة ويسر.

تنطيط الكرة وضربها

عندما تصل كرة التنس إلى أقصى نطتها إثر صدمها سطح أرض الملعب ينفذ اللاعب ضربها في مجال يبدأ من منتصف جسمه وينتهي إلى الجهة اليمنى على بعد متر تقريباً من الحوض الأيمن، وتتم الحركة صحيحة إثر دوران جسم اللاعب التنس نحو الجهة اليسرى والساق اليمنى متأخرة إلى الخلف والساق اليسرى إلى الأمام في التوقيت الصحيح والمسافة المناسبة.

ومن النظرة العلمية أن سبب الحصول على التوقيت المثالي أثناء تحرك جسم لاعب التنس إلى الأمام وإجراء التماس مع كرة التنس، هو أن خلال فترة انتقال جسم اللاعب إلى الأمام يولد المضرب تسارعه الأعظم، ففي حالة اعتبرت يد لاعب التنس مركزاً لقوة الضرب وصدره مركزاً لانتقال الوزن أدرك اللاعب مبادئ التوقيت الصحيح في لعبة التنس الأرضي، وهي ضرب كرة التنس تماماً في لحظة الانتقال السريع جداً للوزن؛ أي بمعنى عندما يكون لاعب التنس في منتصف دورانه الأمامي وأثناء نقل وزنه من القدم الخلفية إلى الأمامية.

ويكتب للضربة المقلوبة في لعبة التنس الأرضي النجاح في حالة حافظ لاعب التنس على المسافة المناسبة بين جسمه وبين خط مسير الكرة وعلى بعد مماثل من مكان صدم الكرة أرض الملعب، ففي حال أخفق لاعب التنس في ضرب الكرة يكون قد أخطأ في تنفيذ إحدى هذه المراحل، مثل انتقال وزن جسم اللاعب إلى القدم اليمنى مبكراً مثلاً، فيكون الوزن في هذه الحالة قد سبق الضربة.

ومن مزايا القوف الجيد أخذ المبادرة المسبقة للكرة واحتمال السيطرة عليها، ويتبع ذلك حسن دوران كتفي اللاعب وبالتالي المضرب في حركة دورانه الصحيحة، ويصبح الجذع في وضع موازي تماماً لاتجاه مسير الكرة، والقبضة القوية على مقبض المضرب ذات تأثير لا تنكر نتائجه، وعند ضرب الكرة تتحرك كتفي اللاعب، وهذه الحركة المرنة تعطي لاعب التنس السرعة في الضرب والقوة للضربة ويتابع الحركة للجذع بأجمعه.

أنواع الضربة المقلوبة في التنس الأرضي

الضربة المقلوبة المقطوعة

وهي الضربة التي تأخذ فيها الكرة مسيرها لتقع في أرض اللاعب الخصم مارة بارتفاع قليل فوق الشبكة، وكثيراً ما تضايق اللاعب الخصم وتلزمه بالخروج في بعض الأحيان من أرض الملعب فيما إذا وقعت وراء الشبكة وكانت نطتها قليلة الارتفاع وبقرب أحط خطي الجانب.

ويتم تنفيذ هذه الضربة بالشكل الصحيح إذا تمكن لاعب التنس من ضرب الكرة بدوران أمامي من الأعلى إلى الأسفل ومن الخلف إلى الأمام بزاوية يصنعها المضرب متوسطة بين اتجاهين، فلا هي متجهة كثيراً نحو سطح أرض الملعب؛ أي بمعنى زاوية حادة حيث تأخذ الكرة مسيرها بخط مستقيم أو منحرف حسب زاوية المضرب.

فإذا كان خط السير موازياً تقريباً لسطح أرضية ملعب التنس، وصدمت الكرة الشبكة وكانت ضعيفة التأثير، ولا هي متجهة كثيراً نحو الأعلى، أي بمعنى أن زاوية التماس بين أوتار المضرب والكرة منفرجة، فإن الكرة تنطلق مرفوعة إلى الأعلى، ويتغير اتجاه ميرها، وربما تمكن الخصم من ردها؛ وذلك لأنها قد تكون سهلة في غالب الأحيان.

أما إذا ردت الكرة نحو لاعب التنس وكانت بطيئة، فيجب على لاعب التنس أن يردها وأن يعمل على ثني الركبتين ليكون المضرب في مستوى خصره، ثم يتابع ضرب الكرة لتأخذ مسيرها من الأسفل والأمام والأعلى.

الضربة المقلوبة بكلتا اليدين

حيث لم يعرف تاريخ لعبة التنس الأرضي هذه الضربة، حيث أن اللاعب العالمي “بجورن بورغ”، والذي كان له الأثر الكبير في انتشارها في العصر الحاضر، وهي الضربة التي يستخدمها اللاعب بيديه اثنتين.

وفي تنفيذ هذه الضربة تكن اليد اليمنى للاعب أيمن في وضع ضربة مقلوبة واليد الأخرى بوضع ضربة أمامية، حيث يعتبر هذا الوضع المنطقي في تنفيذها، والعكس صحيح بالنسبة للاعب الأيسر، ويمسك اللاعب المضرب بقوة، فيسير المضرب من الخلف إلى الأمام ومن الأسفل إلى الأعلى قليلاً مع مستوى الخصر.

ويضع اللاعب ثقله في ضرب الكرة على الساق الأمامية لحزة ضرب الكرة، ولكن يكمن الخطر في المغالاة في نقطة فقد التوزان، وتنتهي الضربة ورأس إلى الأعلى وعلى يمين جذع اللاعب بعد أن يعطي اللاعب التنس قوة الضربة دوراناً للكرة.

وتساعد استخدام كلتا اليدين لاعب التنس الضعيف على المستوى الفني وقليل الخبرة، ولكن في ذات الوقت المسك بالمضرب بكلتا اليدين يعيق حركة ركض اللاعب ولا يسمح بحرية التنقل، وغالباً ما يفقد اللاعب الكرة.


شارك المقالة: