هناك علاقة بين الإثارة ورد الفعل على الجهاز العصبي والعضلي، ويظهر في ذلك الشيء مشكلة الاستعداد النفسي والوظيفي الفسيولوجي.
العلاقة بين الجهاز العصبي والعضلي أثناء ممارسة الرياضة
في حال كانت قوة الإثارة ضعيفة على العضلات فإنها تعطي رد فعل ضعيف ومع قدر كبير من الإثارة تزاد بالتالي قوة زيادة الإثارة، كما أن مدى الترابط بين قدرة رد الفعل للجهاز العصبي العضلي في أكبر طاقة له وبين مرونة العضلات وزيادة الفعل العضلي، كما أن نقص المرونة في العضلات المثارة عند التوتر تظهر أو تؤثر من خلال القدرة على امتصاص كتلة الجسم أو الثقل عند هبوطه أو سقوطه إلى أسفل، والذي يتعلق أيضاً بالنشاط الوضعي الكامن الذي كان عليه.
وعند الانقباض يتحول النشاط الحركي إلى قوة دفع كبيرة للعضلات تؤدي إلى زيادة أثر العمل الحركي الناتج، ويمكن للرياضيين أن يستفيدوا من هذه الخاصية العضلية في تكوين الأسس الفنية للحركة الرياضية، كما أن قدرة رد الفعل العضلي من جهة الإعداد التكيفي للجهاز الحركي أثبت أن زيادة تقدم الأرقام القياسية في ألعاب القوى وخاصة في الوثب والرمي، أي أن الحركات الرياضية التي تستعمل فيها القوة في زمن قصير وانتقال سريع للعمل العضلي من امتصاص المقاومة القوة الخارجية إلى قوة انطلاق.
ولكن عند رياضيي الدراجات وعدائي المسافات الطويلة والمتوسطة تكون قدرة رد الفعل ضعيفة، وهذا ينعكس بدوره على الجهاز العصبي العضلي من حيث الكيان الوظيفي الحركي، كما أنها تختلف في مقدارها على اختلاف أنواع الفعاليات الرياضية حيث أنها مرتبطة بالنشاط، كما أن ارتقاء رد الفعل الحركي لم يتمكن من إدراكه بصورة واضحة من قبل المدرب؛ وذلك لأن تواجده يتداخل مع الحالة التدريبية في نوع تخصصه في النشاط، ومن حيث فسيولوجية الجهاز العصبي فمن المعروف أن الإشارة العصبية الصادرة للقيام بدفعات متعددة ومتكررة تكون أقل رابطاً عما إذا كانت هذه الإشارة العصبية لدفعة واحدة فقط.
وأن كل إشارة عصبية سواء أكانت مدتها قصيرة أو طويلة فإنها تترك أثراً في الجهاز العصبي، حيث تنتج في زمن معين نشاطاً نسبياً معيناً، كما يكون له أثر كبير على الأجهزة العضوية للجسم وما يتبع ذلك من الملائمة المتغيرة من حيث الكيان الوظيفي المرتبط به، وهذا هو الأساس الحقيقي لارتقاء الحالة التدريبية بقدر معلوم بغض النظر عن أي تعطيل لانتظام التدريب.
وعندما يقل الأثر الديناميكي الحركي للعمل إلى نسبة 20%، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع الأمر الذي يدل على أن التوتر الثابت له أثر مباشر على تنمية القوة، كما أن العمل الديناميكي مع العمل على زيادة الثقل والتوتر المركز مع حجم بسيط نسبياً في كمية التدريب (التكرار) له أثر إيجابي على الجهاز العصبي المركز الذي ينعكس بالتالي على الجهاز الحركي، ومن ثم تتقدم كل من السرعة والقوة.
كما أن الإفادة من تدريب القوة يرتبط بالظروف العملية للسرعة الناتجة والأثر الحركي المرتبط بها تبعاً للاعتبارات الآتية منها، مقدار التقدم في النشاط الحركي يتبع مباشرة ارتقاء قوة التوتر، وكذلك لا بد من توفر قوة مركزة في الحركات التي تحتاج إلى ذلك، مثل الوثب والتجديف، كما يجب العمل على توجيه التنبيه المناسب لزيادة الحالة الوظيفية للجهاز العصبي العضلي عند استعداد اللاعب للاشتراك في المنافسة أو أداء حركة سريعة مع قوة كبيرة.
وبذلك الشيء يحصل اللاعب على أثر إيجابي عندما يصل اللاعب إلى المستوى المثالي والتكيف المناسب، وينتج عن التنبيه الزائد للجهاز العصبي المركزي أثر سلبي على دقة وتوافق الحركة التي يؤديها اللاعب، كما أن أثر رد الفعل في الجهاز العصبي أو نتيجته على العمل الذي ينتج عنه أو يبنى عليه، يرتبط بعدة عوامل أهمها شدة الإثارة العصبية والتعب العضلي، وعلى طول الفترة الزمنية التي تفصل بين الحركة وبين الحركة الأخرى التي تليها.
كما أن أكبر مقدار مع زيادة القوة الميكانيكية الحركية يمكن الحصول عليها بعد توتر عضلي ثابت مع ثقل بقدر 50% ويصل إلى 90%، بينما كان أقل مقدار من الزيادة يكون في حال استعمل المدرب مع اللاعب حمل تدريبي ثابت، وعند تحسن الحالة التدريبية للاعب يمكن أن تتغير هذه النسب مع متبعة التكرار وزيادة الحمل تدريجياً وبدرجة مناسبة حتى يصل تقريباً إلى 100%، ويتبع ذلك زيادة شدة الإثارة العصبية التي ينتج عنها أثراً إيجابياً.
كما أن شدة الإثارة تتعلق بمقدار الزمن اللازم للوصل إلى أكبر مقدار أو ترتبط بالقيمة الابتدائية لتزايد القوة، وزمن دوام الأثر الناتج عنه ولذلك كانت البداية بالنسبة للعمل الذي سيتبعه أهمية كبيرة، كما أن تأثير تدرب القوة عند اللاعب يتعلق بمقدار كمية التدريب وتركيز الحمل التدريبي، كما أن الفائدة التي يهدف إليها التمرين تتمثل في الطموح إلى زيادة القدرة والنشاط كنتيجة فعالية تدريب القوة مع خفض حجم التدريب (الحجم الكلي).
ويمكن أن يكون ارتقاء الكفاءة الحركية على أساس القيام بنشاط حركي في جرعات مناسبة مع توفر التوتر العضلي السريع، والذي يعتمد بدوره على الجهاز العصبي المركزي، كما أن زيادة القوة العضلية لا يتبعها دائماً زيادة في الحجم العضلي، ولو أنه في بعض الأحيان وعند زيادة الثقل أو بطء المقاومة، ويمكن أن يتحقق ذلك من التغير الذي يحصل في العضلة من حيث القدرة على زيادة القوة، ويرجع ذلك إلى الطريقة التي اتبعها المدرب في التدريب.
كما أن التدريب من حيث الجانب العصبي هو عملية تفريغ الطاقات العصبية على صورة نشاط حركي، كما أنه عملية توجيه للترابط الذي يجمع بين الطاقة الكامنة والطاقة الحركية للقوة، وبذلك يمكن يعاد الإنجاز ودرجته أو مستواه إلى إلى الاستعداد العصبي الذي يملكه اللاعب، وعلى المدرب أن يميز بين الفرد والآخر في هذه الدرجات المختلفة للجهاز العصبي سواء عند تحديد نوع الفعالية التي تناسبه لممارستها، أو تحديد درجة الإنجاز في هذه الفعالية.
كما يمكن المدرب من خلال ذلك اللاعب الذي يمكن أن أن يصل إلى المستوى الدولي أو المستوى المحلي في درجة طاقته الكامنة، كما أن عملية التدريب من الناحية العصبية هي عملية ترجمة الطاقات الكامنة إلى طاقات حركية موجهة تؤديها العضلات على شكل مهارات مختلفة تتميز بقدر معين من القوة والسرعة، ودرجة الاستمرارية الحركية مع المحافظة على القوة في درجاتها المختلفة التي قد تكون الدرجة العظمى أو الأقل، وكذلك سرعته في التتالي الحركي.
وفي التدريب يحاول اللاعب العمل على تنمية مقدار الإثارة العصبية والجهد العصبي ودجة ضبطهما، بما بتطلبه الأداء الحركي للإنجاز الأفضل، والعضلات في هذه الحالة هو العضو الذي يستجيب لهذه الاستثارة، وفي هذا يجب أن تكون في حالة جيدة ومناسبة للاستجابة للمثير العصبي، حيث يمكن على هذا الاعتبار تفسير التمزق العضلي في عدم قدرة العضلات على الاستجابة العصبية بوجودها في حالة غير مناسبة، كما أن التوتر العضلي يعتبر طاقة عصبية كبيرة موجهه إلى العضلات أكبر مما هو مطلوب للإنجاز الحركي مع اختلاف الضبط العصبي المطلوب للانقباض.
كما أن رد الفعل الخاصة بالطاقة العصبية هو الانفعال الذي يرتبط بدرجته مع قوة وسرعة الحركة التي يمكن أن يؤديها اللاعب في أثناء التمرين أو المباراة تبعاً للتكيف، ولأجل أن يكون رد الفعل كاملاً بالنسبة للطاقة العصبية، ويلزم العمل على التركيز في محاولة التخلص أو طرد جميع ما يشترك من مثيرات أخرى جانبية مع ما هو مطلوب القيام به من حركة لحصول التكيف الرياضي، كما أن محاولة التركيز عند القيام بالحركة الرياضية على أنها محاولة تتصل بأهداف عديدة.
ومن هذه الأهداف العمل على التخلص من المثيرات الجانبية المعطلة للتفرغ الكامل للطاقة العصبية بما يناسب مع الإثارة اللازمة للأداء الحركي، ورفع مقدار الجهد العصبي اللازم للطاقة العصبية، وتحويل الطاقة العصبية إلى طاقة حركية وانفعال وما يلزمه من متغيرات ترتبط بالجهاز التنفسي والدوري، وضبط القدرة المناسبة واللازمة للأداء الحركي من حيث القوة والسرعة وتوجيه التعاون بين العضلات العاملة، والعضلات المساعدة والمضادة بما يلزم لدقة الأداء من انقباض وارتخاء.
ومراجعة تصورية للحركة، كما أن ارتباط التدريب بالجهاز العصبي عملت على إدراك المدرب لقيمة جوانب عديدة، والتي يجب عليه أن يضعها في عين الاعتبار عند العمل على وضع البرنامج التدريبي، حيث يترتب أن تناسب طاقة الجهاز العصبي للاعب مع نوع الفعالية التي يمارسها اللاعب، والعمل على وضع المثيرات اللازمة في التمرين من أجل ضبط المقدار اللازم للإنجاز المطلوب تحقيقه.