يجب على اللاعب العمل على ممارسة الأنشطة الرياضية ضمن الخطوات الصحيحة والفنية، وذلك من أجل أن يكون أداؤه مرتفع في المنافساتوالتدريب.
المبادئ البيولوجية لتنمية التكيف تجاه الأحمال التدريبية
1. مبدأ ما فوق الحمل
إن التعبير عن التغيرات التكيفية في الجسم يمكن بلوغها في تلك الحالة فقط في حال كانت الأحمال البدنية المستعملة في عملية التدريب كافية لإرهاق الأجهزة الوظيفية، وتؤدي في الوقت نفسه لتحفيز تطورها، كما أن مضاعفة كثافة التوظيف في المنظومات أو الأجهزة القيادية تشكل خلال تنفيذ الحمل محفزاً لتقوية الحوامض، والتي تشكل هذه الأجهزة والمنظومات وتؤدي إلى تطوير التراكيب الضرورية وإعادة التشكيل الوظيفي للجسم.
كما أن قيمة الأحمال البدنية التي تسبب التكيف لا تبقى ثابتة، وهي تتزايد بصورة ملحوظة أثناء التدريب، ولذلك من أجل تأثير المحفز الضروري لتحسين كفاءة الأداء بصورة مستمرة، فإن قيمة الأحمال المقبولة يجب أن تتزايد تدريجياً مع زيادة التدريب الرياضي.
2. المبدأ التخصصي
يؤكد هذا المبدأ على التغيرات التكيفية التي تحدث تحت تأثير التدريب بوضوح أكثر، ويمكن ملاحظتها في تلك الأعضاء والأنظمة الوظيفية، والتي يقع عليها العبء الأساسي في الأحمال البدنية، وتبعاً لطبيعة وقيمة الأحمال المختارة ستتكون في الجسم منظومة، وستكون مضاعفة الشدة الوظيفية فيها مسؤولة عن نمو التكيف، ولقد حظت هذه المنظومة الأكثر حمولة بأرجحية معينة في تأمين الطاقة نتيجة الأعضاء والمنظومات الأخرى التي لا ترتبط مباسرة بتنفيذ هذه الأحمال.
وفي عملية التدريب يكون التكيف نتيجة أحمال محددة قادراً في لحظة زمنية محددة أن يسبب استهلاك الاحتياطي الوظيفي للمنظومة السائدة، ويضعف وظائف أنظمة أخرى في تلك التي لا ترتبط مباشرة برد الفعل اتجاه الأحمال، وتعرف هذه الحالة بإعادة التدريب وعليه فمن الضروري إضافة إلى تأثير التدريب المنتخب على الوظيفية القيادية، تأمين تغير منتظم في الاتجاه؛ من أجل الوصول إلى تكيف مؤثر وشامل في الجسم نتيجة جميع العوامل التي تظهر تأثيراتها في ظروف هذا النوع من الرياضة.
كما أن التغيرات التكيفية في الجسم التي تسببها العملية التدريبية هي تغيرات عابرة، فبعد أن يتوقف تأثير الحمل عند الراحة، فإن التغيرات الوظيفية الإيجابية في الوظائف أو التغيرات التركيبية الإيجابية التي تحدث أثناء التدريب في المنظومة السائدة تتناقص تدريجياً؛ حتى تختفي بالمرة ويظهر هذه المبدأ أكثر وضوحاً في التأثير التدريب المتأخر، الذي يلاحظ بعد انتهاء تأثير الأحمال التدريبية، فمثلاً أن التغير الذي يحدث بموجب هذا المبدأ في مجال تبادل الطاقة سيعود بصورة سريعة إلى المستوى الأولي.
بل وحتى يتجاوزه في لحظة زمنية معينة (مرحلة ما فوق التعويض) وبانتهاء مرحلة فوق التعويض تبدأ مؤشرات تبادل الطاقة، بعد أن تعاني من التذبذب إلى الحالة الطبيعية تدريجياً، وفي ضوء هذه الحقائق لعمليات الاستعادة يعتبر تطوير التكيف في عملية التدريب يشترط أن تكون الأحمال المكررة في مرحلة ما فوق التعويض.
وتنخفض كفاءة الأداء العالية التي بلوغها خلال فترة التدريب الطويلة بعد توقف التدريب أو تقليص الشدة، وتنعكس في مبدأ التفاعل الإيجابي في تلك الحالة التي يكون فيها المؤثر الذي يحدث بعد تكرار الأحمال لعدة مرات، وتبدي كل أحمال متعاقبة محدداً في المؤثر التكيفي للأحمال السابقة، ويمكن أن تغير شكله أيضاً وإذا قادت نتيجة هذا الجمع للمؤشرات التدريبية الناجحة عن تعاقب الأحمال المنفذة إلى تعزيز التغيرات التكيفية في الجسم، وسيكون هناك مجال للتفاعل الإيجابي.
وفي حال انخفضت كل الأحمال اللاحقة للمؤثر الناتج عن الحالة السابقة، فإن التفاعل سيؤخذ على أنه سالب وإذا لم تؤثر الأحمال اللاحقة بطريقة ملحوظة في العامل التدريبي الناتج عن الحالة السابقة فعندئذ سيكون التعامل حيادياً، ويمكن لكفاءة التكيف خلال فترة طويلة من التدريب أن تكون قد تم بلوغها فقط عند التعامل الموجب بين الأحمال الانفرادية، ويمكن أن تظهر بعض عوامل التدريب غير التخصصية تأثيراً في المؤثر التدريبي للأحمال البدنية.
ومنها التغذية ووسائل التطيب الطبيعية واستعمال العقاقير المختلفة وعوامل المناخ الحيوي، وإن العمل على استعمال عوامل إضافية بقصد تعزيز التكيف نتيجة الأحمال البدنية يمكن أن ناجحاً فقط في تلك الحالة التي تتعامل فيها المؤثرات التخصصية لهذه العوامل تعاملاً إيجابياً مع الحمولات التدريبية المؤثرة.
3. مبدأ التكيف التتابعي
من عوامل الاختلاف الزمني للتغيرات البيولوجية في الجسم التي تنشأ خلال التدريب، والتي درست بصورة جيدة فخلال المؤثر التدريبي السريع وبعد تأثير واحد للأحمال البدنية يتم العثور على التغيرات التكيفية ضمن مجال تبادل الطاقة قبل كل شيء من جانب المنظومة اللاهوائية، ومن ثم تحلل السكر اللاهوائي وفي مرحلة الاستعادة التي تعقب نهاية تأثير الأحمال البدنية يتم بلوغ مرحلة فوق التعويض، ووجود فوسفات الكرياتين في العضلات بسرعة.
كما أن أول شيء يتغير في عملية التكيف طويل الأمد هو مؤشر قدرة عمليات الطاقة ويعقب ذلك الحجم في حين يأتي تغير مؤشر فاعلية الطاقة بالمرتبة الأخيرة.
4. المبدأ الدوري
إن التغيرات التكيفية في الجسم يحمل أثناء التدريب طبيعة طوريه، وأما هذا التذبذب في سرعة نمو التكيف من جانب الوظائف القيادية فيمتلك طولاً موجهاً وسعة موجهة مختلفين، ولكي يتكون المؤثر المطلوب لتطوير التكيف ينبغي أن تكون المؤثرات التدريبية أو الوحدات التدريبية قد جمعت وفق قواعد محددة، وتمثل نهاية معينة لدورة التأثير على الوظيفة القيادية، ومن أجل التكيف الشامل نتيجة هذه الدورة من التأثيرات التدريبية ينبغي إعادته لعدد من المرات خلال مرحلة معينة من التدريب.
ويجري خلاله إيجاد حل لمسألة محددة في إعداد الرياضيين ومن هذه الدورات التدريبية، والتي تستبدل بالتتابع إحداهما الأخرى ومن مرحلة لأخرى تبعاً لضوابط تنمية التكيف، كما أن الأحمال البدنية غير الكبيرة بقيمتها والتي لا يمكن بلوغ عتبة قيمة المؤثر، أي بما يكفي لتحفيز التغيرات التكيفية في الجسم غير قادرة على تحفيز نمو الوظيفية التدريبية.
ولذلك فإن مثل هذه الأحمال تنتمي عادة إلى صنف غير مؤثر ولكي يعم تأمين زيادة الحمل التدريبي تحت تأثير أحمال محددة، فإن قيمته ينبغي أن تتجاوز قيمة العتبة وهذا الشيء يعرف بمصطلح فوق الحمل، وهو لا يعني أحمالاً بدنية كبيرة للغاية وإنما يشير فقط إلى ظهور مؤثر تدريبي واضح، وأن الوظيفة التدريبية ينبغي أن تكون محملة بأحمال بدنية تتجاوز بقيمتها القيمة المحددة.
كما أن وجود العتبة للأحمال وكذلك ظاهرة فوق الحمل نفسها يعود إلى تلك الحقيقة التي مفادها يشير إلى أن تنمية التغيرات التكيفية في الجسم، يجب أن تكون تحت تأثير جديد وقوي لحد ما، ويمكن تأمين ذلك بمساعدة منظومتين وظيفتين مختلفتين:
- منظومة تبادل الطاقة داخل الخلية وما يرتبط بها من حمل تدريبي التي تستجيب بصورة خاصة على النوع المعين والذي يتناسب طردياً مع القوة.
- منظومة التي يتم تنظيمها بصورة لا تخصصية كرد على مؤثرات مختلفة وتشارك في العمل في تلك الحالة فقط، عندما تكون قوة المؤثرات قد تجاوزت مستوى عتبة معينة، وقد اتخذت هذه الاستجابة غير المتخصصة لمؤثر قوي يسمى بالإجهاد المتلازم، وأما المؤثر الذي سبب هذه الاستجابة هي عوامل الإجهاد، ويمكن أن يقوم بدور الإجهاد في العملية التدريبية ليس فقط الأحمال البدنية، وإنما فقط عوامل أخرى متنوعة منها المناخ الحيوي والحالة النفسية والاجتماعية.
كما أن ظهور التكيف التلازمي الشامل كرد للأحمال البدنية التي تستعمل في التدريب يقود إلى تحفيز مراكز مهمة، وعندما تتوسع قيمة الأحمال المستعملة في قيمة العتبة فإن أي تغير في مجال واسع سيصاحبه زيادة طردية في الوظيفة التدريبية وهذا هو مجال الأحمال الفعالة، ولكن إمكانية التزايد المستمر للوظيفة التدريبية مع مضاعفة الحجم الشامل للحمولة المنفذة لا يمكن أن تكون بلا حدود، وفي حالة توجد غابة ذاتية للتكيف بالنسبة لهذه الوظيفة أو العضو.
ومع الاقتراب من هذه الغاية فإن وتيرة زيادة الوظيفة التدريبية تتباطأ تدريجياً وعند قيمة معينة للأحمال التدريبية (الأحمال القصوى)، ستصبح مساوية صفراً وإذا تجاوزت الأحمال المستوى الأقصى سينشأ تفاعل تناقصي بزيادة قوة المؤثر تنخفض استجابة الجسم وتتسم هذه الصورة بقطع التكيف (تنمية ما فوق التدريب)، وتستعمل الحمولة القصوى في المنافسات وفي التدريب للفحص ولكن لا ينبغي استعمالها باستمرار؛ وذلك لأنها ستعود بسرعة إلى إكمال المنظومة المسؤولة عن التكيف.
كما أن التحميل الذاتي للأحمال القصوى يتحدد بدرجة كبيرة في ضوء الاحتياطي التكيف لمنظومة التلازم السائدة، كما أن الرياضيين المدربين بصورة عالية يتميزون باستجاباتهم الأكثر كفاءة من جانب المنظومة السائدة، ولكن سيكون عندهم تركيز عالي لحامض اللبنيك في الدم.