فن قتال النينجا:
مقاتل النينجا كان عميل سري أو مرتزقة في اليابان الإقطاعية، حيث يختص في الأساليب القتالية غير تقليدية. وكانت مهمّات النينجا تشمل التنصت، الضرر والأذى، التسلل، الاغتيالات والقتال المفتوح في مواقف معينة. وكانت أساليبهم السرية في إقامة الحرب تختلف مع الساموراي، الذين يلتزمون بطريقة واضحة وبقوانين صارمة للشرف والقتال. والشينوبي هم جماعة مُدرَّبة تدريب خاص على التنصت والقتال، حيث بدأت في فترة “سنگوكو” أو “الدول المتحاربة”، في القرن الخامس عشر، غير أن تلك الجماعات قد ظهرت في القرن الرابع عشر، وربما في القرن الثاني عشر في فترة هيان أو كاماكورا المبكرة.
ومن أحد الفنون اليابانية وهو “نينجوتسو”، ويعني فن التسلل أو التنصت. وقد نشأت النينجوتسو من الطقوس الجبلية المخفية في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي. وفي ذلك الوقت كان النينجا من المبرزين في جميع أشكال القتال المسلح وغير المسلح، بما في ذلك استخدام وسائل التنكر والقنابل والمواد السامة، حيث تابعوا حُكّام اليابان ممارسة النينجوتسو في القرن 17 م، إلا أن النينجا قاموا بها سرّاً وحافظوا على طرقها. وقد حازت النينجوتسو على أهمية في منتصف الثمانيات، وقد تمارس النينجا فنهم ليس بهدف التنصت، لكن بوصفه فن تقليدي يمتاز بفلسفة لا تدعو إلى العنف.
والعراكات التي كانت بين قبائل الدايمو على أماكن صغيرة، حيثُ بدأت حرب العصابات والاغتيالات كسبب ثمين للهجوم الأمامي. ومنذ بوشيدو، الساموراي منعوا هذه الأساليب واعتبروها أعمال غير مشرّفة، فلم يتوقع “الدايموي” أن ينجز مهامه المطلوبة اعتماداً على قوته الخاصة، لذلك كان عليه أن يطلب الدعم من النينجا لأداء بعض المهمات لبعض الدول، مثل التنصّت، الخطف والتسلل لمعاقل الأعداء.
وأن بعضاً من عشائر “الدايموي” قد كانوا من النينجا، حيثُ كان يعتقد أنهم صيادي نينجا؛ وذلك لإبعاد الشك في انتمائهم بأساليب وتدريب النينجا “غير المشرّفة”، حيثُ صنف النينجا كقتلة وأنّ الكثير من كانوا محاربين متميزين. وفي كتاب هايس “الفنون السرية للنينجا”، “هاتوري هانزو” يُعدّ من أكثر مقاتلي النينجا تميزاً، حيثُ وجد صورة له في درع شبيه للدرع المستخدم لمقاتلي الساموراي، وقد ذكر “هايس” بأنّ هؤلاء المحاربين هم الذين سجّلوا تاريخ النينجا والذين كان لهم مراكز عالية في الدكتاتوريات العسكرية، كما أن المطلع على التاريخ يجب أن يفهم بأنّ تاريخ النينجا قد سُجّل من قِبل ملاحظين كتبوا عن نشاطاتهم من الخارج.
