المصارعة هي فن من فنون من الفنون القتالية التي عرفها الإنسان على شكل ضربات عفوية، ثم تطوَّرت لتصبح فن يعتمد على القوة والقدرة، حيثُ مارسها القدامى بشكل منافسات بين السكان أدتها الحضارات القديمة، حيثُ استخدمتها في تأسيس برنامج التدريبات العسكرية. والمصارعة وهي رياضة تحكمها القواعد والقوانين وتُعَدّ غير ثابتة ولكنها قانون متغيّر وفيه تعديل مستمر، وذلك التعديل نتيجة لزيادة شعبية اللعبة ولزيادة الإثارة والمتعة بها وجعلها أكثر ديناميكية.
تاريخ المصارعة عند الرومان والعصور الوسطى:
المصارعة في عصر الرومان:
فقد ظهرت المصارعة في روما في الربع الأخير من القرن 2 ق.م، واهتم الرومانيون اهتمام كبير بها وجعلوها ضمن برامج تدريب الناشئين، وكان الدافع إلى هذا الاهتمام ما تتميز به المصارعة من أهمية كبيرة في إعداد المصارع للقتال والدفاع عن نفسه وعن بلده؛ بحيث تأخذ المصارعة الشكل الذي يتلاءم مع مبادئ الدولة وأساليبها العليا، لذلك نجد أن أساليب الرومانيون في المصارعة مختلفة عن المصارعة الإغريقية، بينما كان الإغريق ينظرون إلى المصارعة كفن يجب أن يبتعد عن القسوة، وأن الرومانيين قد مارسوا اللعبة باستخدام الأسلحة أو حمل الخصم إلى أعلى ثم طرحه على الأرض بقصد القضاء عليه.
وكل هذا أدى إلى تغير الإمكانيات المستخدمة، فقاموا بتبديل الحلقات بأقفاص حديدية يكون بداخلها المصارعين ولا يخرجوا منه إلا بموت أحداهما؛ حيث كانت تستعمل السيوف والدروع والسلاسل الحديدية وغيرها، كما كانوا يستخدموا في هذه الحلقات الدموية بعض الحيوانات الشرسة وكان الملوك والأمراء يشاهدون هذه الحلقات.
المصارعة في العصور الوسطى:
أتت هذه العصور بالتغيرات الطبقية الواضحة، حيث بقيت المصارعة على طبقة النبلاء والأمراء والحُكّام، فكان من ضمن إعداد الحكام والأمراء ممارسة المصارعة، حيث اهتموا بها اهتمام كبيراً، حيث تمت أول بطولة في انجلترا عام 1681م وأقيمت على بساط مصارعة يحتوي على القماش المحشو بالقش وهكذا في باقي دول أوروبا.
وفي العصور الوسطى بدأ الاهتمام بالمصارعة، وكانت المصارعة تستخدم فقط في الاحتفالات والعروض، وعند قيام الثورة الفرنسية سنة 1789 ميلادية كان يجب الاهتمام باللياقة البدنية وتعليمها للأطفال؛ حتى يكونوا الأطفال قويين وينضموا إلى تدريبات العسكرية لكي يكونوا محاربين وفي سنة 1848 ميلادية. وأنشئت أول تدريب للمصارعة المبدعين وطاف بها فريق فرنسا كل دول العالم.