المصارعة هي فن من فنون من الفنون القتالية التي عرفها الإنسان على شكل ضربات عفوية، ثم تطوَرت لتصبح فن يعتمد على القوة والقدرة، حيثُ مارسها القدامى بشكل منافسات بين السكان أدتها الحضارات القديمة، حيثُ استخدمتها في تأسيس برنامج التدريبات العسكرية. والمصارعة وهي رياضة تحكمها القواعد والقوانين وتُعَدّ غير ثابتة ولكنها قانون متغيّر وفيه تعديل مستمر، وذلك التعديل نتيجة لزيادة شعبية اللعبة ولزيادة الإثارة والمتعة بها وجعلها أكثر ديناميكية.
تاريخ المصارعة عن الإغريق:
في عصر الإغريق حظيت رياضة المصارعة أهمية كبيرة من الإغريق، حتى أصبحت هذه الرياضة من الرياضات الأساسية في المسابقة الخماسية، وكان يُسمح للنساء بأداء المصارعة وكانت تؤدى وهم عراة، حيث تبيّن ذلك عن طريق التماثيل الخاصة بهم، وكانت تمارس في البلاستر والجمنازيوم؛ حيث تتطورت المصارعة في هذا العصر حتى تم وضع لها القواعد والقوانين التي تلزم المتصارع، حيث كانوا لهم مبادئهم الخاصة بهم فكانت فلسفتهم الرياضية هي جمال الحركة وتمام الجسم ورشاقته، ووضح ذلك مهماً في أن أفلاطون سمح بممارسة المصارعة في جمهوريته الشهيرة.
وكان الإغريق يؤدون المصارعة في حلقات الملاكمة الحالية وكانوا يبينون أكبر جزء من الجسد؛ لأنهم كانوا يسعون على جمال الجسم ورشاقته. وقام الإغريقيون بنقل المصارعة عن الفراعنة، بدليل أن المسكات والحركات المتنوعة للمصارعة في زمن الإغريق تشبه إلى حد كبير تلك الصور والرسوم المنقوشة على مقابر بني حسن. وقد تعلّق الإغريق بهذه الرياضة حتى أصبحت المصارعة الرياضة الرئيسية في المسابقة الخماسية التي كانت بداية الألعاب الأولمبية.
وكان يسمح للنساء بتأديتها، وفي بعض المناطق كانت النساء تتنافس مع الرجال، كما ذكر الشعراء اليونان عام 776 ق.م، كثيراً قصة الصراع بين زيوس وكرونوس للسيطرة على الموقف من فوق القمم، وإن المهرجانات والاحتفالات الدينية التي أنشئت فيما بعد في الوادي كانت تعظيماً لذكرى انتصار زيوس، وفيما بعد عندما كان أي مصارع يفوز يعود لتدريب زيوس.
وفي عام 900 ق.م وضع ثيزوس (Theseus) حفيذ آجوس (Aegeus) ملك أثينا قوانين المصارعة اليونانية، ونسَّق طريقة التدريب بدقة فبرزت مدارسها ومؤلفاتها. وزاد الاهتمام بها خاصة عندما أدخلت داخل برنامج الأولمبياد الإغريقي عام 704ق.م، لذا فإن الكثير ينسب المصارعة إلى الإغريق؛ بسبب مساعدات البطل الأسطوري ثيزوس.