تغيرات استهلاك الطاقة بسبب التدريب المجهد في المجال الرياضي

اقرأ في هذا المقال


عند ممارسة أي مهارة من المهارات الرياضية فإن الرياضي يحتاج إلى طاقة؛ وذلك لكي يستطيع إكمال نشاطه اليومي في التدريب.

تغيرات استهلاك الطاقة التي تحصل بسبب التدريب المجهد في المجال الرياضي

إن تغيرات استهلاك الطاقة التي تظهر عند الاستمرار في التدريب لحد التعب، تختلف مبدئياً عن التغيرات التي تحدث في بداية ممارسة النشاط البدني، فالرجوع إلى الحالة البيو كيميائية الأصلية للأعضاء بعد إيقاف التدريب يجري وفق تتابع يعاكس تتابع التطورات البيو كيميائية التي حصلت عند التدريب، وأما في حالات التدريب المجهد فتحصل حالة اختلال للتعاقبات السابقة.

كما تظهر في حالة التدريب المجهد أولاً حالة تشويش الأكسدة ويتبعها انخفاض في شدة تحلل الجليكوجين، كما أنه في حال استمر التدريب بهذا الاتجاه فسيحصل انخفاض لكمية الجليكوجين في العضلة، كما أن تأثير عمليات الأكسدة سيقود حتماً إلى تشويه لكيميائية الفعاليات العضلية، كما أن إعادة بناء ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine triphosphate) ستصبح هي الأخرى رديئة، كما ستزداد كمية الأمونيا في العضلة وأما استهلاك مصادر الطاقة فسيكون أقل اقتصادياً بسبب تشويش عمليات الأكسدة، ويصاحب كل ذلك نقص واضح في وزن الجسم.

كما أن هذه الحاجة تزداد كثيراً عند عمليات التدريب المجهد وتتناقص كميتها في الدم بصورة كبيرة، كما أن أكبر وأسرع تأثير لهذه التأثيرات يظهر في تدريبات التحمل، ويؤكد أن أول عملية بيو كيميائية تسود نتيجة للتدريب المجهد هي عملية الأكسدة، وبالتالي ضعف أو تقليل تأثير عمليات الهدم التأكسدية، كما أن لذلك الشيء تأثير سيء على النظام العصبي المركزي.

التمثيل الغذائي لطاقة العضلات والهيكل العظمي أثناء التمرين

يعتبر الإمداد المستمر بالطاقة للعمليات الخلوية الأساسية التي تدعم تقلص العضلات الهيكلية أثناء التمرين ضروريًا للأداء الرياضي في الأحداث التي تستمر من ثواني إلى عدة ساعات، ونظرًا لأن مخزون العضلات من (ATP) صغير يجب تنشيط المسارات الأيضية للحفاظ على المعدلات المطلوبة لإعادة تخليق (ATP) تشتمل هذه المسارات على الفسفوكرياتين (Phosphocreatine) وانهيار الجليكوجين في العضلات.

وبالتالي تمكين الفسفرة على مستوى الركيزة اللاهوائية والفسفرة المؤكسدة باستخدام مكافئات مختزلة من استقلاب الكربوهيدرات والدهون الهوائية يتم تحديد المساهمة النسبية لهذه المسارات الأيضية في المقام الأول من خلال كثافة ومدة التمرين، وبالنسبة لمعظم الأحداث في الألعاب الأولمبية، فإن الكربوهيدرات هي الوقود الأساسي لعملية التمثيل الغذائي اللاهوائي والهوائي.

ويتم تحديد المساهمة النسبية لمسارات توليد (ATP) لإمداد الطاقة أثناء التمرين بشكل أساسي من خلال كثافة التمرين ومدته، وتشمل العوامل الأخرى التي تؤثر على التمثيل الغذائي للتمارين الرياضية حالة التدريب والنظام الغذائي السابق والجنس والعمر والظروف البيئية، وبشكل عام فإن الرياضيون المدربون تدريباً جيدًا ويتبعون نظامًا غذائيًا جيدًا ويميلون إلى أن يكونوا أصغر سناً وأن يكونوا متكيفين جيدًا مع الظروف البيئية التي يتدربون فيها.

كما أنه أثناء الجهود المكثفة التي تستغرق ثواني مثل الرميات والقفزات أو سباقات السرعة من 100 إلى 400 متر، أو أثناء أنشطة الألعاب المتقطعة والرياضات الميدانية، ويُشتق معظم (ATP) من تحلل  والجليكوجين إلى اللاكتيك، تظهر القياسات المباشرة للجليكوجين العضلي قبل وأثناء وبعد نوبات التمرين هذه انخفاضًا كبيرًا في مستويات هذه الركائز، ويكون النقص بشكل عام أكبر في النوع الثاني من ألياف العضلات من النوع الأول، ويتم الحفاظ على تركيز (ATP) العضلي جيدًا بشكل معقول، على الرغم من أنه قد ينخفض ​​بنسبة 20% أثناء التمرينات الشديدة جداً.

كما تؤدي الزيادات الكبيرة في استخدام (ATP) وتحلل السكر بالإضافة إلى تدفقات الأيونات القوية أثناء هذا التمرين إلى ظهور التعب بشكل مبكر على الرياضي، وبعد أن تمتد مدة التمرين إلى ما يقارب من دقيقة واحدة، فإن الفسفرة المؤكسدة هي المسار الرئيسي لتوليد (ATP) والجليكوجين العضلي يعتبر المزود الوقود المهيمن، على الرغم من أنها أقل دراسة نسبيًا إلا أن تمرين المقاومة كما يظهر أثناء أحداث الرفع، يرتبط أيضًا باضطرابات التمثيل الغذائي الكبيرة في تقلص العضلات الهيكلية.

على الرغم من تنشيط المسارات المؤكسدة في العضلات والهيكل العظمي أثناء التمرين، فإن معدلات تحلل السكر المتسارعة تؤدي إلى إنتاج اللاكتيك، والتي تتراكم في العضلات والدم لا سيما عند شدة التمرين، على الرغم من أن اللاكتيك كانت تعتبر منتجًا للنفايات الأيضية إلا أنها تعد ركيزة مهمة لعملية التمثيل الغذائي المؤكسد وتكوين السكر وتكوين الجلوكوز العضلي.

وضع التمرين واستهلاك الطاقة

على الرغم من أن تمارين المقاومة لا تحرق بالضرورة عددًا كبيرًا من السعرات الحرارية، إلا أنها يمكن أن توفر فوائد صحية ولياقة بدنية كبيرة، ولا يؤدي تمرين المقاومة فقط إلى زيادة كتلة الرياضي النحيف (أي العضلات) التي تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون حتى أثناء الراحة، بل يمكن أن يكون للانخراط في تدريب المقاومة المنتظم آثار إيجابية على عناصر مثل الكوليسترول واستقلاب الجلوكوز وكثافة العظام.

وبشكل أساسي يمكن أن يحسن التدريب الدائري من قدرة العضلات على التحمل بالإضافة إلى توفير مكاسب متواضعة في القدرة الهوائية، نظرًا لأنه تمرين منخفض إلى متوسط ​​الشدة بشكل عام يستمر لمدة ساعة أو أكثر، فإن تدريب الدائرة هو في الأساس نشاط هوائي، كما أن التمارين الهوائية تعرف على أنها طريقة رائعة لحرق الكثير من الدهون، على سبيل المثال في حوالي 25 بالمائة من السعة الهوائية (أي تمرين منخفض الكثافة)، تعتبر الدهون المصدر الأساسي للوقود، ولكن لا يحرق اللاعب عددًا كبيرًا من السعرات الحرارية.

ففي حال كان هدف اللاعب هو إنقاص الوزن، فإن الاعتبار الرئيسي هو صافي العجز في السعرات الحرارية وليس مصدر السعرات الحراري، ومع زيادة شدة التمرين يزداد أيضًا عدد السعرات الحرارية المحروقة، ولذلك في حين أنه من الصحيح أن الدهون تساهم بنسبة أكبر من إجمالي الطاقة أثناء التمرين الأقل كثافة، إلا أنه في التمرينات عالية الكثافة قد تكون الكمية الإجمالية للدهون المستخدمة أكبر للتمرين الذي يتم إجراؤه لفترة زمنية مكافئة.

كيف يؤثر استعمال الطاقة على التمارين الرياضية

إذا لم يكن لدى اللاعب هدف محدد في الاعتبار ولكنه يرغب ببساطة في تحسين صحته العامة، فإنه يترتب على المدرب أن يوصي بنشاط بدني معتدل الشدة يتم إجراؤه لفترة تقدر من 20 إلى 30 دقيقة على الأكثر، باستثناء الوقت الذي يقضيه في الإحماء والتبريد من 3 إلى 5 مرات في الأسبوع، ومن ناحية أخرى إذا كان اللاعب يتدرب على نوع من الأحداث التنافسية فيترتب عليه أن يتأكد من أن برامج التدريب الخاصة فيه تركز على نوع النشاط الخاص بالرياضة التي يمارسها.


شارك المقالة: