ديناميكية الحالة الفسيولوجية للجسم عند أداء النشاط الرياضي

اقرأ في هذا المقال


عند أداء التمرين التدريبي أو تمرين المنافسات يحدث تغيراً كبيراً في حالة الرياضي الوظيفية، حيث أن هذه التغيرات تعمل على التأثير على اللاعب من كافة النواحي.

ديناميكية الحالة الفسيولوجية للجسم عند أداء النشاط الرياضي

1. الحالة قبل الانطلاق

تتصف الحالة ما قبل الانطلاق بالتغيرات الوظيفية التي تسبق بدء العمل لأداء التمرين، وفي فترة العمل يتم تمييز التغيرات الوظيفية السريعة في بداية هذه الفترة، أي حالة الإعداد والحالة التي تليها وغير المتغيرة نسبياً والمتغيرة ببطء للوظائف الفسيولوجية الأساسية، ويسمى ذلك بالحالة الثابتة وأثناء أداء التمرين يتنامى التعب الذي يظهر في انخفاض كفاءة الأداء، أي استحالة الاستمرار بالتمرين بالمستوى أو بالشدة المطلوبة أو ربما برفض كامل الاستمرارية.

كما أن استعادة الوظيفة لحد المستوى الابتدائي ومستوى قبل العمل، هي مؤشر لوصف حالة الجسم طيلة الفترة المحدودة بعد وقف التمرين، وتتصف كل واحد من الفترات المشار إليها في في حالة الجسم بديناميكية فسيولوجية خاصة لوظائف الأنظمة والأعضاء المختلفة، ولذلك الجسم بأكمله وأن وجود هذه الفترات وخصوصيتها تتحد وقبل كل شيء بصفة وشدة واستمرارية التمرين المنجز وبظروف أدائه وكذلك بدرجة التدريب الرياضي.

يحدث تغير في الوظيفة قبل الانطلاق في فترة محدودة لعدة دقائق أو ساعات أو حتى أيام، إذا كان اللاعب يجري سباق مهم وكذلك قبل البدء بالعمل العضلي، وفي بعض الأحيان يتم على حدة إفراز حالات الانطلاق المميزة الذي تكون التغيرات الوظيفية كبيرة بصورة خاصة، فهي تنتقل مباشرة إلى مرحلة التغير السريع الوظيفي في بداية العمل (فترة الإعداد)، وتحدث في حالة ما قبل الانطلاق أنواع مختلفة من إعادة البناء في أنظمة الجسم الوظيفية المختلفة.

وتتشابه غالبية إعادة البناء هذه مع تلك التي تحدث أثناء العمل، يتكيف التنفس ويتعمق أي يتنامى النفس الرئوي ويصبح التبادل الغازي أقوى، كما يتكيف القلب ويرتفع الضغط الشرياني ويتضاعف تركيز الحامض اللبني في العضلات وفي الدم ترتفع درجة الحرارة، وبهذه الصورة ينتقل الجسم إلى صورة مستوى العمل، وتبدأ في النشاط ويساعد ذلك عادة في الأداء الناجح للعمل، وتظهر التغيرات قبل الانطلاق كردود هرمونية وعصبية انعكاسية مشروطة كل حسب طبيعتها.

وتلعب الردود الانفعالية دوراً مهماً؛ ولذلك يلاحظ حدوث تغيرات حادة في حالة الجسم الوظيفية قبل المسابقات الرياضية، وإضافة لذلك تكون هناك درجة من العلاقة المستقيمة بين صفة التغيرات قبل الانطلاق، وأهمية السباق بالنسبة للرياضي، كما أن استهلاك الأكسجين والتبادل الرئيسي للتنفس الرئوي قبل الانطلاق يمكن أن يزيد بمقدار 2_ 2.5 مرة عن مستوى السكون الهادئ، ويمكن أن يبلغ تردد التقلصات القلبية عند الانطلاق 160 ضربة عند الرياضي الذي يمارس رياضة التزلج على الجليد.

كما أن مستوى التغيرات وصفتها قبل الانطلاق كثيراً ما يتوافق مع خصوصيات تلك التغيرات قبل الانطلاق كثيراً ما يتوافق مع خصوصيات تلك التغيرات الوظيفية، التي تحدث خلال فترة أداء التمرين نفسه كلما كانت مسافة السباق أقصر، أي أن قيمة تردد التقلصات القلبية تصبح أثناء أداء التمرين أكبر واستعداداً للركض يزداد الحجم الانقباضي في المسافة المتوسطة أكثر مما هي عليه قبل ركض المسافات الطويلة، وبهذه الطريقة تكون تغيرات الوظائف الفسيولوجية قبل الانطلاق متخصصة بشكل كافي، ولو أنها معبرة بشكل كمي أضعف بكثير من التي تحدث أثناء العمل.

وتستطيع خصائص الحالة قبل الانطلاق تجديد كفاءة الأداء الرياضية، إلا أنه يكون للتغيرات قبل الانطلاق تأثير إيجابي على النتيجة الرياضية في كل الأحوال وبناءً على ذلك يتم إفراز أشكال لحالة ما قبل الانطلاق، وهي حالة الاستعداد وتمكن في ظهور الاستشارة الانفعالية المتوسطة الذي يساعد على رفع النتيجة الرياضية، وحالة ما يسمى بحمى الانطلاق وتشمل الاستشارة الظاهرة بحدة والذي يتم تحت تأثير الارتفاع والانخفاض في كفاءة الأداء الرياضي عملية ممكنة.

2. حالة الجسم عند الإحماء

وهو أداء التمارين التي تسبق الاستعراض في المسابقات أو عند تنفيذ الجزء الأساسي من الوحدة التدريبية، ويساعد الإحماء في الاستعداد الأمثل لحالة ما قبل الانطلاق، ويسرع عمليات الإعداد ويضاعف كفاءة الأداء، كما أن آليات تأثير عملية الإحماء الإيجابي تتضح في النشاط التنافسي أو التدريبي المقبل متعدد الأوجه:

  • إن الإجماء يضاعف استشارة المراكز الحسية والحركية، وللمراكز العصبية والوظيفية ويقوي نشاط الغدد الصماء؛ مما يخلق شروطاً معينة لتعجيل عمليات السيطرة المثلى للوظيفة أثناء أداء التمارين اللاحقة.
  • إن الإحماء يقوي نشاط جميع حلقات نظام النقل للأكسجين (التنفس والدورة الدموية) ويتضاعف التنفس الرئوي، كما تزداد سرعة انتشار الأكسجين من الحويصلة إلى الدم، ويزداد تردد التقلصات القلبية ويتضاعف الطرح القلبي والضغط الشرياني، وتتوسع شبكة الشعيرات في الرئتين والقلب والعضلات الهيكلية، ويعدو ذلك كله إلى تقوية تزويد الأنسجة بالأكسجين وتخفيض العجز الأكسجيني في فترة الإعداد التي تمنع قدوم حالة التدريب المثالية.
  • يقوي الإحماء تدفق الدم الجلدي ويخفض حدود بداية إفراز العرق، ولذلك فهي تظهر التأثير الإيجابي في تنظيم الحرارة وبذلك تخفف انتقال الحرارة، وتمنع الزيادة الكبيرة في فرط حرارة الجسم أثناء أداء التمرين اللاحق.
  • ترتبط كثير من مؤشرات الإحماء الإيجابية بزيادة درجة حرارة الجسم وخاصة العضلات العاملة.

كما أن الإحماء يساعد على خفض لزوجة العضلات ورفع تقلصها واسترخائها، كما تتضاعف سرعة تقلص العضلات نتيجة الإحماء بنسبة 20% تقريباً عند ارتفاع درجة حرارة الجسم بمقدار درجتين، وعندما تتضاعف سرعة نقل العمليات العصبية عبر الألياف العصبية وتقل لزوجة الدم، وفيما عدا ذلك تتضاعف سرعة العمليات الاستراتيجية وبزيادة درجة حرارة الدم يتغير منحنى تفكك الهيموجلوبين المؤكسد؛ مما يقلل من تموين العضلات بالأكسجين.

إضافة إلى ذلك لا يمكن تفسير تأثيرات الإحماء بارتفاع درجة حرارة الجسم فقط؛ وذلك لأن عملية الإحماء السلبي لا تعطي مثل هذا الارتفاع في كفاءة الأداء كما هو الحالة في عملية الإحماء الفعال، ويمكن أن يتكون الإحماء العام من مختلف أنواع التمارين التي تهدف للمساعدة في رفع درجة حرارة الجسم، وتهيج المنظومة العصبية المركزية وتقوية وظائف نظام نقل الأكسجين وفي التمثيل الغذائي في العضلات وفي الأنسجة الأخرى.

ويجب أن يكون الإحماء الخاص الأقرب قدر المستطاع من النشاط الجاري حسب صفته، وينبغي أن تساهم في النشاط منظومات الجسم وأعضاءه كما هو الحال عند تنفيذ التمرين الرئيسي (تمرين المنافسة)، كما أن استمرارية ونشاط الإحماء وكذلك الفواصل بين الإحماء والنشاط الأساسي يتحدد في ضوء جملة عوامل  منها، طبيعة التمرين القائم والظروف الخارجية مثل درجة الحرارة والرطوبة والخصائص الذاتية والحالات الشعورية للرياضي.


شارك المقالة: