رياضة تنس الطاولة للأشخاص المصابين بالشلل

يجب على اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة العمل على التدريب على رياضة تنس الطاولة بالشكل المثالي؛ وذلك من أجل أن يحقق اللاعب والمدرب الفائدة المرجوة من الممارسة البدنية.

رياضة تنس الطاولة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الشلل

في الحرب العالمية الثانية أصيب العديد من الرجال والنساء والمدنيين؛ مما تسبب في إعاقات جسدية، وبعد الحرب تم إدخال وتنفيذ مفهوم التربية البدنية للأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية، وبدأ الناس في الدراسة وإيجاد طرق جديدة لتقليل إزعاج الإعاقات الجسدية، وكانت تنس الطاولة إحدى الرياضات البارالمبية منذ بداية دورة الألعاب البارالمبية في روما عام 1960، ومع ذلك ولأول مرة خلال دورة الألعاب الأولمبية للمعاقين لعام 2000 في سيدني وأستراليا تم تضمين الرياضيين ذوي الإعاقة.

ويتم لعب تنس الطاولة في أكثر من 50 دولة من حيث عدد الرياضيين المشاركين، تعد تنس الطاولة رابع أكبر لعبة أولمبية للمعاقين بعد ألعاب القوى والسباحة ورفع الأثقال، كما تأخذ مسابقات تنس الطاولة شكلين في الألعاب البارالمبية، أحداث الوقوف والكراسي المتحركة (الجلوس)، يتم تضمين الأحداث الفردية والجماعية رجال ونساء في البرنامج التدريبي.

تعتبر رياضة تنس الطاولة من الرياضات الشائعة بين المعاقين وخاصة المعاقين بالشلل النصفي وشلل الأطراف الأربعة كرياضة ترويحية وتنافسية وتأهيلية وعلاجية، وتساعد هذه الرياضة على الاستعادة السريعة لتوازن المعاق وتوافقه العضلي وثقته بنفسه وسرعة اتخاذه للقرار السليم بتنمية التركيز الذهني لديه، كما تعتبر رياضة تنس الطاولة هامة في إضافة الجوانب الترويحية على المعاق، وخاصة من خلال إقامته العلاجية والتأهيلية.

كما يمكن بسهولة أن يمارسها المعاق بمنزله بعد خروجه من المستشفى ليتنافس فيها مع أفراد عائلته ولأصدقائه لتنفيذه عضوياً وترويحياً، والفرق الأساسي في ممارسة رياضة تنس الطاولة للمعاقين عن الأشخاص العاديين هو استعمال الشخص ليده الحرة فير الممسكة بالمضرب للكرسي المتحرك لتثبيته في مكانه، كما يستعملها أيضاً في في تغيير الاتجاه الحركي للكرسي لتغيير وضعه أثناء اللعب، في حين يستعملها الأصحاء في إحداث توازن نسبي للجسم عند اللعب مثل ما يحدث أيضاً في رياضة المبارزة.

كما يضع بعض المعاقين بالشلل الرباعي يدهم غير المستعملة في اللعب حول يد الكرسي المتحرك كداعمة إضافية لحفظ توازن الجسم على الكرسي أثناء اللعب وهو ما يسمح به المعاقين.

طرق التدريب على تنس الطاولة للمعاقين بالشلل

يركز التدريب في تنس الطاولة للمعاقين في مراحه الأولى على زيادة تحكم المعاق في القبض على المقبض بطريقة صحيحة، مع تعليمه لأنواع الضربات الأساسية لتفادي الممارسة بطريقة خاصة، حيث يصعب بعد ذلك تعديل الطريقة التي يتعلم فيها اللاعب من قبل، ويفضل العمل على تعليم المعاق للقبض البلاستيكي على المضرب (براحة اليد مع إحاطة إصبعين لعنق المضرب)، أو بمسك يد المضرب بكل اليد.

وفي تسهيل للمعاق الذي يصعب عليه أداء القبض على المضرب بالطريقة اليابانية الصحيحة (طريقة تشابه القبض على القلم)، ويتم تعليم المعاق على أداء ضربات البداية الأمامية والخلفية والجانبية، وكذلك ضربات الإرسال الخلفية والأمامية المتنوعة، ثم يلي ذلك التدرج من الضربات العادية إلى الضربات الهجومية والعادية والدفاعية القوية والمتنوعة، ويجد المعاق بالشلل الرباعي صعوبة في ممارسة هذا النوع من الرياضة؛ نظراً لشلل عضلات الأصابع في المعاقين تحت مستوى الفقرات العنقية السادسة والسابعة.

فلا يستطيعون الإمساك بالمضرب بدون مساعدة فنية بعمل أربطة خاصة باليد والأصابع، وعلى أن تكون العضلة الدالية بالكتف والعضلة العضوية الثنائية والعضوية الثلاثية سليمة وظيفياً، كما يستطيع أيضاً المعاق بشلل رباعي من الدرجة الأولى والثانية من ممارسة رياضة تنس الطاولة بطريقة خاصة، واستطاع عدد منهم ممن كانوا لاعبين سابقين التفوق في هذه الرياضة على المعاقين بشلل الأطراف السفلى.

كما استطاع أحد المعاقين بالشلل الرباعي مع شلل كامل للأطراف العليا وللعضلة الدالية والعضلة الثنائية أن يمارس رياضة تنس الطاولة بإمساك المضرب بالفم، واشترك كلاعب في الدورة الرياضية لمستشفى ستوك ماندفيل عام 1962 م، واستطاع الفوز على لاعب من ذوي الاحتياجات الخاصة من الدرجة الأولى، كما أنه عندما يعمل اللاعب من ذوي الاحتياجات الخاصة على التدرب بشكل جيد  ومتقن واتباع كافة الخطوات الفنية والتعليمية الخاصة بهم، فإنه سوف يعمل على تحقيق مستويات عالية من الإنجاز بالنسبة له وبالنسبة لفريق بشكل عام.