تعد رياضة السباحة من الأنشطة المائية التي تعمل على إكساب الرياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة العديد من الفوائد الهامة؛ والتي تنعكس بشكل إيجابي ومفيد على كافة أجهزة جسمه.
طرق تدريب الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة على رياضة السباحة
إن استعمال الماء لخدمة الفرد قديم قدم الإنسان ذاته، ويمكن مشاهدة آثاره الترويحية وفائدته المعنوية النفسية عند العمل على غمر الطفل الصغير في وسط مائي، وتطور الأمر لنشاطات تنافسية وغير تنافسية ما بين كافة الأعمار في مياه الأنهار والبحار والمحيطات وأحواض السباحة، وقد دخلت السباحة كرياضة تأهيلية وعلاج مائي للمعاقين أثبتت جدارتها وفاعليتها في مختلف أنواع الإعاقة وخاصة الشديدة منها، ولتعطي المعاقين الأمل والثقة في مستقبل أفضل.
وتفيد السباحة في تأهيل المعاق لاستعادة إحساسه بوضع جسمه وخاصة للمصابين بالشلل النصفي السفلي والشلل الرباعي، وقد أقيمت أول بطولة للمصابين بالشلل على المستشفى التنافسي في مستشفى ستوك ماندفيل بإنجلترا، وتجهز أحواض السباحة اللازمة للعلاج التأهيلي المائي للمصابين بالشلل بمعدات ووسائل مساعدة مثل درجة حرارة معينة.
ونقالات خاصة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة للمصابين بالشلل الرباعي في بداية استعمالهم لهذا النوع من العلاج التأهيلي بمعاونة من متخصص العلاج الطبيعي؛ وذلك لإعطائهم حركات تدريبية وفنية متدرجة حتى يعتمدوا على أنفسهم في السباحة بعد ذلك، وانتقال الرياضي من الكرسي المتحرك إلى حوض السباحة هو انتقال نفسي من وسط إلى وسط آخر يفيده وظيفياً ونفسياً، ويمكن للمصابين أن يمارسوه معتمدين على أنفسهم من النزول من الكرسي مستندين على القوائم المعدنية المساعدة على جوانب الحوض لينزلوا إلى الماء أو ليخرجوا منه بمفردهم.
كما يمكن لهم استعمال العوامات المطاطية المساعدة في بداية تعلمهم السباحة، كما يمكن لهم استعمال العوامات المعاونة للتدريب استعداداً للاشتراك في التنافسات والبطولات المحلية والدولية، وتتراوح درجة حرارة الماء في تدريب الرياضيين ما بين 28_ 30 درجة مئوية، مع توافر شروط الصحة والسلامة في تعقيم المياه بالكلور وإجراء الاختبارات الدورية المعملية اللازمة للتأكد من نتائج التعقيم وخلو المياه من البكتيريا وغيرها من مسببات الأمراض.
كما أن للسباحة نتائج وظيفية وإيجابية وخاصة على الجهاز الحسي والعصبي العضلي، وتهدف ممارسة المعاقين للسباحة كرياضة إلى تشجيعهم؛ وذلك من أجل تحسين لياقتهم وكفاءتهم البدنية بأنفسهم ومن خلال تنافسهم مع زملائهم، وبطريقة ذاتية تهتم بالاعتماد على النفس وليتم تأقلمهم على مقاومة الإرهاق وهو أول ما يعاني الرياضي في بداية مرحل التأهيل الطبي.
كما تساعد السباحة للمصابين على تنمية أنواع جديدة من الأشكال الحركية المتنوعة تساعدهم على استعداد توازنهم ووضع أجسامهم في الماء ما بعد الإعاقة.
كما أنه يترتب على المدرب البدء بالإحماء حيث يبدأ المصاب بالشلل بتدريباته في الماء بمساعدة متخصص فني بالرقود في الماء مفروداً على البطن وضع المتخصص يده لسنده تحت البطن والأخرى تحت ذقنه؛ وذلك من أجل حفظ الظهر والأطراف السفلى مفرودة في الماء، وفي حالات الإعاقة الكاملة خاصة عند وجود تيبس يكون حدوث ظاهرة الجزء المصاب بزاوية تختلف من 45 درجة في إعاقة الفقرات العنقية والفقرات الصدرية العليا والمتوسطة وحتى 20 درجة في إصابة الفقرات السفلي من العمود الفقري.
كما تعتمد زاوية الطفو أيضاً على طول ووزن المعاق، كما أن طول الفرد المعاق يزيد من غمر أطرافه في الماء والعكس صحيح، كما يطفو الشخص المتميز بطبقات شحمية كبيرة بعكس الفرد النحيل، وفي المراحل الأولى للتدريب المائي يلزم العناية الخاصة بإصابات العمود الفقري في مستوياته العليا، ويختلف زمن التمرين التأهيلي في الماء للمصاب باختلاف نوع الإعاقة وشدة الإصابة، وعمر الرياضي ودرجة إجادته السابقة لرياضة السباحة ما قبل حدوث الإعاقة.
ففي حال كان اللاعب يجيدها سابقاً سيكون قادر على التأقلم خلال مدة قصيرة جداً على استعادة مهاراتها والتي تبلغ عدة دقائق في بعض الحالات، وتبدأ تدريبات السباحة للمصابين من عمر ثلاث سنوات وحتى عمر السبعين عاماً، ويلزم لتدريب المصاب على السباحة بذل المزيد من الصبر واحتمال القلق الكبير والخوف، والذي قد ينتاب البعض منهم عند ممارسة هذه الرياضة وخاصة صغار السن.
1. السباحة على الظهر
أفضل أنواع السباحة للمصابين هي السباحة على الظهر، ويتم تعليم الرياضي عليها من خلال تعليم المصاب الطفو على الظهر في الماء بحفظ اليدين في حركة مستمرة في الماء على جانبي الجسم من أجل الاحتفاظ بالتوازن، وتتم حركة اليدين تبادلياً بالابتعاد والاقتراب من الجسم، وفي حركة الابتعاد تكون الأطراف العليا في حالة ارتخاء نسبي من مفصل الكتف مع ثني خفيف لمفصل المرفق وبقاء اليدين في حالتها الطبيعية.
وفي حالة اقتراب الأطراف للجسم يتم العمل على فرد اليدين ومفصل المرفق مع العمل على ضم أصابع اليد وثنيها نسبياً لتحقيق أفضل وضع مع بقاء الوضع العام للجسم في حالة زيادة فرد للظهر، وفي حالة تحكم الرياضي في الحركة السابقة يتم العمل على تعليمه باقي الجرعات اللازمة للسباحة على الظهر باستعمال اليدين تبادلياً، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إحداث ضربات اليدين بشكل عميق في الماء حيث يسبب ذلك.
والعمل على تقليل كفاءة الضربة فنياً حيث يصاحب ذلك تقلصاً عضلياً شديداً في المصابين أصلاً بإعاقة في الفقرات الصدرية والتي يصاحبها تقلص نسبي في عضلات الأطراف السفلى.
2. السباحة على الصدر
تواجه السباحة على الصدر للرياضيين عدة مشاكل فنية، ففي حالة إصابة الفقرات الصدرية التي يصاحبها شلل في عضلات فرد الظهر وضعف عضلات الحوض والأطراف السفلى، فيسبح الرياضي في وضع مائل وصعب جداً حيث يواجه مقاومة الجسم للماء، كما أن دفع الأجزاء المصابة بالشلل في الجزء العلوي للجسم تسبب تغير الوضع المائل إلى الوضع الأفقي لتدفع الجسم في اتجاه لأسفل في الماء.
وبتكرار التمرين لعضلات الظهر والكتفين وللعضلات الفاردة للظهر يحدث التحسن التدريجي ليتعرق اللاعب ومدربه على طريقة السباحة الجديدة لملائمة لإعاقته، فيمكن مثلاً لنتاج ما سبق أن تكون الطريقة في سباحة الصدر بعمل ضربتين أو ثلاثة ورأسه مغمورة في الماء ثم واحدة ورأسه فوق الماء (طريقة غير مسموح بها في القانون الدولي لسباحة الرياضيين العاديين على المستوى التنافسي).
كما يلزم في سباحة الصدر أن تكون أصابع اليد مضمومة في كل ضربة حتى تتحقق الاستفادة القصوى منها، ولذلك فإن هناك فرقاً في ممارسة هذا النوع من السباحة للمصابين بالشلل في الفقرات السفلى للعمود الفقري، حيث تبقى حركة فرد وثني الرسغ والأطراف العليا والأصابع سليمة، في حين تشكل الإعاقة بالفقرات الصدرية الثانية مشكلة نظراً لضعف عضلات الأصابع والتي يصعب فيها تقريب الأصابع.
كما تشكل السباحة على البطن بطريقة الزحف عائق بالنسبة للمصابين بالشلل، حيث تعتمد أساساً على تحريك الأطراف العليا والسفلى، وحيث أن الرياضيين بالشلل السفلى الكامل لا يستطيعون تحريك تلك الأطراف وبالتالي يصعب أداؤهم لهذا النوع من السباحة ، والذي سيعتمد عندهم على الأطراف العليا فقط وبعكس سباحة الزحف على الظهر سيكون هناك صعوبة كبيرة لممارسة السباحة على البطن للمعاق، والذي قد تمكنه مواهبة من تعديل طريقة السباحة بالحركة الالتفافية للجسم في الماء.
وذلك مع كل ضربة من الأطراف العليا وبدرجة أكبر مما يحدث في ممارسة الرياضيين العاديين لنفس النوع، حيث تحد حركة الأطراف السفلى ليدهم من الحركة الالتفافية المصاحبة، وفي حالة الإصابة بالشلل النصفي وبشلل الأطراف الأربعة يكون هناك التفافاً كاملاً للجذع والخوض عند السباحة بالزحف، حيث لا تكون هناك حركة مضادة من الأطراف السفلى المصابة بالشلل، ويشاهد ذلك بوضوح في المصابين بالشلل الرباعي نظراً لشلل معظم عضلات الجذع أيضاً.
كما أن السباحة على الصدر مع غمر الوجه في الماء (عدم التنفس) تزيد من الكفاءة التنفسية والسعة الحيوية للتنفس لدى الرياضيين، وذلك في حال استمر تمرينهم المنتظم شهرين على الأقل، ويفضل ممارسة الرياضي للسباحة في حوض سباحة يبلغ طوله 10 أمتار، ويتم التدريب على السباحة للمصابين بالشلل الرباعي بمساعدة خارجية بزيادة عدد الضربات بجوت نفس مع غمر الوجه في الماء، ولأكبر عدد قبل التوقف أو قبل التفافه للسباحة على الظهر.
3. سباحة الفراشة
أدخلت سباحة الفراشة لتدريب الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها تشكل أيضاً أحد السباقات التنافسية لهم، ويستعمل فيها الرياضي الأطراف العليا أكثر من استعماله لباقي أجزاء الجسم، وإن بقيت صعوبة دخول رياضة السباحة بطريقة الدولفين؛ وذلك نظراً للإعاقة الحادثة في الأطراف السفلى، ولما يعتمد عليه هذا التنوع من السباحة من حركة متكررة لعضلات الجذع والأطراف السفلى.