ما هو التماسك في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التماسك في علم الاجتماع الرياضي:


التماسك في علم الاجتماع الرياضي: يتعبر تماسك الفريق في علم الاجتماع الرياضي من أهم عوامل نجاح وتفوق الفريق، حيث أنه في غالب الأوقات كان اللاعبون والمدربون يعزون نجاح أو فشل الفريق إلى مدى عمل وشغل الفريق معاً، باعتباره وحدة واحدة متماسكة، في حين أن فريق على درجة عالية من التفوق والنجاج والامتياز يكون أقل قوة وموهبة، فقد يسند المدرب ذلك إلى عدم اللعب بطريقة جيدة كفريق متماسك واهتمام كل لاعب بإظهار مهاراته الفردية، بدلاً من القيام بواجباته المححدة له كعضو في الفريق، كما يتضح تماسك الجماعة بين الأفراد الرياضين المشتركين في البرامج التدريبية الحركية، كما يمكن ملاحظة أن هناك درجة كبيرة من الالتزام تجاه تلك البرامج حينما يقوم الافراد بتكوين علاقات صداقة مع الأعضاء الآخرين.

على الرغم من أهمية تماسك الجماعة في نجاح الفريق الرياضي، إلا أنه لا يمكن المدربين في جميع الأحوال والأوقات أن يعزو النجاح إلى تماسك الفريق، حيث أننا نلاحظ أن بعض الفرق تفوز على الرغم من وجود النقص الواضح في التماسك بين أعضاء الفريق، فعلى سبيل المثال قد يفوز فريق الفيصلي الأردني لكرة القدم ببطولة الدوري أو بطولة الكأس على الرغم من افتقار الفريق إلى التعاون والانسجام بين اللاعبين؛ بسبب وجود المشاحنات والمشاكل والقضايا التي تحدث بينهم أو التي تحدث بين اللاعبين والمدربين.
حيث تتعدد معاني تماسك الجماعة في علم الاجتماع الرياضي، فنجد أن أحد المعاني أن يتضمن شعور الأفراد الرياضيين بانتمائهم إلى الفريق والولاء لها والتمسك بمعاييرها وعضويتها، وتحدثهم عنها بدلاً من تحدثهم عن أنفسهم وعملهم معاً في سبيل تحقيق هدف مشترك واستعدادهم للتحمل المسؤولية والدفاع عن الفريق، كما يتضمن تماسك الفريق الرياضي الروح المعنوية والعمل بروح الفريق والاندماج في العمل وجاذبية الجماعة.

ما هي القوى التي تؤثر على تماسك الجماعة في علم الاجتماع الرياضي؟

  1. الانجذاب إلى الجماعة: حيث تشير هذه القوة إلى رغبة الفرد الرياضي في التفاعلات الشخصية مع الأعضاء الآخرين الموجدين في الفريق، والرغبة في المشاركة في أنشطة الفريق المختلفة، حيث أن وجود الفرد مع الفريق وتفاعل الأعضاء مع بعضهم البعض يمنح الأعضاء شعوراً بالرضا والسعادة والأمان والحب.
  2. وسائل الضبط الرياضي: فهذه القوة تشير إلى المزايا التي يمكن للعضو أن يحصل عليها لكونه مرتبط بالجماعة، حيث أنه على سبيل المثال انضمام لاعب لعضوية فريق رياضي شهير بأحد أندية القمة، يزيد من شهرة وقيمة هذا اللاعب.

أبعاد تماسك الجماعة في علم الإجتماع الرياضي:

  • تماسك المهمة: هو المدى الذي يعمل من خلاله أعضاء الجماعة معاً لتحقيق الأهداف العامة، ففي المجال الرياضي فإن الهدف العام سيكون الفوز بالبطولة، والذي يعتمد إلى حد ما على التنسيق بين جهود الفريق أو العمل الجماعي.
  • التماسك الاجتماعي: يعكس التماسك الاجتماعي الدرجة التي يحب بها أعضاء الفريق بعضهما البعض، وأيضاً استمتاعهم بصحبة بعضهم البعض، إن مفتاح نجاح أي فريق يتوقف على مدى فهمه للفرق بين تماسك المهمة والتماسك الاجتماعي، لذلك يجب العمل على توضيح الفرق بين هذين المفهومين.
    حيث يساعد ذلك في تفسير كيفية تغلب الفرق على الصراعات من أجل النجاح، فعلى سبيل المثال يوجد في المجال الرياضي العديد من الفرق الأندية الكبرى والتي تبدو على قدر منخفض من التماسك الاجتماعي والذي يتضح في التشاجر بين أعضاء الفريق، ووجود تكتلات في الفريق، وتبادل الكلمات الغاضبة، وعلى الرغم من ذلك نجد أنه يوجد لدى هذه الفرق درجة عالية من التماسك في المهمة حيث كان لديهم الرغبة في تحقيق الفوز بالبطولة.
    فقد نجد مثلاً فريق رياضي بنادي معين لا ينسجم أعضائه معاً بصورة واضحة (قدر منخفض من التماسك الاجتماعي)، وعلى الرغم من ذلك استطاع الفريق تحقيق الفوز ببطولة الدوري أو الكأس (قدر مرتفع من تماسك المهمة)، وكانت الشخصيات الرئيسية في الصراع هي المدير افني والمدرب وأحد نجوم الفريق، وكان كل من المدير الفني والمدرب يتسمان بالشخصية القوية والتي كانت غالباً ما تؤدي إلى حدوث تعارض بين آرائهما، فكل منهما يرغب بأن تكون له السيطرة الكاملة على ما يحدث من خارج وداخل الملعب.
    وكل منهما يشعر بأن الآخر يغتصب بعض سلطاته، ومن ناحية أخرى فإن اللعب (نجم الفريق) يتميز بالصراحة والوضوح وذو إرادة قوية، ولا يتمثل دائما لقرارات كل من المدير الفني والمدرب.

شارك المقالة: