نبذة عن تطبيق الممارسة العملية في الرياضة:
تشمل الممارسة عادةً الأنشطة المصممة لمساعدة الفرد الرياضي على اكتساب مهارة جديدة، أو تحسين مهارة مكتسبة بالفعل أو الحفاظ على مهارة، حيث من الممكن أن تكون الممارسة متعمدة ومشتركة لغرض معين، مثل تحقيق هدف السرعة أو الدقة أو يمكن أن تكون أكثر عرضية في طبيعتها، حيث من المحتمل أن تشارك فيها من أجل المتعة أو لتعزيز هدف آخر مثل ممارسة ضربة السباحة، أو للمساعدة في تحسين اللياقة، حيث عادةً ما يتم النظر إلى الممارسة العملية فيما يتعلق بخاصيتين، مقدار الممارسة الحركية؛ أي معنى كمية الممارسة، ونوع الممارسة؛ أي بمعنى جودة الممارسة.
حيث يُعتقد عادةً أن كمية الممارسة هي أهم متغير لاكتساب المهارات الحركية، ففي معظم الحالات يكون المزيد من الممارسة أفضل من ممارسة أقل، وعلى الرغم من أنه قد تكون هناك عوائد متناقصة مرتبطة بالممارسة، إلا أنه نادرًا ما تكون هناك تكاليف أداء مرتبطة بالممارسة المتزايدة، فلقد حظيت كمية الممارسة باعتبارها متغير ذي أهمية باهتمام متجدد فيما يتعلق بتحقيق مستويات عالية من المهارات والخبرات الحركية.
وقد تم تحفيز ذلك من خلال الاقتراحات القائلة بأن أداء الخبراء في الرياضة والمجالات الأخرى يتطلب ما يقارب 10000 ساعة أو 10 سنوات من الممارسة، حيث جادل الباحثون المختصون بعلم الاجتماع الرياضي بأن الكميات الكبيرة من الممارسة المستمرة والمتعمدة ضرورية وربما كافية لمستويات أداء النخبة في الرياضة، حيث لقد ثبت أن علامات الخبرة المتعلقة بالأداء في الرياضة والمجالات الأخرى مرتبطة بشكل متكامل بمقادير الممارسة؛ أي بمعنى أن الزيادة المحددة في الممارسة تترجم إلى زيادة محددة في جودة الأداء.
حيث أن الأهم من ذلك ليس فقط مقدار ساعات التدريب هو المهم ولكن أيضًا جودة الممارسة، حيث تعتبر الكميات الكبيرة من الممارسة المجهدة والمصممة لتحسين مستويات الأداء الحالية ضرورية لتحقيق النجاح، كما يوجد دليل كبير عبر مجموعة واسعة من الأنشطة الرياضية، التي تتوجب على أن فنانين الأداء على مستوى النخبة الذين اكتسبوا المهارات الرياضية باستمرار ساعات أكثر من الممارسة الإكثار من التدريب في أكثر من مكان رياضي.
ففي الواقع أحد أهم المساهمات من هذا العمل هو التركيز على الطبيعة المتعمدة للممارسة اللازمة لرؤية مكاسب الأداء، حيث على الرغم من حقيقة وجود ثروة من الدراسات في مجال الرياضة حيث كان التركيز على القياس الكمي للممارسة الحركية، كما أن من المحتمل أن تكون الاختلافات في منحنيات الأداء الرياضي، كما تم وصفها سابقًا مرتبطة بأنواع مختلفة أو جودة الممارسة التي يقوم بها أفراد مختلفون، والتي سيكون لها بالتالي تأثيرات متباينة على الأداء.
تطبيق الممارسة العملية في الرياضة:
تم إجراء محاولات دراسة جودة الممارسة في الرياضة والمهارات الحركية في أغلب الأوقات من قبل باحثين يعملون مع غير الرياضيين، حيث يمارسون في الغالب مهامًا مخبرية اصطناعية؛ وذلك على مدى فترات زمنية قصيرة نسبيًا، كما تمت ملاحظة الاستثناءات حيث يتم دراسة خبراء الرياضة في الميدان، مثل حلبة التزلج على الجليد، حيث تم إجراء المقارنات بين الأفراد ذوي المهارات المختلفة فيما يتعلق بأنواع الأنشطة التي يمارسونها أثناء الممارسة، بالإضافة إلى مقدار الممارسة البدنية الفعلية والوقت الذي يقضيه في المشاهدة والاستماع أو الراحة.
وتم أيضًا جمع بيانات الاستبيان من الرياضيين المهرة؛ للتأكد من تصوراتهم لأنشطة نوع الممارسة المختلفة من حيث مقدار الجهد البدني أو التركيز أو الاستمتاع، حيث قد سمح ذلك باستنتاجات بشأن أنواع الممارسات التي تميز التميز الرياضي والأكثر ارتباطًا بالنجاح.
وعلى الرغم من وجود تلاعبات لممارسة الظروف التي يشارك فيها فناني الأداء المهرة؛ بحيث يمكن إجراء مقارنات بين المؤدين المطابقين لمستوى المهارة، إلا أن البحث من هذا النوع كان محدودًا، حيث ربما تكون هذه دالة للوقت اللازم لرؤية التحسينات في مهارة للرياضيين المتفوقين، بالإضافة إلى صعوبات في التدخل والتحكم في ظروف ممارسة الرياضيين النخبة مع والوصول إلى مجموعات النخبة.
حيث تتمثل الممارسة العملية في الرياضة في أنه من الممكن خلق ظروف مضبوطة، حيث يمكن معالجة المتغيرات المتعلقة بالممارسة أو الفروق الفردية أو تصغيرها أو التحكم فيها، وذلك من خلال دراسة المهام الجديدة، حيث من الممكن إزالة أو على الأقل تقليل تأثيرات الخبرة السابقة على التعلم والأداء، وبالتالي يتم عزل شروط الممارسة المحددة عند التحكم في مقدار الممارسة التي تعزز التعلم الرياضي بشكل أفضل.
حيث أنه على الرغم من هذا التركيز الحركي، إلا أن هذا لم يمنع دراسات الأفراد الرياضيين المبتدئين الذين يمارسون المزيد من المهارات الرياضية الواقعية في ظل ظروف الرياضية المناسبة، مثل مهارات الرمي مهارات الركل، حيث تتمثل إحدى مزايا الممارسة للمهارات الحركية البسيطة نسبيًا في الملاعب الرياضية، في أنه لا يلزم سوى قدر قصير من الممارسة لرؤية تحسينات الممارسة واكتساب المهارات.
فعلى الرغم من أن هذا يمثل عيبًا واضحًا عند محاولة إجراء مقارنات مع الممارسة طويلة المدى للمهارات الحركية الأكثر تعقيدًا، إلا أن الممارسة الحركية عادة ما يكون الأفراد الرياضيين على استعداد للقيام بها؛ من أجل التحكم في بيئة الممارسة والتوصل إلى أوقات الممارسة الصحيحة.
كما يوجد عدد كبير من متغيرات جودة الممارسة التي ثبت أنها تؤثر على اكتساب المهارات الحركية، بما في ذلك ملاحظات الأداء حول النتائج وتنفيذ الحركة، أهمها المظاهرات والتعليمات، والتباين في كيفية ممارسة المهارات مثل ممارسة مهارة الوضع عبر مسافات مختلفة أو باستخدام مضارب مختلفة، والتباين في ترتيب ظروف التدريب مثل ممارسة ثلاثة أنواع من التسديدات في كرة السلة بترتيب عشوائي في الغالب مقارنة بأداء نفس اللقطة بترتيب حظر متكرر، وفترات الراحة بين تجارب الممارسة.
ففي أبحاث التعلم الحركي والممارسة الحركية كان من الضروري فصل مكاسب الأداء قصيرة المدى ومعدل التعلم الحركي عن المقاييس طويلة المدى للتعلم والأداء، حيث لقد لوحظت تباينات بين الظروف التي تعزز المكاسب أثناء الممارسة وتلك التي تخدم الاستبقاء وتمنع النسيان، كما يعد تأثير التداخل السياقي بالمهارات الحركية أحد أفضل الأمثلة في أبحاث التعلم الحركي، حيث أن التداخل الذي يشجعه التباين في ترتيب ممارسة المهارات الحركية المختلفة، بينما يعيق معدل اكتساب المهارات الحركية أثناء الممارسة.
حيث اعتبر الدافع الحركي متغيرًا مهمًا فيما يتعلق بتحسين الممارسة واكتساب واكتساب المهارات في الرياضة، ففي أوائل القرن العشرين استندت نظريات التعلم بشكل أساسي إلى التعلم المعزز، وتكررت الأفكار التي تمارس السلوكيات من أجل الحصول على نوع من المكافأة السلوكية أو الفسيولوجية.
كما تعد الممارسة هي الأساس العملي للنجاح الفرد الرياضي؛ أي بمعنى أن ما يفعله الفرد الرياضي هو الذي يحدد إذا كان سيحقق أهدافه الرياضية أم لا، كما تمكن ممارسة الجودة من اكتساب المهارات والعادات البدنية والتقنية والتكتيكية والعقلية الفعالة التي ستؤدي إلى أداء عالي الجودة باستمرار، حيث أن هدف الفرد الرياضي هو الانخراط في ممارسة عالية الجودة في كل لحظة من كل يوم تدريب.