كيف ساهمت الرياضة في دعم الاقتصاد في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


كيف ساهمت الرياضة في دعم الاقتصاد في علم الاجتماع الرياضي؟

تؤثر الأنشطة البدنية والأنشطة الرياضية بشكل عام في نظام الاقتصاد بدرجات متفاوتة، حيث يتوقف هذا التأثير على عدة عوامل، أهمها هو طبيعة النموذج الاجتماعي والنموذج الاقتصادي السائد في البلاد والذي يتراوح ما بين النموذج الاشتراكي في أقصى اليسار، وصولاً إلى النموذج الرأسمالي في أقصى اليمين، حيث أن الإنتاج الرياضي الموجّه من قبل الدولة يساعد بشكل كبير في دعم قيم الاقتصاد الوطني.

كما يوجد قيم كثيرة يمكن للرياضة والنشاط البدني أن تقدمها للاقتصاد، مثل تقرير ممارسة العمل اليدوي وتشكيل اتجاهات إيجابية نحو النشاط الرياضي والنشاط البدني، فعناصر الإنتاج باعتبارها أول مقومات الاقتصاد الرياضي والاقتصاد بأكمله، حيث تقتضي بضرورة توافر الأيدي العاملة المدربة التي تقدر دورها في دفع عجلة الإنتاج القومي داخل دائرة النشاط الرياضي.

حيث أنه من غير المعقول أن يصبح شباب المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله من أصحاب الأعمال البيضاء، والذين يسعون نحو الوظائف المكتبية والإشرافية والذين يقومون باجتناب الأعمال الاجتماعية التي تتطلب الجهد والتعب البدني والكثير من الحركة، كما تشكل الرياضة والأنشطة البدنية وسطاً تربوياً عظيم القدر والشأن، حيث تُعدّ خصائص الرضا الداخلي والرضا الخارجي من ثمار الأداء البدني الطيب في الرياضة، كذلك الارتقاء الروحي والمعنوي للفرد الرياضي والذي يستعشر قيمة نفسه وحقق ذاته من خلال إنجازاته البدنية.

كما تعتبر قيمة المهارة الرياضية الحركية من أبرز قيم الرياضة وأكثرها ارتباطاً بالإنجازات الرياضية، حيث تُعبّر عن مطلب مهماً واحتياجاً قوياً عندما ينادي رجال الصناعة والاقتصاد باحتياج المشروعات الإنتاجية المعاصرة إلى الأيدي العاملة الماهرة، حيث من المعروف أن الأيدي العاملة في مجال الإنتاج الرياضي والصناعة تتراوح درجة مهاراتها من مجرد عامل تقليدي محدود المهارة، وصولاً إلى عامل رياضي ماهر تتهافت عليه الأندية الرياضية والمصانع ومشروعات الإنتاج على المستوى العالم الرياضي والعامل بأكمله.

كما أن للبرامج التربية الرياضية وبرامج التربية البدنية الدور في إكساب الأفراد المهارة الحركية والكفاية الإدراكية؛ باعتبارها الخلفية الأساسية لاكتساب أي مهارة تخصصية في قطاعات العمل الرياضي المنتج، كما تعتبر برامج التربية الرياضية والبدنية من أهم المجالات الرياضية المتكاملة في سياقات النظام الاقتصادي الرياضي الناجح.

كما تُعدّ عناصر التربية الرياضية والتربية البدنية وعناصر اللياقة البدنية والصحية من أهم أهداف التربية البدنية في مراحل التعليم المختلفة، حيث أنه في حالة كانت المواد الدراسية في مجملها تؤكد على كيفية تحقيق الأهداف الأكاديمية التقليدية مثل المعارف والاتجاهات، فإن التربية البدنية والتربية الرياضية تؤكد على تحقيق أهداف تتصل باللياقة البدنية والصحية للفرد الرياضي، كما أن هي المساحة التي يكاد أن ينفرد بتحقيقها نظام التربية البدنية والرياضية في المدرسة.

كما يمكن أن يتمثل جزء من العامل الثالث في اللياقة البدنية والصحية، مثل استمثار طويل المدى وإسهام واضح في جعل عجلة الإنتاج تدور بمعدلات أكبر في ظروف العمالة اللائقة بشكل بدني وصحي، حيث أنّ وجود الكفاية الإنتاجية وقلة التغيب أو الاعتذارات المرضية وتأخر ظهور مشاعر التعب والإرهاق وظهور الروح المعنوية العالية، بذلك ترتبط بتكاليف الإنفاق على النشاط البدني بمقدار العائد الرياضي أو المردود البعيد منها.

كما أدركت المؤسسات الإنتاجية المختصة بعلم وأنشطة الرياضة بوجود الحقائق الاجتماعية المساعدة على تحقيق التفوق الاقتصادي والرياضي، كما أنها ساعدت في تقديم يرامج متطورة لتنمية اللياقة البدنية للأفراد العاملين في الشركات والمصانع الاقتصادية، حيث أنها قامت باستغلال فترة ما أطلق عليها (فترة الراحة النشطة) لأداء وممارسة التمرينات البدنية المصاحبة بصوت الموسيقى، حيث أنّ  ذلك لتجديد نشاط الأفراد العاملين خلال فترة دوام العمل، حيث كان ذلك في دول أوروبا الشرقية.

كما أن للأنشطة التربوية والأنشطة البدنية الحركية قيمة اقتصادية عالية، حيث من الأمور المفيدة والجدية في التربية وجود أنشطة رياضية وأنشطة بدنية وأنشطة ترويحية، التي من شأنها أن تعمل على اكتشاف المواهب والقدرات والمهارات وصقلها لدى الأفراد الرياضيين، كما أنها لها تأثير إيجابي في كيفية إحداث النهوض بمستويات الإنتاج الرياضي وجودته حتى تخرج اللاعبين وتعمل على إدخالهم سوق العمل الرياضي والعمل العام.

كما أن الكثير من الدراسات التي تناولت القيمة الاقتصادية للتربية الرياضية والتربية بأكملها، كان جل تركيزها على علاقة التربية الرياضية بقدرة الفرد الرياضي على الكسب، كما أن الكسب لا يعدو أن يكون جزءاً من الصورة الرياضية ولا يُعبّر عن إسهامات التربية الرياضية تعبيراً كاملاً، كما أن وجود معظم الفوائد التي يفيد منها الطالب الرياضي من خلال الفرص التي تتيحها له الأنشطة التربوية والرياضية، مثل الصحة والحيوية البدنية والخدمات الثقافية والمهارات الرياضية والاتجاهات الرياضية نحو المجتمع الرياضي.

كما أن قيمة اللياقة البدنية من المنظور الاقتصادي والاجتماعي أوضحت أن المشكلة الصحية الأولى داخل المجتمعات الرياضية هي انخفاض مستوى اللياقة البدنية، حيث أنّ وجود هذا الأمر يكلف الدولة خسارة مادية وإنسانية كبيرة حيث تنفق الأموال الكثيرة في ساعات عمل ضائعة، حيث يعود ذلك على الإنتاج بالتدهور فضلاً عن وجود تكلفة الخدمات الطبية والصحية ومدفوعات التأمينات.

كما أشارت الكثير من دول العالم الرياضي إلى وجوب أن تتعاون الحكومات والسلطات العمومية والمنظمات الخاصة المعنية؛ حيث ذلك من أجل أن تتضمن المناطق العمرانية الجديدة المنشأت والتجهيزات والمعدات الصالحة للممارسة أنشطة التربية البدنية والرياضية، وبالعدد الكافي وفي ضل شروط أمان وسلامة مقبولة.

كما أنه بسبب غزو الاستمثارات لمجال الرياضة فقد أصبح من الصعب على الغالبية العظمى من الأفراد الرياضيين، وخاصةً دول العالم الثالث أن يمارس حقه الطبيعي في النشاط البدني والرياضة، حيث يتمثل ذلك في اقتصار الأندية الرياضية على بعض الطبقات العليا في المجتمع كشكل من التميز الطبقي ولو بطريقة غير مباشرة؛ كوجود المغالاة في رفع قيمة الاشتراك الرياضي، حيث أنها تدفع مبالغ كبيرة عند الاشتراك لأول مرة في النادي الرياضي، حيث أنها تفترض أنها ستوجه الفرد الرياضي المشترك لتحسين إنشاءات النادي الرياضي، كما أنها تُعدّ إحدى أهم وسائل الحد من اشتراك الطبقات الدنيا في الأندية الرياضية.

كما أن أغلب الأنشطة الرياضية أصبحت تتطلب تكاليف باهظة الثمن، مثل أثمان الملابس الرياضية والأحذية الرياضية والأدوات الرياضية والمعدات الرياضية الخاصة بالنشاط الرياضي، حيث كان من المنطق أن ينخفض حجم الأشتراك أو الممارسة لرياضات مكلفة مثل رياضة التنس، رياضة ركوب الخيل، رياضة الفروسية، رياضة الجولف، رياضة البولو، فضلاً عن الرياضات التي تتطلب تجهيزات اصطناعية محددة مثل السباحة وكرة الماء، حيث أنها تتطلب إعداد مسبح بمواصفات خاصة، أو مضمار الدراجات أو ملعب السكواش، حيث أنها منشآت لا يمكن لهذه الأنواع من الرياضة أن تمارس من دونها.

كما يوجد الكثير من الرياضات معدومة وغير منتشرة في الوطن العربي؛ وذلك بسبب ارتفاع تكاليف تجهيزاتها كالشراع واليخوت أو الكانوي والكاياك حيث أنها رياضات باهظة التكاليفـ بالرغم من أنها رياضات أولمبية ويفترض أن تتصف قاعدة ممارسيها بالاتساع، حيث انه في ضل وجود التكاليف الباهظة لممارسة أنواع مختلفة من أنشطة الرياضية والتي صبغت الرياضة بالصبغة الاستهلاكية، حيث يجب على السلطات المسؤولة عن الشباب والرياضة أن تقوم بإيجاد الحل في سبيل توفير التسهيلات الملائمة للممارسة الرياضة لأفراد المجتمع باعتبارها حاجة أساسية وضرورية للمواطن، كما يجب توفير التسهيلات والتجهيزات الرياضية التي تمكن الفرد الرياضي من ممارسة النشاط الرياضي وأهمها:

  • تخصيص مساحات من الأرض للممارسة الأنشطة الرياضية والترويحية في المدن والمناطق السكنية الجديدة.
  • إنشاء صناعة محلية للأدوات الرياضية أكثر شيوعاً في المجتمع الرياضي وفي المجتمع بأكمله.
  • دعم الأدوات والأجهزة الرياضية المستوردة، حيث أنّ ذلك من خلال طرحها في الأسواق بسعر مناسب للغالبية العظمى من الأفراد مع تحمل الحكومة فارق السعر.
  • إعفاء الأجهزة والأدوات الرياضية من الرسوم الجمركية المقررة.

شارك المقالة: