عندما يقوم الفرد بإحدى وضعيات اليوغا في الحصة قد ينظر إلى المُدرِّب أو إلى المُتدرِّب الذي يقف بجانبه ليتأكد ما إذا كان يقوم بها بالشكل الصحيح ويتراود إلى ذهنه تساؤلات كثيرة، لماذا يختلف شكله عنهم؟! لماذا لا يستطيع لمس الأرض مثلهم في وضعية الوقوف مع الانحناء إلى الأمام؟ هل يقوم بالوضعية بشكل صحيح أم لا؟، وفي هذا المقال سنتحدث عن لماذا يختلف شكل الفرد في وضعيات اليوغا عن الأفراد الآخرين.
لماذا يختلف شكل الفرد في وضعيات اليوغا عن الأفراد الآخرين؟
من المهم أن يعرف الفرد أنه من الطبيعي جداً أن يختلف شكل الوضعية من شخص لآخر؛ لأنه يوجد اختلافات بسيطة في التركيب الجسدي من جسم لآخر من ناحيتين أساسيتين: الأولى هي القيود العضلية، والأخرى هي بنية الهيكل العظمي.
- القيود العضلية: عندما تكون أحدى العضلات الأساسية للقيام بالوضعية مشدودة أو ضعيفة سيؤثر ذلك على شكل الوضعية، ومن المهم أن يستمر الفرد بالقيام بالوضعية والتنفس بهدوء فيها حتى وإن كان شكله مختلفاً؛ لأنه مع الاستمرار بالتدريب ستزيد قوة ومرونة عضلات الفرد، وبنفس الوقت من المهم أن يراعي الفرد قدرات عضلاته وألّا سيحمِلها فوق طاقتها حتى يقوم بالوضعية بشكل معين؛ حيث إذا كانت العضلات الأساسة غير مهيئة للقيام بالوضعية قد يتسبب إجبار العضلات على القيام بها بشكل يشبه الآخرين ضغطاً على المفاصل أو بعض العضلات الثانوية للتعويض عن ضعف العضلات الأساسية.
وغالباً ما يؤدي تكرار ذلك إلى حدوث إصابات في المفاصل. على سبيل المثال القيام بوضعية الوقوف مع الانحناء إلى الأمام يتطلب مرونة في عضلات الرجل الخلفية فإذا كان الفرد لا يستطيع وضع يديه على الأرض مع المحافظة على استقامة ظهره في هذه الوضعية يمكنه أن يجري تعديلات بسيطة حتى يتمكن من القيام بها ليدرب العضلات المطلوبة، وبعد فترة من التدريب سيستغني الفرد عن كل هذه التعديلات. - بنية الهيكل العظمي: بنية الهيكل العظمي هي عامل لا يقل أهمية عن العضلات عند القيام بالوضعية؛ حيث أن كل فرد لديه هيكل عظمي يتشابه كثيراً مع الآخرين؛ لكن ما لا يعرفه البعض هو أن الهيكل العظمي يختلف بصورة بسيطة من فرد إلى آخر، فشكل مفصل الورك عند بعض الأفراد قد لا يشبه تماماً شكل مفصل الورك عند أفراد آخرين مما قد يجعل القيام ببعض الوضعيات أمراً سهلاً بالنسبة للبعض، لكنه بالنسبة لآخرين يعد شبه مستحيل. وعادة مع التدريب المستمر والصبر يستطيع الفرد التغلب على القيود العضلية بتقوية العضلات وزيادة مرونتها، وقد يتطلَّب الموضوع من البعض عدة أسابيع أو أشهُر أو أحياناً سنوات.