علاقة الطفل بالرياضة في علم الاجتماع الرياضي:
إن الرياضة عبارة عن فعالية حركية تستقطب اهتمام الطفل، حيث يجد فيها منفذ للحصول على المتعة والسرور والسعادة والتحدي والتحرر من القيود التي يصنعها الكبار، إذ أنها مساحة للنشاط الحر، كما أنه غالباً ما يُقبل الأطفال على ممارسة الألعاب الصغيرة التي تتسم بسهولة اللعب وسهولة القوانيين التي تحكمها، مثل (لعبة سباق نقل الكرات من وضع الجلوس تربيع، لعبة سباق الوثب من فوق الكرات الطبية، لعبة المحطات، لعبة الكرة والصياد، لعبة الركض بالبالون).
حيث أن مشاركة الأطفال في الفعاليات الرياضية قد يكون مقترن بدافع ذاتي أو بتشجيع من قبل الكبار، حيث يعتقد أولياء أمورهم بأن الرياضة هي وسيلة لبناء وتطوير شخصية الطفل الرياضي، وتعويده على ممارسة المهارات الاجتماعية، كما أنها عبارة عن أداة تسهم في خلق التوازن العاطفي لدى الطفل الرياضي، حيث تؤدي إلى بناء شخصية الطفل الرياضي شخصية متزنة، كما أنه لا أحد يستطيع تجاهل الفوائد الصحية التي يحصل عليها الأطفال عند الانخراط في ممارسة النشاط الرياضي.
كما تعود مشاركة الطفل بأنشطة الرياضة إلى تقدير إمكانات جسمه، والحركات العديدة التي يستطيع أداءها، كما تعد الرياضة وسيلة تربوية يتعلم الطفل الرياضي من خلالها العادات والقيم والتقاليد السائدة في مجتمعه، كما أنها تنمي في داخله الأخلالق والعادات الفاضلة، حيث تُنمّي فيه احترام القواعد العامة، وتخلق لدى الطفل الرياضي إمكانيات التفريق بين حقوقه أو حقوق الأفراد الآخرين، كما تسهم عملية مشاركة الطفل بالرياضة في خلق قيم التنافس والعمل الجاد من أجل تحقيق الأداء الأفضل والأحسن.
حيث أن تأكيد المهارات البدنية والنفسية من أجل الوصول إلى الفوز يولد شعوراً لدى الأطفال الآخرين بأنهم غير مؤهلين للممارسة هذه الأنظمة، فيعكفون عن المشاركة بها، وبذلك تكون الرياضة وسيلة للتمييز بين الأطفال الرياضيين، وليس وسيلة لجمعهم وتوحيدهم دون النظر إلى الاختلافات في إمكانياتهم البدنية والنفسية والمهارية، وبذلك تصبح الرياضة وسيلة للقضاء على روح التعاون والانسجام والإبداع لدى الاطفال، كما أنه من خلال هذه المناقشة نجد أن الرياضة قد تكون وسيلة غير تربوية أو غير نافعة للطفل، وأن الاستخدام الصحيح والسليم يتوقف على ذاته في عمليتي الإشراف والتوجيه الرياضي للأطفال.