مفهوم إدارة التربية الرياضية:
إن لإدارة الرياضية في علم الاجتماع الرياضي تاريخ طويل ومهم يوازي تاريخ المنافسات والسباقات الرياضية بأكملها على أكمل وجه، حيث أصبحت الرياضة في العصر الحديث تتطلب عناصر وأنظمة وأفكار إدارية جديدة، على أن تتوافق مع تطورات التنظيمات والترتيبات الرياضية الجديدة، كما يعد مفهوم الأنظمة الرياضية الفرعية التابعة لإدارة الرياضية نظام يعمل على تلبية الحاجات المهنية المباشرة التي تحدث بشكل فوري، أثناء سير المسابقات والفعاليات الرياضية بمختلف أنواعها وفئاتها.
كما أنّ إدارة التربية الرياضية تُعبّر عن مفهوم توجيه القيادة والتحكم الرياضي في جهود الأفراد الرياضيين والجماعات الرياضية نحو تحقيق أهداف مشتركة ومتكاملة، حيث يحتاج الفرد الرياضي المهني المختص بالمجال الرياضي إلى وجود خبرات إدارية وتنظيمية وفقاً للمسؤوليات الواقعة عليه، كما يتطلب البعض منها الوعي والاستدراك بأسس الإدارة الرياضية والإشراف على الأفراد الرياضيين، سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو أفراد إداريين.
كما يعتبر الفرد الرياضي الإداري المهني المؤهل هو أحد أهم التخصصات المهنية المرتبطة بقوة المبحث إدارة التربية الرياضية، حيث إن بقية التخصصات المهنية التابعة للمجال الرياضي تحتاج إلى معلومات ومعارف إدارية بنسب متفاوتة، كما تتأسس البنية المعرفية لإدارة الرياضية ولإدارة التربية البدنية الحركية على الأساس النظري التابع للإدارة العامة بمختلف فروعها، وأهمها:
- النمو والتطور الحركي: يقصد به هو المبحث الذي يقوم بالاهتمام بكيفية دراسة آليات النضج العصبي والعضلي التي تسمح له بتطور أداء الممارسات الرياضية في المهارات الحركية، كما أن النمو والتطور الحركي يرتبط غالباً بالأطفال، حيث ترجع أهمية هذا الفرع الرياضي إلى العوامل الوراثية والعوامل الجينية التي لها تأثير في نمط جسم الفرد الرياضي المؤدي للأنشطة الرياضية، كما أن ميكانيكية جسم الإنسان وقوامه والخبرات البيئة لها دور كبير في إحداث التأثيرات على التطور الحركي الرياضي، كما يوجد مؤشرات نضج لها دور في إحداث التأثير في النمو والتطور الحركي مثل القياسات الجسمية (الطول، الوزن)، عمل الفرد الرياضي وخبراته المتعلقة بالاستعداد التنموي والاجتماعي الرياضي، كما أن النمو والتطور الحركي هو عبارة عن التغيرات التي تحدث في السلوك الحركي خلال حياة الإنسان الرياضي.
- التعلم والتطور الحركي: يعتبر التعلم والتحكم الرياضي من أكثر المواد والأنظمة الاجتماعية أهمية نسبة إلى المدرب الرياضي والمدرس الرياضي (المعلم الرياضي)، كما أن هذا المجال يعتبر من أحد أهم العلوم السلوكية المختصة بالأداء الرياضي والسلوكي المختص بكيفية معالجة المعلومات والمعارف، باعتبارها عملية أساسية وضرورية للتعلم الحركي، كما تضم على مدخل المعلومات والمعارف الرياضية من مختلف المصادر، اتخاذ القرار، كما تتشتمل على مخرجات الاستجابة الحركية والسلوكية، التغذية الراجعة.
فإن التغذية الراجعة المختصة بالنشاط الرياضي الحركي تضم متغيرات اجتماعية وحركية داخلية ومتغيرات اجتماعية خارجية، ومتغيرات اجتماعية نهائية ومتزامنة ولفظية وثابتة وفترية، حيث أن للتغذية الرجعة دور مهم وضروري في تغنية وتطوير أداء ممارسة المهارات الرياضية الحركية.
فإن الإطار المفاهيمي المختص بالعمليات الرياضية المعرفية التابع لأفعال الحركية وللأداء المرتبط بكسب المهارة ووصف التعلم الحركي، كما يشمل مبحث التعلم الحركي على عدة موضوعات تعليمية حركية، مثل: (منحى التعلم الحركي، الاستعداد التنموي للتعلم الرياضي، معرفى النتائج ومدى تأثيرها على التعلم الرياضي الحركي، التعلم الزائد، التفسير ذات الطبيعة الإدراكية للمثير الرياضي الذي يحدث داخل الملاعب والساحات الرياضية)، حيث أن هذه العوامل المؤثرة تتفاعل ضمن مفهوم التقدم بالتعلم الرياضي.
كما يشمل التعلم الحركي على مواضيع طرق التدريب، مثل (طرق التدريب الكلي، طرق التدريب الجزئي، طرق التدريب العقلي، طرق التدريب البدني، طرق التدريب التي تتميز بالسرعة، طرق التدريب التي تتميز بالدقة)، كما يتضمن التعلم الحركي على كيفية استخدام المعلومات المختصة بالمهارات الرياضية المفتوحة، وبالانطلاق الذاتي وبالانطلاق الخارجي، وبتوازن الجسم كيفية انتقاله، كما يختص بالطرق المعالجة الرياضية، كما له أثر في فحص درجة انتقال التدريب في الواجبات الحركية من نشاط رياضي إلى نشاط رياضي أخر.
كما أجمع خبراء علم الاجتماع الرياضي أن إدارة التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية تعتبر مادة إعداد وتجهيز مهني عام لجميع فئات الطلاب والتلاميذ الذين يدرسون في مختلف المعاهد وكليات الإعداد المهني، المختص بكيفية إدارة أنشطة التربية الرياضية التربية البدنية الحركية دون النظر والتركيز على تخصصهم المهني الدقيق، سواء كان ذلك في مرحلة الدراسة الجامعية أ في مرحلة الدراسات العليا، وذلك بسبب أنها تشكل ركن مهني أساسي لازم لتشكيل رؤية مهنية عريضة نحو مساندة المهنة الرياضية.