ما هو مفهوم الجمهور المشجع في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الجمهور المشجع في علم الاجتماع الرياضي:

الجمهور المشجع في علم الاجتماع الرياضييُعبّر الجمهور المشجع عن ظاهرة اجتماعية مهمة في معظم المجتمعات الرياضية الحديثة، حيث أنها تُعبّر عن نشاط اجتماعي له أبعاده وإسهاماته الاجتماعية خاصةً فيما يتصل بالتطبيع والتنشئة والتثقيف، بشرط توافر العوامل التربوية والمناخ الاجتماعي المناسب والقيادات الواعية المتفهمة، حيث أنّ كثيراً ما يوصف الجمهور المشاهد بالسلبية بالنسبة إلى الجمهور المشجع، حيث أنّ ذلك باعتبار الجمهور المشجع أكثر ديناميكية من الجمهور المشاهد.

كما أنه من خلال التشجيع الرياضي تتم عمليات التدعيم لقيم المجتمع والتوجيه الهادف؛ وذلك لأن المشجع يدرك عبر تاريخه في تشجيع فريقه أو ناديه أن النصر مطلب صعب يتطلب بذل الجهد والعرق من خلال إعداد جاد ومثابر، كما يدرك أن السمات السلبية مثل الأنانية والغرور هي بوادر تفكك الفريق وضعف تماسكه وتوحده، كما أنها عبارة عن اعتبارات وخبرات اجتماعية تشكل إلى حد كبير في وجدانه واتجاهاته.

كما أن المشجع ينزع بشكل دائم إلى التعبير الصريح والكامل عن مشاعره تجاه الأداء الجيد، حيث تأسره اللعبات الجميلة والأفكار الذكية وروح التضحية والتفاني التي يبذلها لاعبين فريقه، وهو دائم التطلع إلى الكمال، حيث يطالب دائماً بالمزيد من بذل الجهد والتعب، حيث أن هذه الديناميات كفيلة باكساب المشجع عدداً غير قليل من الحصائل الاجتماعية والقيم المرغوبة.

حيث أنها تخلق نوعاً من التوحد بين أفراد الشعب الرياضي، كما أن الفوارق الاجتماعية والطبقية والثقافية والسياسة تذوب خلال عمليات التشجيع الرياضي؛ ممّا يعمل على خلق فرص طيبة وكاملة للتفاهم والتماسك بين عناصر الوطن وفئاته وطوائفه وطبقاته المختلفة، حيث يتجلى ذلك بشكل واضح عندما تلعب المنتخبات الوطنية أمام الفرق الأجنبية، حيث تلتف جماهير الشعب حول فريقها الوطني، كما يتحول عدد كبير وضخم من أفراد الشعب من مجرد مشاهدين إلى مشجعين متعصبين يتطلعون بكل شوق وحماس أن لا نظير إلى فوز بلادهم.

كما أن المنافسات الرياضية وظروف وملابسات التشجيع الرياضي يوفر مناخاً اجتماعياً يعمل على إتاحة الفرص، بفرض أنها مقبولة للتعبير عن الذات والتنفيس عن النوازع والمشاعر التي تعتمل في النفس، كما أنه تم استخلاص وظيفتين اجتماعتين للتشجيع، وهما (أنه يولد في داخل نفس المشجيع شعوراً بالانتماء، أنه يقدم متنفساً اجتماعياً مقبولاً للسلوكيات التي قد يكون من غير المقبول اجتماعياً التعبير عنها في بقية المجالات الاجتماعية الأخرى).

حيث أن الاتجاه الاجتماعي لظاهرة المتعصبين يدعو إلى اعتبار الرياضة إطاراً اجتماعياً مقبولاً للتعبير، كما أصبح له دور اجتماعي متكامل باستمرار في المجتمعات المتقدمة والصناعية، كما تم التأكيد أن الوظيفة التعبيرية للرياضة والتشجيع الرياضي؛ باعتبار إن القدرة على عرض المشاعر والانفعالات من أي نوع تلقى قبولاً فاتراً وأولوية منخفضة للغاية في أوساط العالم الاجتماعي والتكنولوجي.

كما أنه بشكل عام نلاحظ أن المجتمعات الحديثة بتراكيبها المعقدة اجتماعياً واقتصادياً تعمل على سد قنوات تفريغ الشحنات الانفعالية لهذه الطاقات، وعلى الرغم من ذلك فإن الرياضة بشكل دائم تعمل على إتاحة الفرص المناسبة والمقبولة لهذه المتنفسات، أما بالنسبة إلى ظاهرة الاهتمام المغالى فيه والجهد الذي يقدمه المشجع المتعصب لرياضته أو لفريقه المفضل، حيث تم تفسير التفسيرات التالية:

  • التأثيرات المعيارية هي التي تدفعهم إلى هذا الاتجاه كتشجيع فريق المدرسة أو فريق الحي، ولكن بطريقة مختلفة.
  • التشجيع يعمل على إتاحة الشعور بالانتماء والارتباط، من خلال مجموعة من الناس أكبر من الأسرة أو حتى مجموعة الأصدقاء أو الأهل.
  • يصبح المشجعون أصحاب هوية قوية بانتمائهم للفريق الذي يشجعونه؛ حيث لأن أي فريق رياضي يمثل امتداداً لمفهومهم عن ذاتهم.

كما يتضمن مفهوم الجمهور المشجع معاني النشاط والقوة والطاقة والتغير، حيث يعتمد على توضيح العمليات المرتبطة التي تتضمنها جماعة الفريق الرياضي، حيث أهم ما يركز جماعة الفريق الرياضي المشجع هو أنشطة وديناميات التفاعل الاجتماعي المتمثلة في عمليات التماسك الاجتماعي وعمليات التحرك الرياضي.

وحتى تكتمل الصورة الاجتماعية للوسط الرياضي، فإننا من الممكن أن نعتبر النادي الرياضي نموذجاً لمجتمع محلي مصغر؛ وذلك لأنه يتضمن العناصر والمقومات المكونة له وهي كل من (الناس، المكان، التفاعل)، كما أنه يمكن النظر للنادي الرياضي الذي يمتلك جمهور رياضي مشجع كبير أنه يتصف بالثبات النسبي لأعضائه وفرقه وموظفيه، فأعضاء النادي الرياضي الواحد ينظر بعضهم إلى البعض الآخر على أساس انتمائهم وعضويتهم المشتركة في نفس المجتمع المحلي الصغير الخاص بهم.


شارك المقالة: