علاقة الرياضة بالحضارة في علم الاجتماع الرياضي:
إن نمط المعيشة المقترن بالبيئة المحيطة والأحوال الطبيعية الصعبة تطلَّبت من الإنسان الرياضي تنمية وتطوير إمكانياته البدنية وإمكانياته الحركية، العمل على استغلالها لحماية نفسه والأفراد المرتبط معهم أو المرتبطين به، وذلك من أجل توفير العيش الأمثل لهم، فضلاً عن توطيد علاقاته مع أبناء عشيرته، كذلك العمل على تنظيم حفلات رياضية ذات مراسيم وطقوس تزيد من الانسجام بين أفراد العائلة والعشيرة بأكملها؛ وذلك من أجل توفير المتعة والسرور والسعادة للمجتمع بأكمله.
كما أنه وبشكل واضح تنتقل الألعاب الرياضية من حضارة إلى حضارة أخرى، حيث أنه بسبب الانتقال يحدث تغيير في أسلوب وقواعد ممارسة اللعبة بما يتناسب مع طبيعة الحضارة الثانية، حيث يوجد الكثير من التشابه في ألعاب الرياضية الموجودة في المكسيك والهند والهندرواس، وليس من المعقول أن الألعاب الرياضية وجدت بشكل مستقل، حيث أنها نتيجة للتزاور والاختلاط بين الشعوب، حيث حدثت عملية انتقال الألعاب وكل شعب أضاف إضافات تمثل شخصيته وطبائعه.
كما أنَّ للألعاب الموجودة في الحضارات الدور التي تؤديه تلك الألعاب للممارسين، وما يتعلم من خلال الأفراد الممارسين من قيم وعادات وأعراف تتضمنها تلك الألعاب الرياضية، حيث أنه من جانب آخر إن هذه الألعاب كانت ألعاب وجدانية لهم؛ بحيث تمثل عناصر الحضارة الأخرى لذلك المجتمع مثل الآداب الرياضية والموسيقى الرياضية والرقص الرياضي.
حيث أن الألعاب الرياضية البسيطة والسهلة توجد في الحضارات البسيطة، كما أنه عندما تمتاز الحضارة بالنظام ويسود المجتمع الرياضي تشكيل وتنويع من العلاقات الرياضية، حيث نجد أن نمط وطبيعة الألعاب الرياضية الممارسة تتفق أيضاً معه، فعلى سبيل المثال نجد أن الرقص تتعقد حركاته، كما يتسم بالحركات الحركية والمتعددة الاتجاه، حيث أنه عندما يمارس الرقص في مجتمعات معقدة، فالرقص الذي يؤدي على اتجاه خط واحد يمارس في الحضارات القديمة السهلة.
حيث أن تفهم العلاقة بين الحضارة والألعاب الرياضية السائدة فيها هو أن الألعاب الجارية تتأثر بطبيعة وشكل التركيبة الاجتماعية لتلك الحضارة، كما تُعدّ الألعاب الرياضية الحضارية وسيلة للتدريب الصغار على عالم الكبار، كما تهيئهم لتحمل المسؤولية وتعديدهم على متطلبات الحياة الرياضية القادمة، كما أن ألعاب الأطفال الإناث تشير إلى دور كل من المرأة والرجل في تلك الحضارة الرياضية، لذلك فإن الألعاب الرياضية تعكس صورة الحضارة بما فيها من قيم وعادات وتقاليد وطقوس رياضية حركية.
كما أن أغراض التربية البدنية وأسسها العامة لا تخرج من حيّز تحقيق النمو البدني والنمو العقلي والنمو الفكري والنمو الحركي والنمو الاجتماعي، كما إن النمو البدني للفرد الرياضي هو بناء الكفاءة البدنية، وذلك من خلال العمل على تقوية وتطوير وبناء أجهزة الجسم المختلفة بواسطة الفعاليات والمسابقات الرياضية، أما بالنسبة إلى النمو العقلي هو عبارة عن ازدياد قابلية الفرد الرياضي لاكتساب المعلومات والمعارف الرياضية المختلفة أو الاستفادة منها، كما يعمل على زيادة قابلية التفكير الرياضي لديه.
أما بالنسبة إلى النمو الحركي يقصد به التحسن والتطور في أداء وممارسة مختلف الحركات الرياضية أو الفعاليات الرياضية بأقل جهد وتعب ممكن وبرشاقة وكفاءة وجمالية رياضية معينة، أما بالنسبة إلى النمو الاجتماعي حيث يساعد الفرد الرياضي الممارس للنشاط الحركي على التكيف إلى الأفراد والجماعات الرياضية والمجتمع الذي يعيش فيه.
كما أن الثقافة الرياضية تكتسب أهميتها باعتبارها جزءاً من الثقافة الاجتماعية العامة، حيث تتعلق بمسائل تخص مستقبل المجتمع والأمة الرياضية بأكملها، كما تُعدّ اللياقة البدنية واللياقة الحركية واللياقة الصحية العامة للمجتمع الرياضي بحيث تشكل نظاماً تربوياً يلبي الاحتياجات الفردية والاجتماعية، كما أن تنظيمات العاملة في إطار الفعاليات والعناصر المختلفة في التربية البدنية والرياضية، الترويح البدني والتأهيل البدني، بالإضافة إلى الرياضة التنافسية ذات الإنجاز العالي.
كما أن حضارة المجتمع الرياضي اليوم قائمة على العمل الرياضي الجاد وعلى المثابرة، وذلك من أجل تحقيق الأفضل، فضلاً عن الفوز والتنافس، كما نجد أن الرياضة بصفتها الفعالية تضم العديد من القيم والعادات الرياضية السليمة، بحيث تبني شخصية الأفراد الرياضيين الممارسين، كما أن من أهم الوسائل لنقل الحضارات من جيل رياضي إلى جيل رياضي ثاني هي الاتصالات، فهي تعد عملية رياضية لتبادل الأفكار والآراء والمعلومات والمعارف الرياضية بين الأفراد الرياضيين خلال اللغة، كما تكون بهيئة الكلام، الكتابة، الرموز، الإشارات والتعبيرات.
فعلى سبيل المثال الطفل الرياضي الذي ينمو في الولايات المتحدة الإمريكية يتعلم في الغالب كرة السلة، أما بالنسبة إلى الطفل الرياضي الذي ينمو في الدول الأوروبية غالباً ما يتعلم تمارين كرة القدم، كما أن للوسائل الإعلام الموجودة في تلك الحضارات دور مهم وضروري في نقل الأحداث الرياضية بمختلف أنواعها، بحيث تساعد على تجنب الانفعال الحاد والشخصي عند نقل الفعاليات الرياضية بين الحضارات.