مفهوم المقياس السوسيومتري في علم الاجتماع الرياضي:
المقياس السوسيومتري في علم الاجتماع الرياضي: يعتبر من أهم الوسائل والطرق للتعرّف على تركيبة الفريق الرياضي والجماعة الرياضية، والتعرّف على البيئة الخفية والتلقائية للجماعة الرياضية، كما يعتبر المقياس السوسيومتري في علم الاجتماع الرياضي نموذج استمارة تحتوي على عدد من الأسئلة، حيث تكون موزَّعة بالاسم، حيث يشترط فيها التلقائية والصدق في الإجابة، حيث يتكون المقياس السوسيومتري في علم الاجتماع الرياضي من أربعة أسئلة وهما:
- من هم الأشخاص الذين يرغب المستجوب أن يشاركوه في ممارسة نشاط رياضي معين؟
- من هم الأشخاص الذين لا يرغب المستجوب أن يكونوا معه في ممارسة نشاط رياضي معين؟
- من هم الأشخاص اللذين يعتقد المستجوب إنهم يرغبون أن يكونوا معه في ممارسة نشاط رياضي معين؟
- من هم الأشخاص اللذين يعتقد المستجوب إنهم لا يرغبون أن يكونوا معه في ممارسة نشاط رياضي معين؟
حيث أن السؤال الأول والسؤال الثاني يحددان مكانة الفرد الرياضية الواقعية ضمن الجماعة الرياضية، أما بالنسبة إلى السؤال الثالث والسؤال الرابع يحددان مكانة الفرد الرياضي كما يعتقد هو، كما أنه من الأهمية بمكان تقييم نوعية التفاعلات والعلاقات الاجتماعية بين اللاعبين في الفريق الرياضي الواحد، حيث أن هذا التقييم لا يأتي إلا من خلال المدرب الرياضي الناجح الذي بإمكانه أن يشعر بنوعية هذه التفاعلات والعلاقات، سواء كان أثناء ساعات التدريب أو خلال سير المنافسات والسباقات الرياضية الدولية أو المحلية.
كما توجد بعض الوسائل العلمية التي يمكن من خلالها قياس العلاقات والتفاعلات الاجتماعية الرياضية بين اللاعبين أعضاء الفريق الرياضي الواحد، حيث يُعدّ الاختبارالسوسيومتري الوسيلة الشائعة والهامة لقياس العلاقات الاجتماعية في الفرق الرياضية، كما تسهم الاختبارات السوسيومترية في علم الاجتماع الرياضي في التعرف على تركيب الفريق الرياضي وتوضيح أقسامه الداخلية؛ حيث أنه على سبيل المثال اكتشاف القادة والمتطوعين والمعزولين الرياضيين والأتباع والأطراف الرياضي المتنازعة أو المتنافسة على قيادة الفريق والشلل؛ أي جماعات الأصدقاء التي يشتمل عليها الفريق والصراعات الداخلية التي تحدث بين أفراد الفريق الرياضي.
كما يمكن تعريف المقياس السوسيومتري في علم الاجتماع الرياضي أنه أداء وممارسة العلاقات الاجتماعية الرياضية داخل الجماعة الرياضية، كما أنها هي عبارة عن تقدير العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الأفراد الرياضيين تقدير كمياً، كما أنها هي التي تحدد أنواع العلاقات التلقائية التي تجعل الأفراد الرياضيين ينجذبون إلى بعضهم البعض، أو ينفرون من بعضهم البعض، أو يظلون على علاقة حيادية بعضهم البعض.
كما أنها هي عبارة عن مجموعة من الأسئلة الذي يقوم اللاعب الرياضي بصورة منفردة بالإجابة عليها محدداً لاختياره، سواء بالقبول أو بالرفض لأعضاء الفريق الرياضي الذي ينتمي إليه في مواقف اجتماعية مرتبطة بنشاط الفريق الرياضي، كما يتم التحديد فيها عن طريق كتابة أسماء بعض زملائه في الفريق الرياضي في هذه المواقف الاجتماعية الرياضية.
كما أن المقاييس السوسيومترية هي عبارة عن ممارسة تهدف للتعرف هلى شبكة العلاقات والتفاعلات بين اللاعببين أعضاء الفريق الرياضي الواحد، وكذلك للتعرف إلى كيفية تركيب الفريق الرياضي وتوضيح أقسامه الداخلية، كما تُعدّ الاختبارات السوسيومترية من أهم أدوات رصد العلاقات الاجتماعية بين الأفراد الرياضيين، وحتى تكون عمليات جمع البيانات من خلال هذه الأداة يجب توافر مجموعة من الشروط لتكون أداة فعالة في جمع البيانات وأهمها:
- ضرورة إجراء الاختبار في جو ضمن لجميع أفراد الفريق الرياضي عدم إفشاء اختياراتهم، سواء بالقبول أو بالرفض، أو ضرورة كفالة السرية التامة لإجابات كل لاعب رياضي من أفراد الفريق الرياضي.
- أن تكون فترة زمنية محددة ومعقولة بحيث تسمح لأفراد الفريق الرياضي تكوين علاقات معينة مع بعضهم البعض.
- ضرورة القيام بتحديد الجماعة الرياضية التي يمكن للاعب أن يختار أفرادها سواء بالقبول أو الرفض، مثل تحديد حدود الجماعة الرياضية بالفريق الرياضي الواحد.
- ضرورة القيام بتحديد الموقف الاجتماعي الرياضي الذي يطلب فيه من كل لاعب في الفريق الرياضي تحديد اختياره، سواء بالقبول أو الرفض بالنسبة إلى لبقية الزملاء، مثل (تفضيل اللعب أو عدم تفضيل اللعب بجوار لاعب معين، أو تفضيل المشاركة أو عدم مشاركة الزميل في غرفة واحدة أو تبادل استخدام ملابس التدريب الرياضي).
- ضرورة مراعاة أن تكون المواقف الاجتماعية التي يطلب فيها من كل لاعب تحديد نوعية اختياره عبارة عن مواقف حقيقية، وليست مواقف افتراضية أو وهمية أو تصويرية؛ أي بمعنى أنها دائمة الحدوث بصورة حقيقية وواقعية حتى يستطيع اللاعب في الفريق الرياضي الاستجابة للأسئلة في ضوء الواقع الفعلي.
- يراعي عدم تأثر الموقف الاجتماعي ببعض العوامل الضاغطة التي قد تسهم في إجبار اللاعب على اختيارات معينة، أو تجعله يقوم بتحديد أسماء أو أسباب غير حقيقية، مثل وجود ضغوط القائد الرياضي أو وجود ضغوط بعض الزملاء في الفريق الرياضي.
- ضرورة العمل على توافر عوامل الثقة المتبادلة بين القائد الرياضي الذي يقوم بتطبيق الاختبار السوسيومتري وبين اللاعبين أعضاء الفريق الرياضي الذين يقومون بالإجابة على هذا الاختبار؛ حتى يسهم في صحة ودقة النتائج.
- من الأهمية أن يشعر كل من أعضاء الفريق الرياضي بأن الاختيار له نتائج تعود عليه أو على الفريق الرياضي بالفائدة وبالنفع.
- يمكن في الاختبار السوسيومتري القيام بتحديد عدد اللاعبين الذين يطلب من اللاعب اختيارهم، سواء بالقبول أو بالفرض في المواقف الاجتماعية الرياضية المختلفة.
- يمكن في الاختبارات السوسيومترية القيام بمطلبة كل لاعب رياضي من أعضاء الفريق الرياضي أن يكتب ويوضح أسباب القبول أو بالرفض، كما أن هذا الأمر يسهم في قدرة القائد الرياضي على التعرف على أهم الأسباب التي ترتبط بعمليات التفاعلات والعلاقات الاجتماعية داخل الفريق الرياضي أيجابياً أو سلبياً.
- يراعي صياغة أسئلة الاختبار أن تكون مناسبة وملائمة لمستوى اللاعبين، وأن تكون واضحة وحددة ومختصرة بقدر الإمكان، وأن يقوم كل لاعب بكتابة اسمه في أعلى بطاقة الأسئلة، مع العمل على مراعاة عدم كتابة كلمة (اختبار) في بطاقة ألأسئلة؛ وذلك لأنه قد تثير لدى بعض اللاعبين أنهم داخل موقف امتحان، وأن تكون إجاباتهم أما خاطئة أو صحيحة، أو قد تثير لدى اللاعببين محاولة إعطاء إجابات مقبولة رياضياً اجتماعياً، بدلاً من إعطاء تمثل الواقع الفعلي والحقيقي لاختياراتهم.
- كما تؤثر طبيعة العلاقات السوسيومترية بين اللاعبين في الفريق الرياضي على إنجازاتهم التي يسعون إلى القيام بتحقيقها، والعمل على الوصول إليها، حيث أنه بالرغم من الكفاءة التدريبية العالية لأعضاء الفريق الرياضة، وقدراتهم العالية ومهاراتهم الفردية، حيث لن يكون لديهم انجازات رياضية في ضل غياب العلاقات الاجتماعية الثنائية والعلاقات الاجتماعية الجماعية.
- كما أن الاستجابة التقائية في اختيار أو رفض بعض أعضاء الجماعة هي الأساس في نجاح الاختبار السوسيومتري في وصف العلاقة الاجتماعية بين أفراد تلك الجماعة الرياضية، كما أنه حتى نضمن حدوث الاستجابة التقائية يجب على المدرب أن يقوم بإجراء الاختبار السوسيومتري في جو ومناخ بعيد عن الناحية الرسمية والنظام الدقيق الرسمي، الذي يسوده في العادة في الجو الفصل الدراسي أو في الجماعة عموماً في الفريق الرياضي؛ وذلك ليتحقق من تماسك الجماعة الرياضية.
كما يجب أن يفهم أعضاء الجماعة الرياضية جيداً وصورة قاطعة أن أسئلة الاختبار السوسيومتري ذات فائدة كبيرة ومهمة لتحقيق جياة اجتماعية أفضل، حيث أن هذا الأمر متروك للمدرب الرياضي أو للمدرس التربية الرياضية؛ وذلك حتى يقنع الأفراد الرياضيين بصورة حقيقة مفهومة، كما أن طريقة إقناع الأفراد الرياضيين تأتي في المكان والمرتبة الأولى.
