اقرأ في هذا المقال
- مفهوم المنظمة في علم الاجتماع الرياضي
- أهمية المنظمة في علم الاجتماع الرياضي
- اتجاهات المنظمة في علم الاجتماع الرياضي
مفهوم المنظمة في علم الاجتماع الرياضي:
المنظمة في علم الاجتماع الرياضي: وهي وحدة اجتماعية منسقة بشكل متعمد مع وجود حدود نسبية معروفة لها، حيث تعمل بشكل متواصل ومتكامل لتحقيق أهداف عامة؛ كما أن الوحدة الاجتماعية هي عبارة عن مكوّن اجتماعي من أفراد وجماعات متفاعلين ومتعاملين مع بعضهم البعض ضمن إطار تنظيمي منسق ومتوازن، وتخضع المنظمة للعملية الإدارية؛ أي بمعنى تخضع المنظمة إلى وظائف التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.
فإن المنظمة لها حدود نسبية معروفة، وهذا يعني أن للمنظمة حدود مميزة ولكنها ليس واضحة بشكل دائم؛ لأن هذه الحدود يمكن أن تتغير بمرور الزمن، حيث أنها وجدت لتحقيق أهداف عامة؛ أي بمعنى وجدت لإنجاز وتحقيق شيء ما، كما يمكن القول أن المنظمات هي تنظيم اجتماعي يعتمد في الأساس على التعاون، حيث أنها صممت لتسهيل أداء الأفراد وموجه نحو تحقيق الأهداف.
فالمنظمات بدأت عندما وحد الأفراد الرياضيين جهودهم وتعبهم لتحقيق هدف محدد، وقد قامت المنظمات على قاعدة إيجاد علاقات اجتماعية وتنظيمية بين الأفراد الرياضيين للعمل معاً لتحقيق أهداف معينة ومحددة، وبذلك المنظمات توجد عندما تعمل مجموعة مختارة من الأفراد الرياضيين بشكل تناسقي لإنجاز هدف محدد، وبسبب ذلك المنظمات هي أدوات اجتماعية ومستمرة بشكل يمكن المجتمع الرياضي من خلالها الحصول على أشياء لإشباع الحاجات والميول.
أهمية المنظمة في علم الاجتماع الرياضي:
إن المنظمات الرياضية هي الحجر الأساس في المجتمعات الرياضية؛ كونها تمثل عنصر وعامل التطوير والتحديث في المجتمع الرياضي، وذلك باعتبارها الوحدات القاعدية في بناء المجتمعات الرياضية، كما تعد المنظمات الأداة والوسيلة لإشباع الحاجات الإنسانية والاجتماعية والفردية بمختلف أصنافها ومجالاتها؛ فهي تمتلك تأثيراً واسعاً ومتكاملاً في سلوكيات المجتمع الرياضي والأفراد الرياضيين.
كما تمثل الوسيلة والطريقة التي من خلالها يمارس الأفراد الرياضيين أعمالهم ووظائفهم في المجتمع الرياضي؛ لأنها توفر وتضمن الوظيفة للأفراد الرياضيين العاملين باعتبارها مصدر الدخل والمعيشة؛ فالمنظمات الرياضية تمثل في أساسها القيادات الرائدة في المجتمع الرياضي، وبذلك تتحمل مسؤولية الرقابة والتوجيه للمجتمعات المختلفة، وقيادتها في متاهات ومجاهل المستقبل بما يوفر الأمان الاقتصادي والاجتماعي لأفراد الرياضيين.
كما تعتبر المنظمات كيانات هامة في المجتمعات الرياضية المعاصرة لأسباب عدة، من أهمها إن المنظمات هي الشكل السائد في المجتمعات الرياضية المعاصرة؛ أي بمعنى أنها الشكل المؤسسي المهيمن على مقدراتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حيث أن المنظمة هي عبارة عن وجود اجتماعي تم تطويره من قبل الأفراد الرياضيين؛ لتحقيق وإنجاز أشياء لا يمكن تحقيقها بغير ذلك.
وهي تأخذ أفراداً متنوعين، ومعارف ومعلومات مواد أولية، مع وضعهم في هيكل ونظام ليُعبّر عن وحدة اجتماعية متكاملة، وبالتالي يتم النظر إلى المنظمة الرياضية كنظام مكون من مدخلات وعمليات ومخرجات، حيث أنها تحتوي على علاقات اجتماعية؛ لأنها تأخذ أفراداً رياضيين متنوعين، وأنها وسيلة لإشباع الحاجات كونها وحدة اجتماعية متكاملة للإنتاج، والعلاقات داخل المنظمة هي علاقات اجتماعية وتكاملية كونها وحدة اجتماعية متكاملة.
اتجاهات المنظمة في علم الاجتماع الرياضي:
- الاتجاه الاجتماعي: حيث ينظر من خلال هذا الاتجاه إلى المنظمة الرياضية على أنها تكوين أو تنظيم اجتماعي، حيث يُعبّر هذا المفهوم عن الإطار الاجتماعي للمنظمة الرياضية عن طريق تقديم عنايته واهتمامه بكيفية تنظيم وترتيب الجماعات الرياضية والأفراد الرياضيين وتوحيد جهودهم.
فإن المنظمة الرياضية تُعبّر عن تنظيم اجتماعي يحتوي على فعاليات ونظم اجتماعية محددة ومتخصصة؛ أي بمعنى أن المنظمة هي عبارة عن تجمعات اجتماعية من الأفراد الرياضيين والمجموعات الرياضية ترتبط بواسطة علاقات اجتماعية هادفة ومتغيرة، كما أنها تعمل في محيط اجتماعي ملاءم ومناسب.
- الاتجاه السلوكي: وهو الاتجاه الذي ينظر إلى المنظمة الرياضية من وجهة نظر سلوكية وحركية معتمدة على أساس سلوكيات الأفراد الرياضيين والجماعات الرياضية والمنظمة الرياضية وعمليات التفاعل بينها، حيث أن المنظمة الرياضية تُعبّر عن مجموعات سلوكية تحدد العلاقات داخل المنظمة الرياضية، وتتحكم في اتجاهات عملها وأدائها من خلال تحديد الأدوار والسلوكيات فيها.
وقد انعكس هذا الاتجاه في جملة من التعريفات، ومنها (المنظمة عبارة عن مجموعة من السلوكيات الأفراد الرياضيين المشتركين بالتنظيم)، كما أن المنظمة الرياضية هي عبارة عن نظام من العلاقات الاجتماعية الترابطية النمطية.
- الاتجاه الهيكلي: وهو الاتجاه الذي ينظر إلى المنظمة من وجهة نظر سلوكية أنها نظام يتكون من هيكل اجتماعي تنظيمي مترابط ومبني على أساس العلاقات الاجتماعية والتبادلية داخل المنظمة الرياضية، فالمنظمة على وفق ذلك عبارة عن تنظيم هيكلي يحدد بشكل دقيق مواقع عمل الأفراد الرياضيين والجماعات الرياضية في المنظمة الرياضية.
حيث يستطيع الفرد الرياضي النظر إلى الهيكل التنظيمي لأي مؤسسة رياضية؛ وذلك لإدراك طبيعة عمل الوحدات والأقسام داخل المؤسسة الرياضية، وهو القسم الرسمي التي يتم من خلالها إدارة أعمال المنظمة الرياضية، عن طريق تحديد أنظمة السلطة والاتصال بين الأفراد الرياضيين، كما يعتبر أنظمة اجتماعية للقوة والعلاقات الاجتماعية بين الوحدات التنظيمية الذي يحدد شكل وطبيعة العمل الذي يلزم المنظمة الرياضية.
- الاتجاه الوظيفي: وهو الاتجاه الذي ينظر إلى المنظمة الرياضية من زاوية إنها جهاز اجتماعي يؤدي مجموعة من الوظائف المتنوعة والمنتظمة، وعليه فإن المنظمة الرياضية عبارة عن إدارة لهذه الوظائف؛ فإنها تهتم بإدارة مجموعة من الوظائف الأساسية، ويتمثل هذا الاتجاه في المفاهيم التالية:
1. المنظمة الرياضية: هي عبارة عن الإدارة الوظيفية، حيث تعني إدارة مجموعة من الوظائف والمهام الاجتماعية المتنوعة.
2. المنظمة الرياضية: هي عبارة عن علاقات عمل اجتماعي محددة بوظائف ومهام متنوعة.
3. المنظمة الرياضية: هي عبارة عن مؤسسة أو تشكيل وتكوين تنظيمي له وظائف محددة.
4. المنظمة الرياضية: هي عبارة عن عمليات وأدوار اجتماعية ذات طبيعة متصلة ومترابطة.
- الاتجاه الجزئي: حيث يهتم هذا الاتجاه بدراسة المنظمة الرياضية من خلال دراسة أجزائها ومحتوياتها بشكل تفصيلي؛ أي بمعنى أن هذا الاتجاه يركز على دراسة المنظمة الرياضية من الداخل، كما يركز هذا الاتجاه على دراسة العلاقة بين مكونات المنظمة الرياضية وسلوكيات الأفراد الرياضيين والجماعات الرياضية في المنظمة الرياضية.
حيث يعتمد هذا الاتجاه على دراسة السلوك الفردي في المنظمة الرياضية وأثره وعلاقته بسمات وصفات المنظمة الرياضية، كما يركز على دراسة مكونات الهيكل والفعاليات الاجتماعية التي تصف أقسام المنظمة الرياضية، ويكون التركيز فيها على دراسة الوحدات الفرعية في المنظمة الرياضية، مثل (جماعات العمل الرياضي، التقسيمات الهيكلية، المستويات الإدارية).
- الاتجاه الشامل: حيث يهتم هذا الاتجاه بدراسة المنظمة الرياضية بإطار شامل من خلال التركيز على المنظمة باعتبارها وحدة كاملة، كما يركز هذا الاتجاه على دراسة المنظمة الرياضية من خلال تفاعلها مع محيطها الخارجي، وعلى علاقات المنظمة الرياضية بالمجتمع الرياضي ودراسة سلوكيات المنظمة ووظائفها ومهامها العامة.
كما يركز هذا الاتجاه على قابلية المنظمة الرياضية على التأقلم والموائمة لتحقيق أهدافها، بإضافة إلى دراسة مكوناتها وأنواعها وأشكالها.