أسباب حدوث العنف بين اللاعبين في علم الاجتماع الرياضي:
- سمات الشخصية الرياضية: إن العنف الرياضي بمختلف أنواعه والعدوان الرياضي يرتبط بأهم السمات والصفات الشخصية المميزة الخاصة باللاعب الرياضي؛ حيث أن ذلك يساعد على حدوث ردود فعل واستجابات حركية قوية متمثلة في ردود فعل العدوان الرياضي والعنف الرياضي، مثل (عدم وجود الاستقرار العائلي، عدم وجود الاستقرار النفسي، عدم وجود الاستقرار بين علاقات الأفراد الرياضيين ببعضهم البعض، سرعة الغضب، سرعة العصبية، عدم الثقة بالذات، وجود الحاجة إلى التسامح والصدق والأمان، وجود أهم الاضطرابات الشخصية)؛ حيث أن تلك السمات والصفات الشخصية تساعد على سرعة انفعال اللاعب الرياضي أثناء تواجده في المنافسات الرياضية.
- المنافسات الرياضية: إن المنافسات الرياضية بين اللاعبين ببعضهم البعض وبين الفرق الرياضية تعتبر عامل مهم وركيزة أساسية وضرورية لجميع الأنشطة الرياضية والأنشطة البدنية الحركية، حيث أن أوقات التدريب الرياضي تساعد على إعداد اللاعب الرياضي؛ ليحقق أفضل المستويات والأداء الرياضية أثناء المنافسات الرياضية.
كما تعتبر المنافسة الرياضية نشاط رياضي حركي يحاول من خلالها اللاعب الرياضي تحقيق الفوز والتقدم على أعلى المستويات؛ حيث أن هذا الأمر يعمل على تطلب ضرورة استخدام اللاعب الرياضي أقصى قدراته البدنية وقدراته الجسمية وقدرته الحركية؛ أي بمعنى أن المنافسات الرياضية لها علاقة بالكثير من المواقف الاجتماعية والمواقف الرياضية الانفعالية التي تتميز بقوة الغضب والاستثارة، كما لها علاقة بالكثير من مواقف الإحباط الرياضي التي يعاني منها اللاعبين الرياضيين.
فعلى سبيل المثال في بعض الأوقات قد يعاني لاعبين كرة القدم من الإحباط الرياضي؛ حيث أن ذلك يتم في حالة مهاجمته بشكل ناجح أو في حالة الفشل في تحقيق الخداع للفريق المنافس، ومثال ثاني لاعب كرة السلة قد يعاني من الإحباط في حالة الفشل في تسجيل الرمية الثلاثية.
كما أن كثرة التركيز على ضرورة تحقيق الفوز بين اللاعبين الرياضيين يُعدّ من أهم العوامل التي تساعد على حدوث العنف بين اللاعبين الرياضيين أثناء سير المنافسات الرياضية؛ حيث ينتج عن ذلك قيام اللاعبين الرياضيين بتجاوز قواعد وقوانين وأنظمة المنافسات الرياضية، كما أنهم يعتبرون بأن قواعد المنافسات الرياضية هي سبب في عدم قدرتهم على تحقيق الفوز والنجاح الباهر أثناء المباريات الرياضية؛ حيث أن بذلك تزداد بكثرة نسبة حدوث المخالفات والعنف الرياضيين؛ نظراً إلى زيادة أهمية تحقيق الفوز للاعب الرياضي.
- قواعد وقوانين اللعب: إن لقواعد اللعب الرياضي دور مهم وكبير في حدوث السلوك العدواني والسلوك العنف بين اللاعبين الرياضيين وبين الأفرقة الرياضية، حيث أن قيام اللاعبين باستخدام أساليب العنف والعدوان الرياضي يرجع إلى تواجد الفروق في الأنظمة والقواعد والقوانين الخاصة بالنشاط الرياضي، بنسبة أكبر من اتجاهات اللاعبين الرياضيين نحو استخدام العنف أو العدوان الرياضي.
فعلى سبيل المثال تتيح لعبة كرة القدم مجال كبير للاعبين الرياضيين وللحكّام الرياضيين الذي يديرون أعمال اللعبة؛ للتعرف على عواقب ممارسة أعمال العنف بين اللاعبين الرياضيين، كما أن قانون لعبة كرة السلة يحدد بكل دقة قانون اللعب الرياضي وقانون العقوبات الرياضية؛ حيث أن ذلك الأمر يعمل على التقليل من استخدام العنف والعدوان بين اللاعبين الرياضيين.
- تحقيق الفوز أو تحقيق الهزيمة: إن اللاعب الرياضي في حالة حقق الهزيمة بنسبة كبيرة ومتكررة يقوم بممارسة أساليب وطرق العنف والعدوان الرياضي بدرجة أكبر من اللاعب المنافس الذي حقق الفوز؛ أي بمعنى أن اللاعب الرياضي الذي حقق الخسارة يصيبه الإحباط بنسب كبيرة.
- ترتيب الفريق الرياضي أو اللاعب الرياضي: إن لترتيب الفريق الرياضي وترتيب اللاعب الرياضي دور مهم كبير في إحداث العنف والعدوان الرياضي، حيث أن اللاعب الذي يحتل المرتبة الأخيرة يمتلك القدرة على ممارسة السلوك العدواني والسلوك العنف أكثر من اللاعب الرياضي الذي يحتل مراتب متقدمة.
- فارق النقاط: إن وجود فارق النقاط بين الأفرقة الرياضية أو بين اللاعبين الرياضيين يرتبط بنسبة كبيرة بحدوث العدوان الرياضي والعنف الرياضي، ففي حالة كان الفارق النقطي بين اللاعبين الرياضين أو بين الأفرقة الرياضية فارق قليل؛ فإن ذلك يقلل من حدوث العنف والعدوان بينهم وذلك؛ لأن للعدوان الرياضي سبب في التأثير على نتيجة المباراة الرياضية.
كما أن اللاعب الرياضي في هذه الحالة يصبح أكثر حرصاً وانتباهاً على عدم ممارسة العنف والعدوان، أما في حالة كان الفارق النقطي بين الأفرقة الرياضية فارق كبير؛ فإنه يحتمل ممارسة العنف والعدوان الرياضي بين اللاعبين؛ حيث أن ذلك لعدم قدرة اللاعبين الرياضيين على تعويض الفارق النقطي.
- اللعب خارج ملعب الفريق الرياضي: إن الأفرقة الرياضية التي تلعب خارج أرضها تلجأ بشكل متكرر إلى ممارسة السلوك العدواني بينهم وبين الأفرقة المنافسة لها.
- درجة الاحتكاك البدني بين اللاعبين الرياضين: إن زيادة وجود الاحتكاك بين اللاعبين الرياضيين أثناء سير المنافسات الرياضية خاصةً منافسات الأنشطة الرياضية الجماعية مثل (لعبة الهوكي، لعبة كرة القدم، لعبة كرة القدم الأمريكية)، ينتج عنها كثرة ممارسة السلوك العدواني والسلوك العنف بين اللاعبين الرياضيين، حيث يعتبر الاحتكاك البدني عامل معاق للاعب الرياضي المنافس نحو تحقيق هدفه وغايته، ففي حالة زادت التكرارات بين اللاعبين الرياضيين؛ فإنه يزداد نسبة حدوث الإحباطات بين اللاعبين الرياضيين.
- التعزيز أو التدعيم الإيجابي: إن التعزيز الرياضي الإيجابي للاعب أو للفريق الرياضي سواء كان من اللاعبين الرياضين أو من الجمهور المشاهد أو من الجمهور المشجع أو من الأفراد الإداريين، دور مهم في حدوث العدوانية والعنف بين لاعبين الأفرقة الرياضية؛ حيث أن للتعزيز والتدعيم الإيجابي صور وأشكال متعددة مثل الإشارات الحركية، الألفاظ الحركية والهتافات العدوانية.
كما أن لحكّام المنافسات الرياضية دور كبير ومهم في إثارة العوامل والأسباب المسببة لحدوث العنف والعدوان بين اللاعبين الرياضيين، ففي حالة عدم قيام حكم المنافسة الرياضية بوضع العقوبة الفورية المناسبة لكل أداء عدواني يحدث، فإنه يسهم في زيادة احتمال تكرار العنف بين اللاعبين الرياضيين.
- اللاعبون المدافعون واللاعبون المهاجمون: إن للاعبين الرياضيين المدافعين دور مهم وكبير في حدوث العدوان أكثر من اللاعبين المهاجمين؛ حيث أن ذلك نظراً إلى أن المهاجم الرياضي هو الذي يمتلك الكرة في أغلب الأوقات، فإن اللاعب المدافع يحاول بجميع الطرق والوسائل إيقافه، حيث أن تكرار هذه الحالات تؤدي إلى ممارسة السلوك العدواني بنسب متكررة.
- وسائل الإعلام الرياضي ومواقع التواصل الاجتماعي: إن لوسائل الإعلام الرياضي سواء كانت وسائل مرئية أو وسائل مسموعة أو وسائل مكتوبة، ومواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، التوتير، إنستغرام)، دور مهم وكبير في إثارة العنف بين اللاعبين الرياضيين وبين الأفرقة الرياضية.
- الحالة التدريبية للاعب: إن اللاعبين الرياضيين الذين يتميزون بحالة تدريبية ورياضية عالية؛ أي بمعنى اللاعبين الذين يتميزون بارتفاع مستوى اللياقة البدنية والمهارية والنفسية، يمتلكون نسب قليلة لحدوث السلوك العدواني؛ حيث أن ذلك عكس اللاعبين الذين يتميزون بحالة تدريبية منخفضة، حيث أنهم يمتلكون احتمالات كبيرة لظهور السلوك العدواني.