ما هي أنواع العدوان في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


 أنواع العدوان في علم الاجتماع الرياضي:

إن ظاهرة العدوان والعنف في مجال المنافسة الرياضية بين الأفرقة والجماعات الرياضية تحتل مكانة واضحة متكاملة وكبيرة من اهتمام وعناية وتركيز علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية، حيث يجب أن يتم التفريق بين أنواع العنف وأنواع العدوان ضمن مجال التنافس الرياضي الذي يحدث بين الفِرق والجماعات الرياضية، وأهمها (العدوان والعنف الرياضي بين لاعبين الفرق الرياضية التي تتنافس داخل نطاق الملاعب الرياضية، عدوان وعنف الأفراد الرياضيين سواء كانوا جمهور مشاهد أو جمهور متفرج للمنافسة الرياضية، سواء كان ذلك داخل المدرجات أو في خارجها).

كما أن العدوان التي يحدث بين الفرق الرياضية والجماعات الرياضية هو عبارة عن السلوك الاجتماعي الرياضي الذي يقوم به لاعب أو أكثر من لاعبين من الفريق الرياضي؛ حيث أن ذلك للعمل بكل أنواع المحاولة لإصابة أحد لاعبين الفرق الرياضية المتنافسة، ولإحداث الضرر أو إيذاء لاعب أو أكثر من لاعبين الفريق الرياضي المتنافس.

فالعدوان في مجال المنافسة الرياضية بين الأفرقة الرياضية والجماعات الرياضية هو عبارة عن سلوك اجتماعي ورياضي موجه ومقصود ضد المنافس الرياضي أو ضد مجموعة من اللاعبين الرياضيين المنافسين؛ حيث أن ذلك بهدف العمل على إلحاق الضرر والإيذاء، وذلك مع وجود توقعات بأن العدوان الاجتماعي سوف يكون ناجحاً في إحداث الأذى والضرر أو المعاناة بنتيجة كبيرة، كما يمكن تقسيم العدوان في مجال المنافسة الرياضية بين الأفرقة الرياضية أو الجماعات الرياضية إلى نوعين مهمين؛ حيث أن ذلك ضمن أسس النتيجة الاجتماعية والرياضية المتوقعة من أداء السلوك العدواني، وهما:

  • النوع الأول (العدوان العدائي): فهو عبارة عن السلوك الاجتماعي والحركي التي يحاول به الفرد الرياضي إصابة لاعب رياضي آخر؛ حيث أن ذلك لإحداث الأذى والضرر والعنف لفرد رياضي آخر، كما يكون هدفه أن يتمتع ويشعر بالرضا والسعادة بمشاهدة الأذى أو العنف أو المعاناة التي قام بإلحاقها بالفرد الرياضي المعتدي عليه، كما يحدث العدوان العدائي في علم الاجتماع الرياضي وفي المجال المنافسة الرياضية في الكثير من المواقف الرياضية التي تتصف بطابع تنافسي رياضي واجتماعي.

فعلى سبيل المثال قيام لاعب كرة القدم المدافع بمحاولة إحداث الضرر والإصابة الرياضية بقدم لاعب الفريق الرياضي المنافس، ومثال ثاني؛ قيام لاعب كرة السلة بمحاولة إحداث الضرر والعنف للاعبين الفريق الرياضي المنافس؛ حيث أن ذلك عن طريق دفع لاعب الفريق المنافس بيده للسقوط على الأرض.

  • النوع الثاني (العدوان الوسيلي): حيث يقصد به هو السلوك الاجتماعي والسلوك الحركي الرياضي الذي يحاول إصابة كل لاعب رياضي آخر؛ حيث أن ذلك لإحداث العنف والأذى أو المعاناة للفرد الرياضي الآخر، وبهدف الحصول على أنظمة التعزيز أو أنظمة التدعيم الخارجي، مثل الحصول على تشجيع الجمهور الرياضي سواء كان جمهور متفرج أو جمهور مشاهد، أو للحصول على رضا أفراد المجتمع الرياضي أو إعجاب المدرب الرياضي، حيث أنه في هذه الحالة يكون الهدف من ممارسة العدوان هو الحصول على هدف معين، مثل الحصول على جائزة رياضية أو رضا اجتماعي متكامل أو تشجيع رياضي كبير.

كما يوجد علاقة بين أنواع العدوان الرياضي (العدوان الوسيلي، العدوان العدائي)، وتتمثل في عدة أمور وعوامل وأهمها:

1.  العمل على استخدام القوة الرياضية والحركية المشروعة، حيث أن ذلك ضمن لوائح وقوانين المنافسة الرياضية.

2. عدم وجود أي هدف أو غاية أو نية لإحداث الإيذاء لمنافس الرياضي.

3. إن الهدف من ممارسة العدوان بمختلف أنواعه هو محاولة تحقيق الفوز على الفريق المنافس.

4. عدم وجود ارتباط بين الأداء الرياضي وبين أوقات حدوث انفعال الغضب الاجتماعي.

كما يمكن تفسير أنواع العدوان في علم الاجتماع الرياضي ضمن أسس الفروق الفردية، سواء كانت فروق فردية ثابتة بشكل نسبي أو فروق فردية متحركة بشكل نسبي، حيث أن ذلك من حيث وجود اختلاف المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله نحو السلوك الاجتماعي العدواني ضمن مواقف رياضية متعددة ومختلفة، ففي حالة كان العدوان الرياضي عدوان انتقالي وعدوان وقتي لدى الفرد الرياضي؛ فإنه يختلف شدته وقوته من وقت رياضي إلى وقت رياضي آخر.

كما يعتبر العدوان لدى الأفراد الرياضيين الذي يتسمون بالسلوك الاجتماعي العدواني في عدد كبير نسبياً من المواقف الرياضية؛ حيث أن ذلك سواء كان ضمن مواقف المنافسات الرياضية أو أثناء تعاملهم مع الأفراد الآخرين في الحياة الاجتماعية اليومية، كما أنه من الممكن أن يرتبط العدوان الرياضي بمواقف اجتماعية تخص المجتمع الرياضي بأكمله.


شارك المقالة: