العلاقة بين الإرهاق والسلوك الحركي في الرياضة:
إن حالة الإرهاق هي حالة شائعة في جميع أشكال الأداء الرياضي، حيث أنه عبارة عن وصف يهدف إلى عكس نتيجة نهائية، كما أن الإرهاق الجسدي هو التعبير المستخدم لوصف التعب العضلي الهيكلي أو عدم القدرة العامة على الاستمرار في الأداء الجسدي بالمستوى المطلوب؛ بسبب استهلاك جميع مخازن الطاقة، حيث يعتبر الإرهاق الجسدي أكثر شيوعًا في الأنشطة الرياضية الجماعية مثل لعبة كرة القدم أو لعبة كرة السلة، بالإضافة إلى النشاط الذي يحدث على مدى فترة زمنية أطول.
أما بالنسبة إلى الإرهاق العقلي هو عبارة عن فقدان الاهتمام العقلي، حيث يمكن أن يحدث الإرهاق العقلي أثناء حدث رياضي غير محدد، مثل سباق التحمل وسباق الوثب، ولكن بشكل أكثر شيوعًا تحدث هذه الحالة بطريقة تراكمية بسبب عوامل حركية مثل ضغط المنافسة عالية المستوى أو الضغط المفروض على الرياضي من خلال جلسات التدريب اليومية.
حيث يوجد عدة مصطلحات تدل على تعبيرات الإرهاق العقلي، مثل الإرهاق والجمود والفاجعة الذهنية، كما يعتبر الاستنفاد الحراري هو مجموعة فرعية من الإرهاق الجسدي، ولكن عندما ينشأ في ظروف بيئية رياضية محددة، فإنه يحتوي على مجموعة منفصلة ومتطورة من المؤشرات المادية.
فإن الإرهاق الجسدي هو حالة يتم الكشف عنها بشكل شائع عن طريق الإرهاق الشديد من جانب الأفراد الرياضيين، حيث لم يعودوا قادرين جسديًا على الأداء بمستواهم المعتاد، ونظرًا لأن الإرهاق البدني يحدث عادةً في رياضات التحمل، فإن نظام الطاقة الهوائية هو أمر أساسي لفحص آليات هذه الحالة، فعندما يحتاج الجسم إلى طاقة للقيام بأنشطة تدوم أكثر من 90 ثانية تقريبًا، فإنه سوف يغذي نفسه من خلال إنتاج مصدر الطاقة ثلاثي فوسفات الأدينوسين (ATP)، باستخدام مخازن الجلوكوز المتاحة.
حيث أن عوامل فيزيائية تساهم في الإرهاق الجسدي للفرد الرياضي، مثل البرودة الشديدة أو الارتفاع، وسيتم تصحيح هذا الظرف من خلال الراحة وتناول الأطعمة المناسبة الغنية بالكربوهيدرات لإصلاح التوازن الجسدي، حيث تشمل الأسباب المحتملة الأخرى الأكثر شيوعًا للإرهاق البدني للرياضي، سواء منفردة أو بالاشتراك مع عوامل أخرى، مثل المرض، العادات الغذائية السيئة طويلة الأمد، الظروف البيئية والجفاف.
حيث أن الإرهاق الجسدي هو أيضًا تعبير يستخدم لوصف عمليات الاختبار المستخدمة لحساب مقاييس الأداء، حيث يعتبر مؤشر قوي على اللياقة البدنية لرياضة التحمل، كما يمكن أن ينشأ الإرهاق العقلي في عدد من الظروف المتعلقة بكل من التدريب والظروف التنافسية، فغالبًا ما يشتكي الرياضيون المحترفون في الرياضات الجماعية الذين يُطلب منهم لعب عدد من الألعاب على مدى أسابيع من الخمول وقلة الحافز.
أما بالنسبة إلى إرهاق العضلات هو أحد الأعراض التي تقلل من قدرة عضلات اللاعب الرياضي على الأداء بمرور الوقت، حيث يمكن أن يكون مرتبطًا بحالة من الإرهاق، وغالبًا بعد نشاط أو تمرين شاق، فعندما يشعر بالتعب تقل القوة الكامنة وراء حركات عضلاته؛ ممّا يجعل اللاعب يشعر بالضعف.
كما يمكن أن يؤدي التدريب الشاق خاصةً عندما تكون المكونات الفردية متكررة، أحيانًا إلى إرهاق عقلي مماثل، وبصورة عامة كلما كانت مستويات الإرهاق مرتفعة كلما كانت النتيجة النهائية للأداء الحركي متضررة بشكل أكبر، ممّا يؤدي ذلك إلى حدوث نتائج سيئة، كما ترتبط مشاعر الإرهاق بقضايا المجهود البدني وعدم كفاية الراحة ونمط الحياة المستقرة.
أسوأ الأخطاء الذي ارتكبها الرياضيون عند شعورهم بالإرهاق:
يتخذ الرياضيون الجيدون قرارات سيئة عندما يكونون في حالة تعب، حيث يعتبر التعب والإرهاق من المكونات الرئيسية لرياضات التحمل، ففي التدريب يوازن الأفراد الرياضيون دائمًا بين التوتر والتعافي من أجل تحقيق تكيفات إيجابية أثناء المغامرات والأحداث، حيث يوجد عدة أخطاء قام بارتكابها الأفراد الرياضيين المرهقون، وهي:
- التوقف عن الأكل والشرب: إن الإرهاق يحول بعض الرياضيين الأذكياء العقلانيين إلى أطفال عنيدين؛ أي بمعنى يقومون بالتوقف عن تناول الطعام والشراب؛ وذلك بسبب وصولهم إلى مستويات رياضية متميزة، حيث تعد هذه العادة عادة سيئة يجب العمل على تركها وتجاوزها، كما يجب التدرب على منتجات التغذية الرياضية التي ستستخدمها في المنافسة.
- الأكل بكثرة عن التوجه إلى المنافسة: في الطرف الآخر من الأفراد الرياضيين الذين يتوقفون عن الأكل والشرب بوجود رياضيون يحاولون التغلب على الإرهاق من خلال تكديس السعرات الحرارية، وهنا تكمن مشكلة في أن الرياضيين يخلطون بين الشعور بالإرهاق والتعب، حيث من المهم الاستمرار في تناول الطعام والشراب كالمعتاد، ولكن إضافة المزيد من السعرات الحرارية يساعد على حدوث الإرهاق بنسبة عالية، كما يجب التدريب تعلم والتعرف على قرارات التغذية والماء الخاصة باللاعب، وتكييفها بناءً على الرغبة الشديدة والإشارات.
- الذهاب إلى وضع البقاء: إن الإرهاق يجعل العديد من الرياضيين هادئين بدرجة كبيرة ، كما يكادون لا يستجيبون إلى أي نصيحة من أي شخص، حيث توصلوا العديد من الأفراد الرياضيين إلى أن القرار الوحيد المتبقي هو التوقف عن التفكير في الأمر والوصول إلى النهاية، سواء كان ذلك في المنزل أو خط النهاية أو محطة المساعدة، كما يجب على الفرد الرياضي مقاومة إغراء إيقاف مهارات التفكير النقدي والانتقال إلى وضع البقاء على قيد الحركة المستمرة، حيث كلما كان اللاعب متعب، كلما زادت أهمية قدرته على اتخاذ القرار.
كما يعاني معظم الأفراد الرياضيين من التعب أو الإرهاق أثناء التدريب، حيث في معظم الحالات، قد يكون هذا بسبب الزيادات في كمية أو شدة التدريب المرتبط بالتوتر أو ببساطة بسبب قلة النوم، بالإضافة إلى غض النظر عن التغذية الكافية باعتبارها عامل مساهم في الإرهاق، حيث في كثير من الحالات، يمكن أن يؤدي التغيير البسيط في عادات الأكل إلى زيادة مستويات الطاقة وتحسين الأداء الرياضي الممارس.
فإن أعراض الإرهاق تختلف من لاعب إلى لاعب ثاني، وأهم تلك الأعراض: زيادة معدل ضربات القلب أثناء الراحة، انخفاض الأداء الرياضي الممارس، ضعف الانتعاش، زيادة إدراك الجهد، فقدان الوزن المفاجئ، فقدان الشهية، زيادة خطر المرض، فقدان المتعة في التدريب الرياضي والتدريب البدني الحركي، اضطرابات النوم أو المزاج.
كما أن الإرهاق هو شعور دائم بالتعب مع وجود انخفاض القدرة على إكمال العمل البدني والعقلي، حيث أنه متعدد الأبعاد وله مكونات عاطفية وسلوكية ومعرفية، كما ترتبط مشاعر التعب الرياضي ليس فقط بالحالات المرضية ولكن أيضًا بالأداء الصحي، حيث تغيرت النظريات المعاصرة حول النشاط البدني ومشاعر التعب خلال القرن الماضي، واستمرت في التركيز على الطبيعة متعددة الأبعاد للبناء الرياضي.
وعلى الرغم من القيود المفروضة على قياس كل من النشاط البدني والتعب، فإن الأدلة على تأثير النشاط البدني على الشعور بالتعب بشكل عام إيجابية ومتسقة، حيث يدعم كل من البحث الوبائي والتجريبي في مجالات تبني التمرينات ووقف التمرين والإفراط في التدريب هذه العلاقة.
المصدر:
علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997