العلاقة بين الرياضة ومشكلات العصر:
إن الأنشطة الرياضية الترويحية البناءة الذي يقوم بممارستها الإنسان في ساعات فراغه، حيث تلعب دور مهم في تحسين الصحة العضوية والعقلية والانفعالية والروحية، ويوجد ميدان كبير وتشكيلة متنوعة من أنواع الأنشطة التي توفر الفرص لكل فرد أن يعمل على تحسين صحته المعنوية، كما أنها تمنح الفرد الاسترخاء وتمهّد له السبيل للتخلص من ضغوط الحياة وتمنحه فرصة ينسى فيها مشاكله، ومن ثم العودة للصحة الاجتماعية والنفسية، ومن أهم الأمثلة على هذه الأنشطة الألعاب الصغيرة والترفيهية والمعسكرات والرحلات والحفلات.
كما أشار علماء علم الاجتماع الرياضي إلى أهمية الحاجة لممارسة ألوان من النشاط الحركي والهوايات المختلفة لتخفيف حدة الضغط العصبي للحياة المعاصرة، فمثلاً عندما يمارس الفرد أي نشاط حركي محبب لنفسه فإنه ينسى كل ما يتعلق بالأعمال والمشاريع والمؤتمرات واللقاءات التي سوف يجريها في اليوم التالي، أو ما يتعلق بالمشاكل مع الجيران أو زملاء العمل، حيث هذا يؤدي إلى تراخي قبضة التوتر التي كانت تضغط على جسمه طوال اليوم، وذلك عن طريق الخبرات السارة والمرضية التي يكتسبها خلال ممارسته لهذا النشاط الرياضي والحركي المختار.
كما يجب أن يكون ممارسة النشاط الحركي جزءاً لا يتجزأ من البرامج اليومية للفرد الرياضي حتى يتحلى بالكثير من المزايا العقلية والجسمية والاجتماعية التي يضيفها ممارسة النشاط الحركي، والتي تساهم مساهمة كبيرة وفعالة في جعل الحياة مليئة بالرخاء والسعادة والحيوية، كما يترتب على نقص حركة الإنسان المعاصر وقلة نشاطه لعدة شهور عدة مشاكل صحية كبيرة عند الكثير من الأفراد، تمثلت في تراكم كميات كبيرة من الدهون الزائدة داخل الجسم وانتشار السمنة وما يسببه ذلك من آثار سلبية على صحة الأفراد وبالتالي على قدرتهم على العمل والإنتاج.
ومن أهم مشاكل العصر هي آلام أسفل الظهر، حيث أنها أصبحت من أكثر المشكلات الصحية انتشاراً بين الأفراد البالغين وكبار السن من مختلف الأجناس، كما تصنف إحدى أهم الأمراض الحياة العصرية، ومن أسبابها زيادة وسائل الراحة المختلفة مع عدم الاعتماد على النشاط البدني في قضاء الحاجات وفي العمل، فأصبح الإنسان يتحرك بعقله أكثر ممّا يتحرك بجسمه وحرم نفسه من ممارسة الرياضة الوقائية العلاجية.