العلاقة بين السياسة والرياضة في علم الاجتماع الرياضي:
على الرغم من اختلاف المجال بين أنشطة الرياضة المختلفة سواء كانت أنشطة فردية، مثل (التنس الأرضي، السكواش، ركوب الخيل، قذف الجلة، رمي الرمح، السباحة)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة سلة أو كرة قدم أو كرة طائرة أو كرة يد)، وبين السياسة واختلاف الممارسين لها، إلا أن المصدر المشترك بينها أن كلاهما من نتاج بشري يصدر من الإنسان الذي يعايش المجتمع البشري المتفاعل.
حيث تُعدّ الرياضة إطار هام وضروري يضم كافة الموجهات السليمة التي ترتقي بالفرد الرياضي، سواء كان لاعب أو مدرب، وتسمو بذاته، ومن ثم يصبح الفرد الرياضي عضواً فعالاً وصالحاً في بناء مجتمعه، كما تُعدّ أنشطة الرياضة المختلفة سواء كانت أنشطة فردية مثل (السكواش، ركوب الخيل، ألعاب القوى)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة، كرة اليد، التنس الزوجي )، أو ألعاب شعبية مثل (لعبة قيام وجلوس، لعبة جماد وأحياء)، أو ألعاب صغيرة مثل (لعبة تنطيط الكرة على الرأس، لعبة نقل الكرات)، تنفساً صحياً يساعد على نشر أجواء الصحية وتمتع الفرد الرياضي بالجسم السليم.
كما أنه ما زالت أنشطة الرياضة وسيلة الدولة للقيام بتحقيق أهدافها، وأداتها للتعبير عن فلسفتها وفكريتها وأيدولوجيتها، حيث أن الرياضة قادرة بإمكانياتها الزاخرة أن تُعبّر عن الدولة بكل مقوماتها التاريخية والحضارية والسياسية، وذلك من خلال امتداد دورها عبر المحافل الرياضية الدولية كسفيرة للدولة، كما أن الرياضة عبارة عن لغة عالمية لجميع الشعوب، كما أنها تعتبر أداة للتطوير قيم الصداقة والمحبة والسلام والأمان، كما أصبحت بديل للصراع السياسي، حيث أصبحت تمتص التوترات السياسية بين دول العالم، كما أنها تعمق الشعور بالانتماء إلى الوطن والولاء له.
كما أن علاقة الرياضة بالسياسة علاقة واضحة منذ بداية الدورات الأولمبية الحديثة، حيث ما زالت الرياضة والسياسة تسيران معاً، وكظاهرة مميزة للتعبير عن الصراع وتنافس الأمم والفلسفات السياسية والاقتصادية في عالمنا الإنساني، كما أنه لم يخف الأفراد الرياضيين المشاركيين في المباريات التنافسية منذ انطلاق الدورات الأولمبية الأولى، حيث كانت النزاعات التي تفتك بالدول تؤثر تأثيراً مباشراً وسلبياً في المباريات المنافسات، خاصة عندما تبلغ المشاعر درجة معينة من التوتر والإحباط.
