ما هي العلاقة بين الفئات الخاصة والتربية الرياضية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الفئات الخاصة والتربية الرياضية في علم الاجتماع الرياضي:

إن الفئات الخاصة في علم الاجتماع الرياضي تختلف اختلافاً كلياً عن الفئات الاجتماعية الثانية، من حيث الاستعدادات والصفات العقلية والصفات البدنية والصفات الانفعالية والصفات السلوكية؛ ممّا يلزم ذلك رعاية خاصة ومناهج وخطط تختلف اختلافاً عن الشيء المألوف، كما أنه حتى يحصل أفراد الفئات الخاصة على فُرص الرعاية والاهتمام والتربية يجب أن يتم توفير إمكانيات تضمن لهم توفر تربية ورعاية سليمة تتلاءم مع قدراتهم.

كما يمكن تقسيم الفئات الخاصة في علم الاجتماع الرياضي إلى ثلاث أصناف أساسية، وهما (الصنف الأول أصحاب العيوب البدنية، الصنف الثاني الأفراد المتأخرين عقلياً،  الصنف الثالث الأفراد منحرفين سلوكياً)، حيث تتواجد جميع هذه الأصناف في المجتمعات الرياضية خاصةً يتم تواجدها في الوسط الاجتماعي المدرسي، كما أنّ سبب تسميتهم فئات خاصة أن الأفراد الرياضيين التابعين للفئات الخاصة لا يقدرون على الاستفادة من الخبرات التربوية والخبرات الاجتماعية العادية؛ أي بمعنى الخبرات التي تقدم لغيرهم من الأفراد الرياضيين الأصحاء، كما أنه من العدل والأمانة يجب أن يتم تهيئة وتجهيز ظروف الرعاية والاهتمام المناسبة والمنظمة لهم.

فإن الأفراد الرياضيين أصحاب الفئات الخاصة من أحد حقوقهم الأساسية يجب أن يعيشوا حياة سعيدة ذات طبيعة متكاملة، وأن يعيشوا مثلهم مثل الأفراد العاديين، كما يجب أن يتم توفير الفرص لهم والرعاية والاهتمام والتربية والتعليم التي تقدم لهم العون والمساعدة في مواجهتهم لظروفهم الصعبة وللتغلب على متاعب حياتهم الخاصة.

فإن لكل فرد رياضي مهما كانت إمكانياته البدنية والاجتماعية له قدرات ورغبات وميول، خاصةً حاجات الفرد الرياضي المصاب بعيوب بدنية؛ أي بمعنى أصحاب الفئات الخاصة لا تختلف بصورة كبيرة عن حاجات الفرد الرياضي العادي، حيث إنه يتطلب رعاية واهتمام من أنواع خاصة، فعلى سبيل المثال إن الفرد الرياضي المصاب بعيوب مهما كان نوعها يحتاج إلى أن يكون فرداً مقبولاً بين رفاقه وأهله، كما يحتاج إلى أن يشعر بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار، حيث أن هذا الأمر يعمل على خلق شعور لدى الفرد الرياضي المصاب بأنه فرداً رياضياً متكاملاً ضمن جماعته الرياضية ومجتمعه الرياضي، كما أنه يجب أن يتم إتاحة الفرص للأفراد الرياضيين المصابين وتكون مشابهة للفرص التي يتم إتاحتها للأفراد الرياضيين الأصحاء.

فإن نجاح برامج التربية الرياضية يتوقف على العلاقة التي تكون موجودة بين المشرف الرياضي والفرد الرياضي المصاب على أساليب وطرق المشرف الرياضي، كما يتوقف على تهيئة وتجهيز المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله الذي يعيش فيه الفرد الرياضي المصاب، وتنظيمه وترتيبه على أسس من الإدراك السليم للشعور والامكانيات الاجتماعية المتاحة، كما تتضمن برامج التربية الخاصة أنماط التوجيه الدقيق الذي يتصف بالواقعية بغض النظر عن طبيعة حال كل فرد رياضي مصاب، كما يجب أن يكون الهدف من البرامج التربية الرياضية الخاصة هو تدريب الفرد الرياضي المصاب على حماية نفسه قبل أن تزداد حالته سوء، وأن يكيف نزعاته وميوله بشكل تعاوني على كيفية كسب المهارات الرياضية في بعض الألعاب، كما يجب تزويد الفرد الرياضي المصاب بأهمية ما يحصل عليه من قيم وفوائد اجتماعية، من أهمّها كيفية ازدياد ثقته بنفسه نتيجة ما يشعر به من تحسّن أو تكيّف لظروفه الذي يعيش بها.

فإن التربية الرياضية تعتبر جزء متكامل من التربية العامة التي تهدف إلى تقديم العون ومساعدة للفرد الرياضي المصاب للنمو الكامل؛ حيث أنّ ذلك حتى يتمكن من مقابلة حاجاته المعيشية والاجتماعية في المجتمع الديمقراطي، كما يوجد عدة أسس للتربية الرياضية للفئات الخاصة أهمها:

  • تنمية وتحسين كفايات الفرد البدنية وكفايات الفرد العضوية.
  • تنمية وتطوير أنظمة التوافق العضلي والعصبي والمهارة في الألعاب الرياضية، مع تحقيق التقدم بالأنشطة الرياضية التوقيتيّة، حيث أنّ ذلك عن طريق الاتجاهات الرياضية.
  • تنمية وتطوير الاتجاهات الاجتماعية الصحيحة والسلوك الحركي المرغوب فيه؛ حيث أنّ ذلك من خلال العمل على توفير الفرص الكثيرة بمختلف أنواعها التي تقوم بإظهارها مواقف اللعب الرياضي.
  • تنمية وتطوير قدرات الفرد الرياضي المصاب على أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية، مع العمل على تنمية علاقته باستثمار أوقات فراغه بشيء مفيد وصحي.
  • ضرورة التمتع بحياة المجتمع الذي يعيش فيه، حيث أنّ ذلك بواسطة أخذ الفائدة والأهمية من مقوماتها وإمكانياتها وقدراتها.

فإن هدف التربية الرياضية للفئات الخاصة هو نفس الهدف التربية الرياضية العامة؛ أي بمعنى تربية الأفراد الأصحاء، حيث إنها تقوم باستخدام برامج ذات طبيعة خاصة من الأنشطة الموجهة للحصول على نتائج مرتبطة بنمو الأفراد، فإن الجهود التي تبذلها الأجهزة والأفراد المختصين بمجال التربية الرياضية الخاصة يقصد بها تقديم العون والمساعدة للفرد الرياضي؛ حتى يصل إلى مكانة عالية ومتميزة في مجتمعه الرياضي ومجتمعه بأكمله الذي يعيش فيه؛ وذلك باعتباره إنسان رياضي محترم ضمن حدود قدراته الشخصية وإتاحة الفرص حتى يتم تنمية وتطوير قدراته البدنية والاجتماعية نمواً متكاملاً، ضمن أجواء اجتماعية يسودها الصداقة والعطف والتقدير والاحترام.

كما أن الفرد الرياضي المصاب؛ أي بمعنى الفرد الرياضي التابع للفئات الخاصة، يتم توجيهه عن طريق أفراد مسؤولين ومشرفين لمهامهم ولوظائفهم؛ حتى يتعلم الفرد الرياضي المصاب كيف يكتسب مكانته ويستثمر قدراته وميوله وإمكانياته كعضو فعال في المجتمع الرياضي دون أن يشعر بأي ضعف، كما أن فكرة التربية الرياضية الخاصة ترتكز على كيفية إعداد برامج ذات طبيعة تربوية واجتماعية متكاملة؛ بحيث تُمكّن الفرد الرياضي المصاب من أخذ حصته من المجتمع الرياضي بما يتلاءم مع حاجاته وقدراته البدنية وقدراته العقلية وميوله العاطفي.

ونسبةً إلى ذلك يمكن التحدث أن هدف التربية الرياضية الخاصة هو كيفية وضع برامج خاصة لأنشطة الرياضية التربوية التي تتكوَّن من ألعاب رياضية وحركات رياضية وحركات إيقاعية، على أن تتلاءم مع ميول وقدرات ورغبات الأفراد الرياضيين المصابين الذين لا يستطيعون الاشتراك في البرامج العامة دون أي يتم إصابتهم بأي ضرر سلبي، كما تهدف التربية الرياضية للفئات الخاصة إلى عدة أهداف أهمَّها:

  • إن التربية الرياضية للفئات الخاصة تهدف إلى العمل على تصحيح الانحرافات الحركية والجسمية؛ حيث أنّ ذلك بسبب أن يتم إتاحة المجال لأجهزة الجسم لأداء وظائفها ومهامها على أحسن وجه وأحسن صورة.
  • إن التربية الرياضية للفئات الخاصة تهدف إلى كسب أنشطة وتمارين اللياقة البدنية، حيث أنّ ذلك من خلال تحسين العمل العضلي للمجموعات العضلية الجسمية، وتنمية وتطوير الاتزان الوظيفي بين أجهزة الجسم مع العناية والاهتمام بقوام الجسم.
  • إن التربية الرياضية للفئات الخاصة تهدف إلى تنمية وتطوير الاتجاهات الصحيحة باتجاه الصحة الشخصية والصحة الجسمية والنشاط البدني الحركي، كما أنه ليس من الإجباري أن يتم تطبيق برامج التربية الرياضية الخاصة على كل فرد رياضي مصاب؛ لأن التطبيق العملي يتوقف على ميول وحاجات كل فرد رياضي مصاب.

شارك المقالة: