إن العمليات العقلية لها دور كبير في إمكانية إتقان الرياضيين للمهارات الرياضية الأساسية، والعمل على تطويرها في العديد من الألعاب والأنشطة الرياضية سواء كانت البدنية أو المهارية، ومن هذه العمليات الهامة هي عملية التركيز أو الانتباه؛ حيث يُعدّ الانتباه في المجال الرياضي أحد أهم هذه العمليات العقلية؛ حيث أنها تؤدي إلى النجاح في إمكانية تطبيق المهارات الرياضية المتعددة، كما أن هذه العمليات تساعد في إمكانية وضع حلول سريعة للمهارات الرياضية جميعها سواء كانت فردية أو جماعية، فالعديد من المواقف الرياضية تتطلب وتحتاج إلى حلول سريعة وتحتاج أيضاً إلى درجة انتباه عالية؛ وذلك من أجل ايجاد الحلول الجيدة لهذه المواقف والتي غالباً ما تحدث في المباريات الرياضية.
فيجب على الرياضي قبل أدائه للمهارات الرياضية العمل في الانتباه على أدائه الرياضي والتركيز على دقة هذا الأداء؛ وذلك بهدف حصوله على موقف جيد وقوي يساعده على أداء مهاراته الرياضية بصورة متقنه وذات مستوى مرتفع، فهناك العديد من المهارات الرياضية التي تحتاج قدرات عقلية عالية وتحديداً المهارات الرياضية الدفاعية؛ فهي من المهارات الرياضية التي تتطلب حجماً كبيراً من عمليات الانتباه، ومن الأمثلة على هذه المهارات: مهارة الإرسال ومهارة الضرب الساحق ومهارة حائط الصد في كرة الطائرة.
العوامل المؤثرة في الانتباه في المجال الرياضي:
إن العوامل المؤثرة في الانتباه في المجال الرياضي هي عبارة عن العوامل التي تكون مختصه في وجود منبه للرياضي نفسه، ويتم تقسمها عادةً إلي ما يلي:
العوامل الخارجية:
- طبيعة المثير الرياضي: وهنا يكون المقصود من طبيعة المثير أو كيفيته، هو أنه من الممكن أن يكون هذا المثير الرياضي عبارة عن مثير سمعي أو مثير بصري، وهذا المثير ربما يكون عبارة عن جماد أو عبارة عن كائناً حياً، حيث أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث الرياضية أن مثير الصورة يكون عادةً أكثر إثارة من مثير الكلمات، وأثبتت أيضاً أن الكلمات التي يتم سماعها تكون عادةً أكثر إثارة من الكلمات غير المسموعة.
- شدة المثير الرياضي: إن المثير الرياضي ذات الشدة الأكبر يعتبر هو المثير الأكثر إثارة للانتباه لدى الرياضيين؛ أي أنه كلما زاد مستوى المثير الرياضي زاد مستوى الانتباه، وكلما قل مستوى المثير الرياضي قل مستوى الانتباه.
- تكرار المثير الرياضي: حيث أن القيام بعملية التكرار للمثير، يقود إلى حدوث حالات من الانتباه في المجال الرياضي لدى معظم الرياضيين.
- تغيير المثير الرياضي: حيث أن المثير الرياضي الذي يبقى ثابتاً في الغالب، يجعل الرياضيين في حالة من التكيّف معه وبالتالي يعتادون عليه ولا يلفت انتباههم أثناء المباريات الرياضية؛ فلذلك يجب على المدربين القيام بتغيير نوع المنبهات الرياضية التي يستخدمونها من فترة إلى أخرى.
- حجم المثير الرياضي: حيث أن المثيرات الرياضية التي تكون عادةً ذات حجم كبير وواضح، هي المُنبّهات التي تعتبر ذات إثارة كبيرة للرياضيين لمحاولة الانتباه.
- حركة المثير الرياضي: حيث أن وجود اختلاف في حركة الرياضيين فيما حولهم، تجعلهم محط مثير للانتباه في الوسط الرياضي.
- موضع المثير الرياضي: حيث أن المثير الرياضي الذي يكون غالباً موجود أمام أعين الرياضيين وعلى مستوى البصر لديهم، حيث يعتبر هو المنبه الأكثر إثارة لوجود الانتباه لديهم عن غيره من المثيرات الرياضية الأخرى.
- تباين المثير الرياضي: حيث أن المثير الرياضي الذي يكون مختلفاً عما حوله من المثيرات، حيث يؤدي عادةً إلى حدوث إثارة للانتباه لدى الرياضيين.
- التجديد والحداثة للمثير الرياضي: حيث يعتبر التجديد للمثيرات الرياضية نوعاً من أنواع التباين؛ لأن المثيرات الحديثة تكون مباينه للشيء المألوف، وبهذا يكون غالباً المثير واضح للانتباه في المجال الرياضي.
العوامل الداخلية:
وتنقسم هذه العوامل إلى على نوعين من العوامل، وهي:
- عوامل مؤقتة:
1- الحاجات العضوية: فالرياضي الذي يشعر بالألم يقوده انتباهه إلى الذهاب للطبيب.
2- الوجهات العقلية: وهي عبارة عن التوجه الذهني للرياضي، حيث أن الرياضي من الممكن أن يقوم بشراء لباس رياضي معين لفت انتباهه.
- عوامل دائمة:
- الدوافع الرياضية المهمة: وهي عبارة عن الدوافع الرياضية التي تقوم بالتأثير بصورة ثابتة ومستمرة على انتباه الرياضيين لمثيرات رياضية معينة دون غيرها من الدوفع.
- الميول الرياضية المكتسبة: وهي عبارة عن نوع من أنواع الدوافع الرياضية، ولكنها تكون عبارة عن دوافع رياضية مؤقتة وغير مستمرة تؤثر على سلوك الرياضيين، ومن ثم تقوم بالتأثير على عملية الانتباه لديهم بصورة مؤقتة؛ حيث يختفي هذا التأثير عند عدم بقاء اهتمام لدى الرياضي بهذه الميول.
