تتم غالبية الأنماط السلوكية للإفراد الرياضيين العاملين في المنظمات الإدارية الرياضية ضمن إطار متكامل، فسلوك الفرد الرياضي كفرد يختلف عنه عندما يكون عضواً في جماعة العمل الرياضي؛ وذلك بسبب ما تفرضه الجماعة الرياضية من قيود وقواعد وأنظمة على سلوك الفرد الرياضي بهدف اتباع أنماط سلوكية، كما يتطلب هذا المفهوم من الإدارة الرياضية ضرورة فهم العوامل التي تحدد السلوك التنظيمي بالإضافة إلى تفهمها لطبيعة جماعات العمل الرياضي ومعاييرها التي تحدد الأنماط السلوكية لأفرادها، ونسبةً إلى ذلك يجب تعديل وتكوين وتشكيل الاتجاهات السلوكية لدى الإفراد الرياضيين العاملين في المنظمة الرياضية.
أهم العوامل المحددة للسلوك التنظيمي في علم الاجتماع الرياضي:
1. الدوافع والحوافز: وهي عبارة عن حاجات مختلفة ومتنوعة، حيث يسعى الفرد الرياضي إلى إشباعها عن طريق اتباعه أنماط سلوكية وحركية متنوعة أثناء تواجده في المنظمة الرياضية، كما يزداد الدافع كلما كانت الحاجة والميول غير مشبعة؛ أي بمعنى أن الدوافع هي عبارة عن طاقات كامنة في ذات الفرد الرياضي تتبع من داخله في اتجاه معين وضمن نمط سلوكي اجتماعي محدد.
ونتيجة لأهمية الدوافع والحوافز في المنظمات الرياضية ظهرت العديد من النظريات التي تختص بالسلوك التنظيمي في عمل الإدارة الرياضية.
2. الاتجاهات والقيم: وتعرف الاتجاهات بأنها نظام اجتماعي ذات طبيعة متكاملة من المفاهيم والمعارف والمعلومات والعادات والتقاليد والدوافع والميول السلوكية، حيث يمكن اعتبارها مشاعر الأفراد الرياضيين تجاه الأشياء المحيطة بهم، وهي تكون إما مشاعر إيجابية أو مشاعر سلبية؛ وذلك لأنها تشمل على ثلاث أجزاء أساسية، وهي (اتجاهات إدراكية، اتجاهات معرفية، اتجاهات سلوكية).
كما يمكن اعتبار الاتجاهات من أهم المحددات الأساسية للسلوك التنظيمي والوظيفي، حيث يأتي الفرد الرياضي إلى المنظمة الرياضية وهو يحمل مجموعة من القيم والاتجاهات والأفكار من بيئته ومن مجتمعه المحيط به، وبالتالي سوف تؤثر بشكل كبير على سلوكه الوظيفي.
حيث يوجد الكثير من الأفراد الذين يعتقدون أن الاتجاهات والقيم تتكون نتيجة لمرور الفرد الرياضي أو الأفراد الرياضيين بمجموعة من الخبرات والتجارب العلمية التي تتمثل بالنجاح أو الفشل، أثناء أو خلال محاولاته السلوكية لإشباع حاجاته، ونسبةً إلى ذلك يمكن القول بأن من الممكن تعديل هذه الاتجاهات من خلال التعامل مع عناصر تكوينها، وذلك عن طريق مساعدة الأفراد الرياضيين على إشباع حاجاتهم دون أن يتعارض هذا الإشباع مع الأهداف المنظمة الرياضية، أما بالنسبة إلى القيم فهي عبارة عن المعتقدات التي يعتقد الأفراد الرياضيين بقيمتها ويلتزمون بها وبمضامينها.
3. الشخصية: وهي نقطة البداية لدراسة سلوك الفرد الرياضي في المنظمات الرياضية، حيث أنها هي أحد المقاييس والمعايير السيكولوجية التي يتم أخذها بعين الاعتبار، وكما أنها هي عبارة عن محدد لقياس السلوكيات التنظيمية للأفراد الرياضيين داخل المنظمات الرياضية، وهي موضوع يساعد مدير المنظمة الرياضية على فهم كيف أن المكونات والخصائص الشخصية لها تأثير على سلوك الأفراد الرياضيين داخل أعمالهم.
وهو ضروري لتمكين مدير المنظمة الرياضية من توجيه الأفراد الرياضيين المرؤوسين نحو ممارسة الأداء السليم والصحيح؛ فمعرفة شخصية الفرد الرياضي مهمة حتي يتاح لمدير المنظمة الرياضية معرفة سلوك الفرد في مواقف عملية محددة والتنبؤ بها، كما تعتبر الشخصية من أهم العناصر التي تتيح تفهم السلوك الإنساني الرياضي.
كما تعمل عملية دراسة وتحليل الشخصية على تفسير وشرح مكونات كل فرد رياضي، وأيضاً تساعد المدير على معرفة الخصائص الشخصية للأفراد الرياضيين العاملين لديه، ممّا تساعده على التنبؤ بالتصرفات وردود الأفعال المختلفة داخل المنظمة الرياضية، وبالتالي يستطيع أن يتحكم في سلوكياتهم وتصرفاتهم وفق الفروقات الفردية بين شخصية كل فرد منهم.
حيث أنه من الضروري أن يعرف المدير المنظمة أن الفرد الرياضي يتفق مع بقية أفراد المنظمة الرياضية في الخصائص؛ أي بمعنى أن توجد خصائص مشتركة، حيث يوجد خصائص من خلال تأثير المجتمع الرياضي على الفرد الرياضي؛ أي أنها تكون نتيجة تفاعلات وضغوطات.
4. الإدراك والتعلم: حيث يعتبر الإدراك أحد أهم المقاييس والمعايير الاجتماعية التي تعتبر محدداً لقياس السلوكيات التنظيمية للأفراد الرياضيين العاملين في المنظمة الرياضية، حيث يتوقف على مقدرة الفرد الرياضي الجسمانية والذهنية ومستوى المهارة والاتجاهات والقيم الدينية، كما يشير مفهوم الإدراك في الإدارة الرياضية إلى الطريقة التي يعرف بها الفرد الرياضي العمل الذي يقوم به.
فالأفراد الرياضيين يختلفون في فهمهم وإدراكهم للواقع الرياضي الذين يتعاملون معه، وأيضاً يمكن تعريف الإدراك بأنه هو الطريقة التي يرى بها الفرد الرياضي أعماله عن طريق الاستجابات الخارجية التي ترد إليه من خلال حواسه، حيث تتكون العمليات الإدراكية من ثلاث خطوات، وهي الوعي أو الانتباه، ترجمة للمنبهات الواردة، تحديد الفعل أو السلوك المناسب والملائم.
فالفرد الرياضي العامل في التنظيم وفي الإدارة الرياضية يستقبل المثيرات الخارجية والداخلية أو المحركات من خلال مختلف حواسه، حيث يبدأ بتنظيم هذا المثير داخل العقل بناءً على حادثة معينة تحدث في المنشآت الرياضية أو المنظمات الرياضية، وينتج عنها تغيير في السلوك، أما بالنسبة إلى التعليم فهو التغيير الثابت بشكل نسبي في السلوك الرياضي الذي يحدث نتيجة للتجربة.
5. الدافعية: وهي أحد أهم المقاييس الاجتماعية والسيكولوجية التي يؤخذ بها لقياس السلوك التنظيمية للأفراد الرياضيين العاملين في مختلف المنظمات الرياضية، حيث تمثل الدافعية عاملاً هاماً يتفاعل مع قدرات الفرد الرياضي؛ ليؤثر في سلوكه الذي يقوم به الفرد الرياضي في العمل أثناء تواجده في المنظمة الرياضية.
كما أنها تمثل القوة التي تحرك الفرد الرياضي؛ لكي يؤدي العمل الخاص به؛ أي بمعنى قوة الحماس أو الرغبة للقيام بمهام العمل، حيث أن هذه القوة تنعكس في كثافة الجهد الذي يبذله الفرد الرياضي وفي درجة مثابرته واستمراره في الأداء، وفي مدى تقديمه لأفضل ما عنده من قدرات ومهارات في العمل الرياضي داخل المنظمة الرياضية.
حيث يمكن فهمه على أنه موضوع وعامل مهم يفيد الأفراد الرياضيين، سواء كانوا المديرين أو العاملين في فهم العناصر التي تؤثر في رفع حماس ودافعية العاملين في المنظمة الرياضية، كما أنه عامل مهم في اكتساب أهم الأدوات والمهارات التي يمكن من خلالها حث ودفع العاملين في إنجاز الأعمال والوظائف والمهام الموكلة إليهم.
كما قام العديد من علماء علم الاجتماع الرياضي بوضع عدة مفاهيم خاصة بمفهوم الدافعية وعلاقته بالمنظمات الرياضية، وأهمها:
المفهوم الأول للدافعية: هي حاجات ورغبات الفرد الرياضي غير المشبعة، حيث تمثل نوعاً من القوى الدافعية التي تؤثر على تفكير الفرد الرياضي وإدراكه للأمور الخاصة بالمنظمة الرياضية، كما أنها توجه السلوك الإنساني نحو الهدف الذي يشبع تلك الحاجات والرغبات؛ فإن الدافع يعني حاجة يسعى الفرد الرياضي إلى إنجازها وإشباعها؛ أي بمعنى ينطر إلى الدافعية أنها قوة داخلية تنبع من ذات الفرد الرياضي، مع توجه للتصرف في اتجاه معين وضمن قوة محددة.
2. المفهوم الثاني للدافعية: حيث تعني كيف يكون بداية سلوك الفرد الرياضي في المنظمة الرياضية وكيف ينشط ويستمر ويوجه ويوقف، وما نوع ردود الفعل غير الموضوعية التي تحدث في الجسم أثناء ممارسته للوظائف والمهام الموكلة إليه داخل المنظمة الرياضية.
كما هو بمثابة بناء للشخصية الإنسانية الرياضية، حيث أن الكثير من الأفراد الرياضيين يعتبرون الدافعية مفتاح للسلوك الرياضي الممارس في المنظمة الرياضية.